وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقسط : العدل وهو معرب من الرومية وأصله قسطاس ثم اختصر في العربية فقالوا مرة : قسطاس ومرة : وتقدم في قوله تعالى ( ونضع موازين القسط ليوم القيامة ) في سورة الأنبياء .
والباء للمصاحبة .
A E والمعنى : اجعلوا العدل ملازما لما تقومونه من أموركم كما قال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) وكما قال ( ولا يجرمنكم شنئآن قوم على أن لا تعدلوا ) فيكون قوله ( بالقسط ) ظرفا مستقرا في موضع الحال أو الباء للسببية أي رعوا في إقامة التمحيص ما يقتضيه العدل فيكون قوله ( بالقسط ) ظرفا لغوا متعلقا وقد كان المشركون يعهدون إلى التطفيف في الوزن كما جاء في قوله تعالى ( ويل للمطففين الذين إلا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) . فلما كان التطفيف سنة من سنن المشركين تصدت للآية للتنبيه عليه ويجيء على الاعتبارين تفسير قوله ( ولا تخسروا الميزان ) فإن حمل الميزان فيه على معنى العدل كان المعنى النهي عن التهاون بالعدل لغفلة أو تسامح بعد أن نهى عن الطغيان فيه ويكون إظهار لفظ الميزان في مقام ضميره تنبيها على شدة عناية الله بالعدل وإن حمل فيه على آلة الوزن كان المعنى النهي عن غبن الناس في الوزن لهم كما قال تعالى في سورة المطففين ( وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .
والإخسار : جعل الغير خاسرا والخسارة النقص .
فعلى حمل الميزان على معنى العدل يكون الإخسار جعل صاحب الحق خاسرا مغبونا ؛ ويكون ( الميزان ) منصوبا على نزع الخافض وعلى حمل الميزان على معنى آلة الوزن يكون الإخسار بمعنى النقص أي لا تجعلوا الميزان ناقصا كما قال تعالى ( ولا تنقصوا المكيال والميزان ) وقد علمت هذا النظم البديع في الآية الصالح لهذه المحامل .
( والأرض وضعها للأنام [ 10 ] فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام [ 11 ] والحب ذو العصف والريحان [ 12 ] ) عطف على ( والسماء رفعها ) وهو مقابله في المزاوجة والوضع يقابل الرفع فحصل محسن الطباق مرتين ومعنى ( وضعها ) خفضها لهم أي جعلها تحت أقدامهم وجنوبهم لتمكينهم من الانتفاع بها بجميع ما لهم فيها من منافع ومعالجات .
واللام في ( للأنام ) للأجل . والأنام : اختلفت أقوال أهل اللغة والتفسير فيه فلم يذكره الجوهري ولا الراغب في مفردات القرآن ولا ابن الأثير في النهاية ولا أبو البقاء الكفوي في الكليات . وفسره الزمخشري بقوله " الخلق وهو كل ما ظهر على وجه الأرض من دابة فيها روح " . وهذا مروي عن ابن عباس وجمع من التابعين . وعن ابن عباس أيضا : أنه الإنسان فقط . وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه .
وسياق الآية يرجح أن المراد به الإنسان لأنه في مقام الامتنان والاعتناء بالبشر كقوله ( هو الذي خلقكم وخلق لكم ما في الأرض جميعا ) .
والظاهر أنه اسم غير مشتق وفيه لغات : أنام كسحاب وأنام كساباط وأنيم كأمير .
وجملة ( فيها فاكهة ) إلى آخرها مبنية لجملة ( والأرض وضعها للأنام ) وتقديم ( فيها ) على المبتدأ للاهتمام بما تحتوي عليه الأرض .
ولما كان قوله ( وضعها للأنام ) يتضمن وضعا وعلة لذلك الوضع كانت الجملة المبينة له مشتملة على ما فيه العبرة والامتنان .
والفاكهة : اسم لما يؤكل تفكها لا قوت مشتقة من فكه كفرح إذا طابت نفسه بالحديث والضحك قال تعالى ( فضلتم تفكهون ) لأن أكل ما يلذ للأكل وليس بضروري له إنما يكون في حال الانبساط .
والفاكهة : مثل الثمار والنقول من لوز وجوز وفستق .
وعطف على الفاكهة النخل وهو شجر التمر وهو أهم شجر الفاكهة عند العرب الذين نزل القرآن فيهم وهو يثمر أصنافا من الفاكهة من رطب وبسر ومن تمر وهو فاكهة وقوت .
ووصف النخل ( ذات الأكمام ) وصف للتحسين فهو اعتبار بأطوار ثمر النخل وامتنان بجماله وحسنه كقوله تعالى ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) فامتن بمنافعها وبحسن منظرها .
والأكمام : جمع كم بكسر الكاف وهو وعاء ثمر النخلة ويقال له : الكفرى فليست الأكمام مما ينتفع به فتعين ن ذكرها مع النخل للتحسين .
و ( الحب ذو العصف ) : هو الحب الذي لنباته سنابل ولها ورق وقصب فيصير تبنا وذلك الورق والقصب هو العصف أي الذي تعصفه الرياح وهذا وصف لحب الشعير والحنطة وبهما قوام حياة معظم الناس وكذلك ما أشبههما من نحو السلت والأرز