وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( لا ينطقون ) مضاف إليها ( يوم ) أي هو يوم يعرف بمدلول هذه الجملة وعدم تنوين ( يوم ) لأجل إضافته إلى الجملة كما يضاف ( حين ) . والأفصح في هذه الأزمان ونحوه إذا أضيف إلى جملة مفتتحة ب ( لا ) النافية أن يكون معربا وهو لغة مضر العليا . وأما مضر السفلى فهم يبنونه على الفتح دائما .
A E وعطف ( ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) على جملة ( لا ينطقون ) أي لا يؤذن إذنا يتفرع عليه اعتذارهم أي لا يؤذن لهم في الاعتذار . فالاعتذار هو المقصود بالنفي وجعل نفي الإذن لهم توطئة لنفي اعتذارهم ولذلك جاء ( فيعتذرون ) مرفوعا ولم يجيء منصوبا على جوانب النفي إذ ليس المقصود نفي الإذن وترتب نفي اعتذارهم على نفي الإذن لهم إذ لا محصول لذلك فلذلك لم يكن نصب ( فيعتذرون ) مساويا للرفع بل ولا جائزا بخلاف نحو ( لا يقضى عليهم فيموتوا ) فإن نفي القضاء عليهم وهم في العذاب مقصود لذاته لأنه استمرار في عذابهم ثم أجيب بأنه لو قضي عليهم لماتوا أي فقدوا الإحساس فمعنى الجوابية هنالك مما يقصد . ولذا فلا حاجة هنا إلى ما ادعاه أبو البقاء أن ( فيعتذرون ) استئناف تقديره : فهم يعتذرون ولا إلى ما قاله ابن عطية تبعا للطبري : إنه ينصب لأجل تشابه رؤوس الآيات وبعد فإن مناط النصب في جواب النفي قصد المتكلم جعل الفعل جوابا للنفي لا مجرد وجود فعل مضارع بعد فعل منفي .
واعلم أنه لا تعارض بين هذه الآية وبين الآيات التي جاء فيها ما يقضي أنهم يعتذرون نحو قوله تعالى ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) لأن وقت انتفاء نطقهم يوم الفصل .
وأما نطقهم المحكي في قوله ( ربنا أمتنا اثنتين ) فذلك صراخهم في جهنم بعد انقضاء يوم الفصل وبنحو هذا أجاب ابن عباس نافع بن الأزرق حين قال نافع : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال الله ( ولا يتساءلون ) وقال ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) فقال ابن عباس : لا يتساءلون في النفخة الأولى حين نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض فلا يتساءلون حينئذ ثم في النفخة الثانية أقبل بعضهم على بعض يتساءلون . والذي يجمع الجواب عن تلك الآيات وعن أمثالها هو أنه يجب التنبيه إلى مسألة الوحدات في تحقق التناقض .
( ويل يومئذ للمكذبين [ 37 ] ) تكرير لتهديد المشركين متصل بقوله ( هذا يوم لا ينطقون ) الآية على أول الوجهين في موقع ذلك أو هو وارد لمناسبة قوله ( هذا يوم لا ينطقون ) على ثاني الوجهين المذكورين فيه فيكون تكريرا لنظيره الواقع بعد قوله ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) إلى قوله ( صفر ) اقتضى تكريره عقبه أن جملة ( هذا يوم لا ينطقون ) الخ تتضمن حالة من أحوالهم يوم الحشر لم يسبق ذكرها فكان تكرير ( ويل يومئذ للمكذبين ) بعدها لوجود مقتضي تكرير الوعيد للسامعين .
( هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين [ 38 ] فإن كان لكم كيد فكيدون [ 39 ] ) تكرير لتوبيخهم بعد جملة ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) شيع به القول الصادر بطردهم وتحقيرهم فإن المطرود يشيع بالتوبيخ فهو مما يقال لهم يومئذ ولم تعطف بالواو لأنها وقعت موقع التذييل للطرد وذلك من مقتضيات الفصل سواء كان التكرير بإعادة اللفظ والمعنى أم كان بإعادة المعنى والغرض .
والإشارة إلى المشهد الذي يشاهدونه من حضور الناس ومعدات العرض والحساب لفصل القضاء بالجزاء .
والإخبار عن اسم الإشارة بأنه يوم الفصل باعتبار أنهم يتصورون ما كانوا يسمعون في الدنيا من محاجة عليهم لإثبات يوم يكون فيه الفصل وكانوا ينكرون ذلك اليوم وما يتعذرون بما يقع فيه فصارت صورة ذلك اليوم حاضرة في تصورهم دون إيمانهم به فكانوا الآن متهيئين لأن يوقنوا بأن هذا هو اليوم الذي كانوا يوعدون بحلوله وقد عرف ذلك اليوم من قبل بأنه يوم الفصل أي القضاء وقد رأوا أهبة القضاء .
وجملة ( جمعناكم والأولين ) بيان للفصل بأنه الفصل في الناس كلهم لجزاء المحسنين والمسيئين كلهم فلا جرم جمع في ذلك اليوم الأولون والآخرون قال تعالى ( قل أن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم )