وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير النصب في ( يسأله ) أو تذييلا لجملة ( يسأله من في السماوات والأرض ) أي كل يوم هو في شأن زمن الشؤون للسائلين وغيرهم فهو تعالى يبرم شؤونا مختلفة من أحوال الموجودات دواما ويكون ( كل يوم ) ظرفا متعلقا بالاستقرار في قوله ( هو في شأن ) وقدم على ما فيه متعلقة للاهتمام بإفادة تكر ذلك ودوامه . والمعنى : في شأن من شؤون من في السماوات والأرض من استجابة سؤل ومن زيادة ومن حرمان ومن تأخير الاستجابة ومن تعويض عن المؤول بثواب كما ورد في أحاديث الدعاء أن استجابته تكون مختلفة وتقدم عند قوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) .
ومعنى ( في ) في هذا التفسير تقوية ثبوت الشؤون لله تعالى وهي شؤون تصرفه ومظاهر قدرته كما قال الحسين بن الفضل النيسابوري : " شؤون يبديها لا شؤون يبتديها " .
و ( يوم ) مستعمل مجازا في الوقت بعلاقة الإطلاق إذ المعنى : كل وقت من الأوقات ولو لحظة وليس المراد باليوم الوقت الخاص الذي يمتد من الفجر إلى الغروب .
A E وإطلاق اليوم ونحوه على مطلق الزمان كثير في كلام العرب كقولهم : الدهر يومان يوم نعم ويوم بؤس وقال عمرو بن كلثوم : .
وإن غدا وإن اليوم رهن ... وبعد غد لما لا تعلمين أراد الزمان المستقبل والحاضر والمستقبل البعيد وإلا فأي فرق بين غد وبعد غد .
والشأن : الشيء العظيم والحدث الهم من مخلوقات وأعمال من السماوات والأرض وفي الحديث " أنه تعالى كل يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع أقواما ويضع آخرين " وهو تعالى يأمر وينهي ويحي ويميت ويعطي ويمنع ونح ذلك وإذا كان في تصرفه كل شأن فما هو أقل من الشأن أو لا بكونه من تصرفه .
والظرفية المستعملة في حرف ( في ) ظرفية مجازية مستعارة لشدة التلبس والتعلق بتصرفات الله تعالى بمنزلة إحاطة الظرف بالمظروف أو بأسئلة المخلوقات الذين في السماء والأرض .
والمعنى : أنه تعالى كل يوم تتعلق قدرته بأمور يبرزها ويتعلق أمره التكويني بأمور من إيجاد أو إعدام .
ومن أحاسن الكلم في تفسير هذه الآية قول الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر قائلا : قد أشكل علي قوله هذا : وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة . فقال : " إنها شؤون يبديها لا شؤون يبتديها " وقد أجمل الحسين بن الفضل الجواب بما يقنع أمثال عبد الله بن طاهر وإن كان الإشكال غير وارد إذ ليس في الآية أن الشؤون تخالف ما سطره قلم العلم الإلهي على أن هذا الجواب لا يجري إلا على أحد الوجوه في تفسير قوله ( كل يوم هو في شأن ) كما علمت آنفا .
( فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 30 ] ) تكرير لنظائره .
( سنفرع لكم أيها الثقلان [ 31 ] ) هذا تخلص من الاعتبار بأحوال الحياة العاجلة إلى التذكير بأحوال الآخرة والجزاء فيها انتقل إليه بمناسبة اشتمال ما سبق من دلائل سعة قدرة الله تعالى, على تعريض بأن فاعل أهل للتوحيد بالإلهية, ومستحق الإفراد بالعبادة, وإذ قد كان المخاطبون بذلك مشركين مع الله في العبادة انتقل إلى تهديدهم بأنهم أولياءهم من الجن المسولين لهم عبادة الأصنام سيعرضون على حكم الله فيهم .
وحرف التنفيس مستعمل في مطلق التركيب المكنى به عن التحقيق, كما تقدم في قوله تعالى ( قال سوف أستغفر لكم ربي ) في سورة يوسف .
والفراغ للشيء : الخلو عما يشغل عنه, وهو تمثيل للاعتناء بالشيء, شبه حال المقبل على عمل دون عمل آخر بحال الوعاء الذي أفرغ مما فيه ليملأ بشيء آخر .
وهذا التمثيل صالح للاستعمال في الاعتناء كما في قول أبي بكر الصديق لابنه عبد الرحمن " أفرغ إلى أضيافك " " أي تخل عن كل شغل لتشغل بأضيافك وتتوفر على قراهم " وصالح للاستعمال في الوعيد, كقول جرير : .
ألان وقد فرغت إلى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا والمناسب لسياق الآية باعتبار السابق واللاحق, أن تحمل على معنى الإقبال على أمور الثقلين في الآخرة, لأن بعده ( يعرف المجرمون بسيماهم ) , وهذا لكفار الثقلين وهم الأكثر في حين نزول هذه الآية .
والثقلان : تثنية ثقل, وهذا المثنى اسم مفرد لمجموع الإنس والجن