وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقصر : البناء العالي . والتعريف فيه للجنس أي كالقصور لأنه شبه به جمع وهذا التعريف مثل تعريف الكتاب في قوله تعالى ( وأنزلنا معهم الكتاب ) أي الكتب . وعن ابن عباس : الكتاب أكثر من الكتب أي كل شررة كقصر وهذا تشبيه في عظم حجمه .
وقوله ( كأنه جمالات صفر ) تشبيه في حجمه ولونه وحركته في تطايره بجمالات صفر . وضمير ( كأنه ) عائد إلى شرر .
والجمالات : بكسر الجيم جمع جمالة وهي اسم جمع طائفة من الجمال أي تشبه طوائف من الجمال متوزعة فرقا وهذا تشبيه مركب لأنه تشبيه في هيئة الحجم مع لونه مع حركته . والصفرة : لون الشرر إذا ابتعد عن لهيب ناره .
A E وقرأ الجمهور ( جمالات ) بكسر الجيم وألف بعد اللام فهو جمع جمالة . وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف ( جمالة ) بكسر الجيم بدون ألف بعد اللام وهو جمع جمل مثل حجر وحجارة .
وقرأه رويس عن يعقوب ( جمالات ) بضم الجيم وألف بعد اللام جمع جمالة بالضم وهي حبل تشد به السفينة ويسمى القلس " بقاف مفتوحة ولام ساكنة " والتقدير : كأن الواحدة منها جمالة و ( صفر ) على هذه القراءة نعت ل ( جمالات ) أو ل ( شرر ) .
قال صاحب الكشاف : وقال أبو العلاء " يعني المعري " في صفة نار قوم مدحهم بالكرم : .
حمراء ساطعة الذوائب في الدجى ... ترمي بكل شرارة كطراف شبه الشرارة بالطراف وهو بيت الأدم في العظم والحمرة وكأنه قصد بخبثه أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سول له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله " حمراء " توطئة لها ومناداة عليها وتنبيها للسامعين على مكانها ولقد عمي جمع الله له عمى الدارين عن قوله عز وعلا ( كأنه جمالات صفر ) فإنه بمنزلة قوله كبيت أحمر وعلى أن في التشبيه بالقصر وهو الحصن تشبيها من جهتين من جهة العظم ومن جهة الطول في الهواء فأبعد الله إغرابه في طرافه وما نفخ شدقيه من استطرافه اه .
وأقول : هذا الكلام ظن سوء بالمعري لم يشم من كلامه ولا نسبه إليه أحد من أهل نبزه وملامه زاد به الزمخشري في طنبور أصحاب النقمة لنبز المعري ولمزه نغمة .
قال الفخر : كان الأولى لصاحب الكشاف أن لا يذكر ذلك " أي لأنه ظن سواء بلا دليل " .
وقال الطيبي : وليس كذلك لأنه لا يخفى على مثل المعري : أن الكلام بآخره لأن الله شبه الشرارة : أولا حين تنفصل عن النار بالقصر في العظم وثانيا حين تأخذ في الارتفاع والانبساط فتنشق عن أعداد لا نهاية لها بالجمالات في التفرق واللون والعظم والثقل ونظر في ذلك إلى الحيوان وأن تلك الحركات اختيارية وكل ذلك مفقود في بيته .
( ويل يومئذ للمكذبين [ 34 ] ) تكرير لقصد تهديد المشركين الأحياء والقول فيه كالقول في نظيره الواقع ثانيا في هذه السورة .
( هذا يوم لا ينطقون [ 35 ] ولا يؤذن لهم فيعتذرون [ 36 ] ) إن كانت الإشارة على ظاهرها كان المشار إليه هو اليوم الحاضر وهو يوم الفصل فتكون الجملة من تمام ما يقال لهم في ذلك اليوم بعد قوله ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) فيكون في الانتقال من خطابهم بقوله ( انطلقوا ) إلى إجراء ضمائر الغيبة عليهم التفات يزيده حسنا أنهم قد استحقوا الإعراض عنهم بعد إهانتهم بخطاب ( انطلقوا ) .
وهذا الوجه أنسب بقوله تعالى بعده ( هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين ) وموقع الجملة على هذا التأويل موقع تكرير التوبيخ الذي أفاده قوله ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) وهو من جملة ما يقال لهم في ذلك اليوم واسم الإشارة مستعمل في حقيقته للقريب .
وإن كانت الإشارة إلى المذكور في اللفظ وهو يوم الفصل المتحدث عنه بأن فيه الويل للمكذبين كان هذا الكلام موجها إلى الذين خوطبوا بالقرن كلهم إنذارا للمشركين منهم وإنعاما على المؤمنين فكانت ضمائر الغيبة جارية على أصلها وكانت عائدة على المكذبين من قوله ( ويل يومئذ للمكذبين ) وتكون الجملة معترضة بين جملة ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) وجملة ( هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين ) . واسم الإشارة الذي هو إشارة إلى القريب مستعمل في مشار إليه بعيد باعتبار قرب الحديث عنه على ضرب من المجاز أو التسامح .
واسم الإشارة مبتدأ و ( يوم لا ينطقون ) خبر عنه