وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا وجملة ( انطلقوا إلى ظل ) إلى آخرها بدل اشتمال أو مطابق من جملة ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) .
وأعيد فعل ( انطلقوا ) على طريقة التكرير لقصد التوبيخ أو الإهانة والدفع ولأجله أعيد فعل ( انطلقوا ) وحرف ( إلى ) .
ومقتضى الظاهر أن يقال انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ظل ذي ثلاث شعب فإعادة العامل في البدل للتأكيد في مقام التقريع .
A E وأريد بالظل دخان جهنم لكثافته فعبر عنه بالظل تهكما بهم لأنهم يتشوقون ظلا يأوون إلى برده .
وأفرد ظل هنا لأنه جعل لهم ذلك الدخان في مكان واحد ليكونوا متراصين تحته لأن ذلك التراص يزيدهم ألما .
وقرأ الجمهور ( انطلقوا ) الثاني بكسر اللام مثل ( انطلقوا ) الأول وقرأه رويس عن يعقوب بفتح اللام على صيغة الفعل الماضي على معنى أنهم أمروا بالانطلاق إلى النار فانطلقوا إلى دخانها وإنما لم يعطف بالفاء لقصد الاستئناف ليكون خبرا آخر عن حالهم .
والشعب : اسم جمع شعبة وهي الفريق من الشيء والطائفة منه أي ذي ثلاث طوائف وأريد بها طوائف من الدخان فإن النار إذا عظم اشتعالها تصاعد دخانها من طرفيها ووسطها لشدة انضغاطه في خروجه منها .
فوصف الدخان بأنه ذو ثلاث شعب لأنه يكون كذلك يوم القيامة . وقد قيل في سبب ذلك : إن شعبة منه عن اليمين وشعبة عن اليسار وشعبة من فوق قال الفخر : " وأقول هذا غير مستبعد لأن الغضب عن يمينه والشهوة عن شماله والقوة الشيطانية في دماغه ومنبع جميع الآفات الصادرة عن الإنسان في عقائده وفي أعماله ليس إلا هذه الثلاثة ويمكن أن يقال ها هنا ثلاث درجات وهي : الحس والخيال والوهم . وهي مانعة للروح من الاستنارة بأنوار عالم القدس " اه .
والظليل : القوي في ظلاله اشتق له وصف من اسمه لإفادة كماله فيما يراد منه مثل : ليل أليل وشعر شاعر أي ليس هو مثل ظل المؤمنين قال تعالى ( وندخلهم ظلا ظليلا ) . وفي هذا تحسير لهم وهو في معنى قوله تعالى ( وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ) .
وجر ( ظليل ) على النعت ل ( ظل ) وأقحمت ( لا ) فصارت من جملة الوصف ولا يظهر فيها إعراب كما تقدم في قوله تعالى ( إنها بقرة لا فارض ولا بكر ) وشأن لا إذا أدخلت في الوصف أن تكرر فلذلك أعيدت في قوله ( ولا يغني من اللهب ) .
والإغناء : جعل الغير غنيا أي غير محتاج في ذلك الغرض وتعديته ب ( من ) على معنى البدلية أو لتضمينه معنى : يبعد ومثله قوله تعالى ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) . وبذلك سلب عن هذا الظل خصائص الظلال لأن شأن الظل أن ينفس عن الذي يأوي إليه ألم الحر .
( إنها ترمي بشرر كالقصر [ 32 ] كأنه جمالات صفر [ 33 ] ) يجوز أن يكون هذا من تمام ما يقال للمكذبين الذين قيل لهم ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) فإنهم بعد أن حصل لهم اليأس مما ينفس عنهم ما يلقون من العذاب وقيل لهم : انطلقوا إلى دخان جهنم ربما شاهدوا ساعتئذ جهنم تقذف بشررها فيروعهم المنظر أو يشاهدونها عن بعد لا تتضح منه الأشياء وتظهر عليهم مخائل توقعهم أنهم بالغون إليه فيزداد روعا وتهويلا فيقال لهم : أن جهنم ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر .
ويجوز أن يكون اعتراضا في أثناء حكاية حالهم أو في ختام حكاية حالهم .
فضمير ( إنها ) عائد إلى جهنم التي دل عليها قوله ( ما كنت به تكذبون ) كما يقال للذي يساق إلى القتل وقد رأى رجلا بيده سيف فاضطرب لرويته فيقال له : إنه الجلاد .
وإجراء تلك الأوصاف في الإخبار عنها لزيادة الترويع والتهويل فإن كانوا يرون ذلك الشرر لقربهم منه فوصفه لهم لتأكيد الترويع والتهويل بتظاهر السمع مع الرؤية . وإن كانوا على بعد منه فالوصف للكشف عن حاله الفظيعة .
وتأكيد الخبر ب ( إن ) للاهتمام به لأنهم حينئذ لا يشكون في ذلك سواء رأوه أو أخبروا به .
والشرر : اسم جمع شررة : وهي القطعة المشتعلة من دقيق الحطب يدفعها لهب النار في الهواء من شدة التهاب النار