وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتوبيخ على تخطئتهم في عدم العذاب الذي حل بأمثالهم حتى كأنهم يحسبون كفارهم خيرا من الكفار الماضين المتحدث عن قصصهم أي ليس لهم خاصية تربأ بهم عن أن يلحقهم ما لحق الكفار الماضين . والمعنى : أنكم في عدم اكتراثكم بالموعظة بأحوال المكذبين السابقين لا تخلون عن أن أحد الأمرين الذي طمأنكم من أن يصيبكم مثلما أصابهم .
A E و ( أم ) للإضراب الانتقالي . وما يقدر بعدها من استفهام مستعمل في الإنكار . والتقدير : بل ما لكم براءة في الزبر حتى تكونوا آمنين من العقاب .
وضمير ( كفاركم ) لأهل مكة وهم أنفسهم الكفار فإضافة لفظ ( كفار ) إلى ضميرهم إضافة بيانية لأن المضاف صنف من جنس من أضيف هو إليه فهو على تقدير ( من ) البيانية . والمعنى : الكفار منكم خير من الكفار السالفين . أي أأنتم الكفار خير من أولئك الكفار .
والمراد بالأخيرية انتفاء الكفر أي خير عند الله الانتقام الإلهي وادعاء فارق بينهم وبين أولئك .
والبراءة : الخلاص والسلامة مما يضر أو يشق أو يكلف كلفة . والمراد هنا : الخلاص من المؤاخذة والمعاقبة .
والزبر : جمع زبور وهو الكتاب وزبور بمعنى مزبور أي براءة كتبت في كتب الله السالفة .
والمعنى : ألكم براءة في الزبر أن كفاركم لا ينالهم العقاب الذي نال أمثالهم من الأمم السابقة .
و ( في الزبر ) صفة ( براءة ) أي كائنة في الزبر أي مكتوبة في صحائف الكتب .
وأفاد هذا الكتاب ترديد النجاة من العذاب بين الأمرين : إما الاتصاف بالخير الإلهي المشار إليه بقوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وإما المسامحة والعفو عما يقترفه المرء من السيئات المشار إليه بقول النبي A " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
والمعنى انتفاء كلا الأمرين عن المخاطبين فلا مأمن لهم من حلول العذاب بهم كما حل بأمثالهم .
والآية تؤذن بارتقاب عذاب ينال المشركين في الدنيا دون العذاب الأكبر وذلك عذاب الجوع الذي في قوله تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) كما تقدم وعذاب السيف يوم بدر الذي في قوله تعالى ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) .
( أم يقولون نحن جميع منتصر [ 44 ] سيهزم الجمع ويولون الدبر [ 45 ] ) ( أم ) منقطعة لإضراب انتقالي . والاستفهام المقدر بعد ( أم ) مستعمل في التوبيخ فإن كانوا قد صرحوا بذلك فظاهر وإن كانوا لم يصرحوا به فهو إنباء بأنهم سيقولونه .
وعن ابن عباس : أنهم قالوا ذلك يوم بدر . ومعناه : أن هذا نزل قبل يوم بدر لأن قوله ( سيهزم الجمع ) إنذار بهزيمتهم يوم بدر هو مستقبل بالنسبة لوقت نزول الآية لوجود علامة الاستقبال .
وغير أسلوب الكلام من الخطاب الموجه إلى المشركين بقوله ( أكفاركم خير ) الخ إلى أسلوب الغيبة رجوعا إلى الأسلوب الجاري من أول السورة في قوله ( وإن يروا آية يعرضوا ) بعد أن قضي حق الإنذار بتوجيه الخطاب إلى المشركين في قوله ( أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر ) .
والكلام بشارة للنبي A وتعريض بالنذارة للمشركين مبني على أنهم تحدثهم نفوسهم بذلك وأنهم لا يحسبون حالهم وحال الأمم التي سيقت إليهم قصصها متساوية أي نحن منتصرون على محمد A لأنه ليس رسول الله فلا يؤيده الله .
و ( جميع ) اسم للجماعة الذين أمرهم واحد وليس هو بمعنى الإحاطة ونظيره ما وقع في خير عمر وعلي وعباس Bهم في قضية ما تركه النبي A من أرض فدك . قال لهما " ثم جئتماني وأمركما جميع وكلمتكما واحدة " وقول لبيد : .
عريت وكان بها الجميع فأكبروا ... منها وغودر نؤيها وثمامها والمعنى : بل أيدعون أنهم يغالبون محمد A وأصحابه وأنهم غالبون لأنهم جميع لا يغلبون .
ومنتصر : وصف ( جميع ) . جاء بالإفراد مراعاة للفظ ( جميع ) وإن كان معناه متعددا .
وتغيير أسلوب الكلام من الخطاب إلى الغيبة مشعر بأن هذا هو ظنهم واغترارهم وقد روي أن أبا جهل قال يوم بدر : " نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه " . فإذا صح ذلك كانت الآية من الإعجاز المتعلق بالإخبار بالغيب