وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [ 40 ] ) تكرير ثالث تنويها بشأن القرآن للخصوصية التي تقدمت في المواضع التي كرر فيها نظيره وما يقاربه وخاصة في نظيره الموالي هو له . ولم يذكر هنا ( فكيف كان عذابي ونذر ) اكتفاء بحكاية التنكيل لقوم لوط في التعريض بتهديد المشركين .
A E ( ولقد جاء آل فرعون النذر [ 41 ] كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر [ 42 ] ) لما كانت عدوة موسى عليه السلام غير موجهة إلى أمة القبط وغير مراد منها التشريع لهم . ولكنها موجهة إلى فرعون وأهل دولته الذين بأيديهم تسير أمور المملكة الفرعونية ليسمحوا بإطلاق بني إسرائيل من الاستعباد ويمكنوهم من الخروج مع موسى خص بالنذر هنا آل فرعون أي فرعون وآله لأنه يصدر عن رأيهم ألا ترى أن فرعون لم يستأثر برد دعوة موسى بل قال لمن حوله : ( ألا تستمعون ) وقال ( فماذا تأمرون ) وقالوا ( أرجه وأخاه ) الآية ولذلك لم يكن أسلوب الإخبار عن فرعون ومن معه مماثلا لأسلوب الإخبار عن قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط إذ صدر الإخبار عن أولئك بجملة ( كذبت ) وخولف في الإخبار عن فرعون فصدر بجملة ( ولقد جاء آل فرعون النذر ) وإن كان مآل هذه الأخبار الخمسة متماثلا .
والآل : القرابة ويطلق مجازا على من له شدة اتصال بالشخص كما في قوله تعالى ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) . وكان الملوك الأقدمون ينوطون وزارتهم ومشاورتهم بقرابتهم لأنهم يأمنون كيدهم .
والنذر : جمع نذير : اسم مصدر بمعنى الإنذار . ووجه جمعه أن موسى كرر إنذارهم .
والقول في تأكيد الخبر بالقسم كالقول في نظائره المتقدمة .
وإسناد التكذيب إليهم بناء على ظاهر حالهم وإلا فقد آمن منهم رجل واحد كما في سورة غافر .
وجملة ( كذبوا بآياتنا كلها ) بدل اشتمال من جملة ( جاء آل فرعون النذر ) لأن مجيء النذر إليهم ملابس للآيات وظهور الآيات مقارن لتكذيبهم بها فمجيء النذر مشتمل على التكذيب لأنه مقارن مقارنه .
وقوله ( بآياتنا ) إشارة إلى آيات موسى المذكورة في قوله تعالى ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد ) وهي تسع آيات منها الخمس المذكورة في آية الأعراف والأربع الأخر هي : انقلاب العصا حية وظهور يده بيضاء وسنو القحط وانفلاق البحر بمرأى من فرعون وآله ولم ينجع ذلك في تصميمهم على اللحاق ببني إسرائيل .
وتأكيد ( آياتنا ) ب ( كلها ) إشارة إلى كثرتها وأنهم لم يؤمنوا بشيء منها . وتكذيبهم بآية انفلاق البحر تكذيب فعلي لأن موسى لم يتحدهم بتلك الآية وقوم فرعون لما رأوا تلك الآية عدوها سحرا وتوهموا البحر أرضا فلم يهتدوا بتلك الآية .
والأخذ : مستعار للانتقام وقد تقدم عند قوله تعالى ( أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف ) في سورة النحل .
وهذا الأخذ : هو إغراق فرعون ورجال دولته وجنده الذين خرجوا لنصرته كما تقدم في الأعراف .
وانتصب ( أخذ عزيز مقتدر ) على المفعولية المطلقة مبينا لنوع الأخذ بأفضع ما هو معروف للمخاطبين من أخذ الملوك والجبابرة .
والعزيز : الذي لا يغلب . والمقتدر : الذي لا يعجز .
وأريد بذلك أنه أخذ لم يبق على العدو أي إبقاء بحيث قطع دابر فرعون وآله .
( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر [ 43 ] ) هذه الجملة كالنتيجة لحاصل القصص عن الأمم التي كذبت الرسل من قوم نوح فمن ذكر بعدهم ولذلك فصلت ولم تعطف .
وقد غير أسلوب الكلام من كونه موجها للرسول A إلى توجيهه للمشركين لينتقل عن التعريض إلى التصريح اعتناء بمقام الإنذار والإبلاغ .
والاستفهام في قوله ( أكفاركم خير من أولئكم ) يجوز أن يكون على حقيقته ويكون من المحسن البديعي الذي سماه السكاكي " سوق المعلوم مساق غيره " وسماه أهل الأدب من قبله ب " تجاهل العارف " . وعدل السكاكي عن تلك التسمية وقال لوقوعه في كلام الله تعالى نحو قوله ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) وهو هنا للتوبيخ كما في قول ليلى ابنة طريف الخارجية ترثي أخاها الوليد بن طريف الشيباني : .
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف الشاهد في قولها : كأنك لم تجزع الخ