وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الوجه الأول : أن يكون الاستفهام مستعملا في التعجب أو التعجيب من عدم علم المخاطب بمفعول فعل الرؤية ويكون فعل الرؤية علميا من أخوات ظن على مذهب الفراء وهو صواب ؛ لأن إلى ولام الجر يتعاقبان في الكلام كثيرا ومنه قوله تعالى ( والأمر إليك ) أي لك وقالوا ( أحمد الله إليك ) كما يقال ( أحمد لك الله ) والمجرور بإلى في محل المفعول الأول لأن حرف الجر الزائد لا يطلب متعلقا وجملة وهم ألوف في موضع الحال سادة مسد المفعول الثاني : لأن أصل المفعول الثاني لأفعال القلوب أنه حال على تقدير : ما كان من حقهم الخروج وتفرع على قوله ( وهم ألوف ) قوله ( فقال لهم الله موتوا ) فهو من تمام معنى المفعول الثاني أو تجعل ( إلى ) تجريدا لاستعارة فعل الرؤية لمعنى العلم أو قرينة عليها أو لتضمين فعل الرؤية معنى النظر ليحصل الادعاء أن هذا الأمر المدرك بالعقل كأنه مدرك بالمضر لكونه بين الصدق لمن علمه فيكون قولهم ( ألن تر إلى كذا ) في قوله : جملتين : ألم تعلم كذا وتنظر إليه .
الوجه الثاني : أن يكون الاستفهام تقريريا فإنه كثر مجيء الاستفهام التقريري في الأفعال المنفية مثل ( ألم نشرح لك صدرك ) ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) .
والقول في فعل الرؤية وفي تعدية حرف ( إلى ) نظير القول فيه في الوجه الأول .
الوجه الثالث : أن تجعل الاستفهام إنكاريا إنكارا لعدم علم المخاطب بمفعول فعل الرؤية والرؤية علمية والقول في حرف ( إلى ) نظير القول فيه على الوجه الأول أو أن تكون الرؤية بصرية ضمن الفعل معنى تنظر على أن أصله أن يخاطب به من غفل عن النظر إلى شيء مبصر ويكون الاستفهام إنكاريا : حقيقة أو تنزيلا ثم نقل المركب إلى استعماله في غير الأمور المبصرة فصار كالمثل وقريب منه قول الأعشى : .
" ترى الجود يجري ظاهرا فوق وجهه واستفادة التحريض على الوجوه الثلاثة إنما هي من طريق الكناية بلازم معنى الاستفهام لأن شأن الأمر المتعجب منه أو المقرر به أو المنكور علمه أن يكون شأنه أن تتوافر الدواعي على علمه وذلك مما يحرض على علمه .
واعلم أن هذا التركيب جرى مجرى المثل في ملازمته لهذا الأسلوب سوى أنهم غيروه باختلاف أدوات الخطاب التي يشتمل عليها : من تذكير وضده وإفراد وضده نحو ألم ترى في خطاب المرأة وألم تريا وألم تروا وألم ترين في التثنية والجمع هذا إذا خوطب بهذا المركب في أمر ليس من شأنه أن يكون مبصر للمخاطب أو مطلقا .
وقد اختلف في المراد من هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم والأظهر أنهم قوم خرجوا خائفين من أعدائهم فتركوا ديارهم جبنا وقرينة ذلك عندي قوله تعالى : ( وهم ألوف ) فإنه جملة حال وهي محل التعجيب وإنما تكون كثرة العدد محلا للتعجيب إذا كان المقصود الخوف من العدو فإن شأن القوم الكثيرين ألا يتركوا ديارهم خوفا وهلعا والعرب تقول للجيش إذا بلغ الألوف " لا يغلب من قلة ) . فقيل هم من بني إسرائيل خالفوا على نبي لهم في دعوته إياهم للجهاد ففارقوا وطنهم فرارا من الجهاد وهذا الأظهر فتكون القصة تمثيلا لحال أهل الجبن في القتال بحال الذين خرجوا من ديارهم بجامع الجبن وكانت الحالة المشبه بها أظهر في صفة الجبن وأفظع مثل تمثيل حال المتردد في شيء بحال من يقدم رجلا ويؤخر أخرى فلا يقال إن ذلك يرجع إلى تشبيه الشيء بمثله . وهذا أرجح الوجوه لأن أكثر أمثال القرآن أن تكون بأحوال الأمم الشهيرة وبخاصة بني إسرائيل . وقيل هم من قوم من بني إسرائيل من أهل داوردان قرب واسط وقع طاعون ببلدهم فخرجوا إلى واد أفيح فرماهم الله بداء موت ثمانية أيام حتى انتفخوا ونتنت أجسامهم ثم أحياها . وقيل هم من أهل أذرعات بجهات الشام . واتفقت الروايات كلها على أن الله أحياهم بدعوة النبي حزقيال بن بوزي فتكون القصة استعارة : شبه الذين يجبنون عن القتال بالذين يجبنون من الطاعون بجامع خوف الموت والمشبهون يحتمل أنهم قوم من المسلمين خامرهم الجبن لما دعوا إلى الجهاد في بعض الغزوات ويحتمل أنهم فريق مفروض وقوعه قبل أن يقع لقطع الخواطر التي قد تخطر في قلوبهم .
وفي تفسير ابن كثير عن ابن جريج عن عطاء : أن هذا مثل لا قصة واقعة وهذا بعيد يبعده التعبير عنهم بالموصول وقوله ( فقال لهم الله ) . وانتصب ( حذر الموت ) على المفعول لأجله وعامله ( خرجوا ) .
A E