وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جاء هذا التقرير على سنن سابقيه في عدم العطف لأنه على طريقة التكرير للتوبيخ وهو تقرير لهم بما أنعم الله به عليهم من خلق الأرض بما فيها مما فيه منافعهم كما قال تعالى ( متاع لكم ولأنعامكم ) .
ومحل الامتنان هو قوله ( أحياء ) وأما قوله ( وأمواتا ) فتتميم وإدماج .
A E وكفات : اسم للشيء الذي يكفت فيه أي يجمع ويضم فيه فهو اسم جاء على صيغة الفعال من كفت إذا جمع ومنه سمي الوعاء : كفاتا كما سمي ما يعي الشيء : وعاء وما يضم الشيء : الضمام .
و ( أحياء ) مفعول ( كفاتا ) لأن ( كفاتا ) فيه معنى الفعل كأنه قيل كافتة أحياء . وقد يقولون منصوب بفعل مقدر دل عليه ( كفاتا ) وكل ذلك متقارب .
و ( أمواتا ) عطف عليه وهو إدماج وتتميم لأن فيه مشاهدة الملازمة بين الأحياء والأموات تدل على أن الحياة هي المقصود من الخلقة .
وهذا تقرير لهم بالاعتراف بالأحوال المشاهدة في الأرض الدالة على تفرد الله تعالى بالإلهية .
وتنوين ( أحياء وأمواتا ) للتعظيم مرادا به التكثير ولذلك لم يؤت بهما معرفين باللام وفائدة ذكر هذين الجمعين ما في معنييهما من التذكير بالحياة والموت .
وقد تصدى الكلام لإثبات البعث بشواهد ثلاثة : أحدهما : بحال الأمم البائدة في انقراضها .
الثاني : بحال تكوين الإنسان .
الثالث : مصير الكل إلى الأرض وفي كل ذلك إبطال لإحالتهم وقوع البعث لأنهم زعموا استحالته فأبطلت دعواهم بإثبات إمكان البعث فإنه إذا ثبت الإمكان بطلت الاستحالة فلم يبق إلا النظر في أدلة ترجيح وقوع ذلك الممكن .
وفي الآية امتنان يجعل الأرض صالحة لدفن الأموات وقد ألهم الله لذلك ابن آدم حين قتل أخاه كما تقدم ذكره في سورة المائدة فيؤخذ من الآية وجوب الدفن في الأرض إلا إذا تعذر ذلك كالذي يموت في سفينة بعيدة عن مراسي الأرض أو لا تستطيع الإرساء أو كان الإرساء يضر بالراكبين أو يخاف تعفن الجثة فإنها يرمى بها في البحر وتثقل بشيء لترسب إلى غريق الماء . وعليه فلا يجوز إحراق الميت كما يفعل مجوس الهند وكان يفعله بعض الرومان ولا وضعه لكواسر الطير كما كان يفعل مجوس الفرس وكان أهل الجاهلية يتمدحون بالميت الذي تأكله السباع أو الضباع وهو الذي يموت في فلاة قال تأبط : .
لا تدفنوني إن دفني محرم ... عليكم ولكن خامري أم عامر وهذا من جهالة الجاهلية وكفران النعمة .
واحتج ابن القاسم من أصحاب مالك بهذه الآية لكون القبر حرزا فأوجب القطع على من سرق من القبر كفنا أو ما يبلغ ربع دينار وقال مالك : القبر حوز للميت كما أن البيت حوز للحي .
وفي مفاتيح الغيب عن تفسير القفال : أن ربيعة استدل بها على ذلك .
والرواسي : جمع رأس أي جبالا رواسي أي ثوابت في الأرض قال السموأل : .
رسا أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا ينال طويل وجمع على فواعل لوقوعه صفة لمذكور غير عاقل وهذا امتنان بخلق الجبال لأنهم كانوا يأوون إليها وينتفعون بما فيها من كلأ وشجر قال تعالى ( والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم ) .
والشامخات : المرتفعات .
وعطف ( وأسقيناكم ماء فراتا ) لمناسبة ذكر الجبال لأنها تنحدر منها المياه تجري في أسافلها وهي الأودية وتقر في قرارات وحياض وبحيرات .
والفرات : العذب وهو ماء المطر .
وتنوين ( شامخات ) و ( ماء فراتا ) للتعظيم لدلالة ذلك على عظيم القدرة .
( ويل يومئذ للمكذبين [ 28 ] ) تكرير للتوبيخ والتقريع مثل نظيرة الواقع ثانيا في هذه السورة .
( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون [ 29 ] انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب [ 30 ] لا ظليل ولا يغني من اللهب [ 31 ] ) هذا خطاب للمكذبين في يوم الحشر فهو مقول قول محذوف دل عليه صيغة الخطاب بالانطلاق دون وجود مخاطب يؤمر به الآن .
والضمير المقدر مع القول المحذوف عائد إلى المكذبين أي يقال للمكذبين .
والأمر بانطلاقهم مستعمل في التسخير لأنهم تنطلق بهم ملائكة العذاب قسرا .
وما كانوا به يكذبون هو جهنم وعبر عنه بالموصول وصلته لما تتضمنه الصلة من النداء على خطئهم وضلالهم على طريقة قول عبده بن الطبيب :