وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقيل : القرض هنا على حقيقته وهو السلف ولعله علق باسم الجلالة لأن الذي يقرض الناس طمعا في الثواب كأنه أقرض الله تعالى ؛ لأن القرض من الإحسان الذي أمر الله به وفي معنى هذا ما جاء في الحديث القدسي " أن الله D يقول يوم القيامة : يا ابن آدم استطعمك فلم تطعمني " قال " يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين " قال " أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه " الحديث . وقد رووا : أن ثواب الصدقة عشر أمثالها وثواب القرض ثمانية عشر من أمثاله . وقرأ الجمهور ( فيضاعفه ) بألف بعد الضاد وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب . بدون ألف بعد الضاد وبتشديد العين .
ورفع ( فيضاعفه ) في قراءة الجمهور على العطف على ( يقرض ) ليدخل في حيز التحضيض معاقبا للإقراض في الحصول وقرأه ابن عامر وعاصم ويعقوب : بنصب الفاء هلى جواب التحضيض والمعني على كلتا القراءتين واحد .
وقوله ( والله يقبض ويبصط ) أصل القبض : الشد والتماسك وأصل البسط : ضد القبض وهو الإطلاق والإرسال وقد تفرعت عن هذا المعنى معان : منها القبض بمعنى الأخذ ( فرهان مقبوضة ) بمعنى الشح ( ويقبضون أيديهم ) ومنها البسط بمعنى البذل ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ) وبمعنى السخاء ( بل يداه مبسوطتان ) ومن أسمائه تعالى : القابض الباسط بمعنى المانع المعطي وقرأ الجمهور : ويبسط بالسين وقرأه نافع والبزي عن ابن كثير وأبو بكر عن عاصم والكسائي وأبو جعفر وروح عن يعقوب بالصاد وهو لغة .
يحتمل أن المراد هنا : يقبض العطايا والصدقات ويبسط الجزاء والثواب ويحتمل أن المراد بقبض نفوسا عن الخير ويبسط نفوسا للخير وفيه تعريض بالوعد بالتوسعة على المنفق في سبيل الله والتقتير على البخيل . وفي الحديث اللهم أعط منفقا خلفا وممسكا تلفا وفي ابن عطية عن الحلواني عن قالون عن نافع : " أنه لا يبالي كيف قرأ يبسط وبسطه بالسين أو بالصاد " أي لأنهما لغتان مثل الصراط والسراط والأصل هو السين ولكنها قلبت صادا في بصطه ويبصط لوجود الطاء بعدها ومخرجها بعيد من مخرج السين ؛ لأن الانتقال من السين إلى الطاء ثقيل بخلاف الصاد .
وقوله ( وإليه ترجعون ) خبر مستعمل في التنبيه والتذكير بأن ما أعد لهم في الآخرة من الجزاء على الإنفاق في سبيل الله أعظم مما وعدوا به من الخير في الدنيا وفيه تعريض بأن الممسك البخيل عن الإنفاق في سبيل الله محروم من خير كثير .
روى أنه لما نزلت الآية جاء أبو الدحداح إلى رسول الله A فقال " أو أن الله يريد منا القرض ؟ قال : نعم يا أبا الدحداح قال : أرني يدك " فناوله يده فقال : " فإني أقرضت الله حائطا فيه ستمائة نخلة " فقال رسول الله A " كم من عذق رداح ودار فساح في الجنة لأبي الدحداح " .
( ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين [ 246 ] ) A E