وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوجه أن اختلاف الوصفين في الآيتين لا يقتضي اختلاف جنس الحكم باختلاف أحوال المطلقات وأن جميع المتعة من شأن المحسنين والمتقين . وأن دلالة صيغة الطلب في الآيتين سواء : إن كان استحبابا أو كان إيجابا .
فالذين حملوا الطلب في الآية السابقة على الاستحباب حملوه في هذه الآية على الاستحباب بالأولى ومعولهم في محمل الطلب في كلتا الآيتين ليس إلا على استنباط علة مشروعية المتعة : وهي جبر خاطر المطلقة استبقاء للمودة ولذلك لم يستثن مالك من مشمولات هذه الآية إلا المختلعة ؛ لأنها هي التي دعت إلى الفرقة دون المطلق .
والذين حملوا الطلب في الآية المتقدمة على الوجوب اختلفوا في محمل الطلب في هذه الآية فمنهم من طرد قوله بوجوب المتعة لجميع المطلقات ومن هؤلاء عطاء وجابر بن زيد وسعيد ابن جبير وابن شهاب والقاسم بن محمد وأبو ثور ومنهم من حمل الطلب في هذه الآية على الاستحباب وهو قول الشافعي ومرجعه إلى تأويل ظاهر قوله ( وللمطلقات ) بما دل عليه مفهوم قوله في الآية الأخرى ( ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ) .
( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون [ 242 ] ) أي كهذا البيان الواضح يبين الله آياته فالآيات هنا دلائل الشريعة .
وقد تقدم القول في نظيره في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون [ 243 ] وقاتلوا في سبيل الله وأعلموا أن الله سميع عليم [ 244 ] ) استئناف ابتدائي للتحريض على الجهاد والتذكير بأن الحذر لا يؤخر الأجل وأن الجبان قد يلقى حتفه في مظنة النجاة وقد تقدم : أن هذه السورة نزلت في مدة صلح الحديبية وأنها تمهيد لفتح مكة فالقتال من أهم أغراضها والمقصود من هذا الكلام هو قوله ( وقاتلوا في سبيل الله ) الآية .
فالكلام رجوع إلى قوله ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) وفصلت بين الكلامين الآيات النازلة خلالهما المفتتحة ب ( يسألونك ) .
وموقع ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) قبل قوله ( وقاتلوا في سبيل الله ) موقع ذكر الدليل قبل المقصود وهذا طريق من طرق الخطابة أن يقدم الدليل قبل المستدل عليه لمقاصد كقول علي Bه في بعض خطبه لما بلغه استيلاء جند الشام على أكثر البلاد إذا افتتح الخطبة فقال " ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها أنبئت بسرا هو ابن أبي أرطاة من قادة جنود الشام قد اطلع اليمن وإني والله لأظن أن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم " فقوله ( ما هي إلا الكوفة ) موقعة موقع الدليل على قوله " لأظن هؤلاء القوم إلخ " وقال عيسى بن طلحة لما دخل على عروة بن الزبير حين قطعت رجله " ما كنا نعدك للصراع والحمد لله الذي أبقى لنا أكثرك : أبقي لنا سمعك وبصرك ولسانك وعقلك وإحدى رجليك " فقدم قوله : ما كنا نعدك للصراع والمقصود من مثل ذلك الاهتمام والعناية بالحجة قبل ذكر الدعوى أو حملا على التعجيل بالامتثال .
واعلم أن تركيب ( ألم تر إلى كذا ) إذا جاء فعل الرؤية فيه متعديا إلى ما ليس من شأن السامع أن يكون رآه كان كلاما مقصودا منه التحريض على علم ما عدى إليه فعل الرؤية وهذا مما اتفق عليه المفسرون ولذلك تكون همزة الاستفهام مستعملة في غير معنى الاستفهام بل في معنى مجازي أو كنائي من معاني الاستفهام غير الحقيقي وكان الخطاب به غالبا موجها إلى غير معين وربما كان المخاطب مفروضا متخيلا .
ولنا في بيان وجه إفادة هذا التحريض من ذلك التركيب وجوه ثلاثة : A E