وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وآل لوط : قرابته وهم بناته ولوط داخل بدلالة الفحوى . وقد ذكر في آيات أخرى أن زوجة لوط لم ينجها الله ولم يذكر ذلك هنا اكتفاء بمواقع ذكره وتنبيها على أن من لا يؤمن بالرسول لا يعد من آله كما قال ( يا نوح انه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) .
A E وذكر ( بسحر ) أي في وقت السحر للإشارة إلى إنجائهم قبيل حلول العذاب بقومهم لقوله بعده ( ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ) .
وانتصب ( نعمة ) على الحال من ضمير المتكلم أي إنعاما منا .
وجملة ( كذلك نجزي من شكر ) معترضة وهي استئناف بياني عن جملة ( نجيناهم بسحر ) باعتبار ما معها من الحال أي إنعاما لأجل أنه شكر ففيه إيماء بأن إهلاك غيرهم لأنهم كفروا وهذا تعريض بإنذار المشركين وبشارة للمؤمنين .
وفي قوله ( من عندنا ) تنويه بشأن هذه النعمة لأن ظرف ( عند ) يدل على الادخار والاستئثار مثل ( لدن ) في قوله ( من لدنا ) . فذلك أبلغ من أن يقال : نعمة منا أو أنعمنا .
( ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر [ 36 ] ) عطف على جملة ( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) .
وتأكيد الكلام بلام القسم وحرف التحقيق يقصد منه تأكيد الغرض الذي سيقت القصة جله وهو موعظة قريش الذين أنذرهم رسول الله A فتماروا بالنذر .
والبطشة : المرة من البطش وهو أخذ بعنف لعقاب ونحوه وتقدم في قوله ( أم لهم أيد يبطشون بها ) في آخر الأعراف وهي هنا تمثيل للإهلاك السريع مثل قوله ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) في سورة الدخان .
والتماري : تفاعل من المراء وهو الشك . وصيغة المفاعلة للمبالغة . وضمن ( تماروا ) معنى : كذبوا فعدي بالباء وتقدم عند قوله تعالى ( فبأي آلاء ربكما تتمارى ) في سورة النجم .
( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر [ 37 ] ) إجمال لما ذكر في غير هذه السورة في قصة قوم لوط أنه نزل به ضيف فرام قومه الفاحشة بهم وعجز لوط عن دفع قومه إذ اقتحموا بيته وأن الله أعمى أعينهم فلم يروا كيف يدخلون .
والمراودة : محاولة رضى الكاره شيئا بقبول ما كرهه وهي مفاعلة من راد يرود رودا إذا ذهب ورجع في أمر مثلت هيئة من يكرر المراجعة والمحاولة بهيئة المنصرف ثم الراجع . وضمن ( راودوه ) معنى دفعوه وصرفوه فعدي ب ( عن ) .
وأسند المراودة إلى ضمير قوم لوط وإن كان المراودون نفرا منهم لأن ما راودوا عليه هو راد جميع القوم بقطع النظر عن تعيين من يفعله .
ويتعلق قوله ( عن ضيفه ) بفعل ( راودوه ) بتقدير مضاف أي عن تمكينهم من ضيوفه .
وقوله ( فذوقوا عذابي ونذر ) مقول قول محذوف دل عليه سياق الكلام للنفر الذين طمسنا أعينهم ( ذوقوا عذابي ) وهو العمى أي ألقى الله في نفوسهم أن ذلك عقاب لهم .
واستعمل الذوق في الإحساس بالعذاب مجازا مرسلا بعلاقة التقييد في الإحساس .
وعطف النذر على العذاب باعتبار أن العذاب تصديق للنذر أي ذوقوا مصداق نذري وتعدية فعل ( ذوقوا ) إلى ( نذري ) بتقدير مضاف أي وآثار نذري .
والقول في تأكيده بلام القسم تقدم وحذفت ياء المتكلم من قوله ( ونذر ) تخفيفا .
( ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر [ 38 ] ) القول في تأكيده بلام القسم تقدم آنفا في نظيره .
والبكرة : أول النهار وهو وقت الصبح وقد جاء في الآية الأخرى قوله ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) فذكر ( بكرة ) للدلالة على تعجيل العذاب لهم .
والتصبيح : الكون في زمن الصباح وهو أول النهار .
والمستقر : الثابت الدائم الذي يجري على قوة واحدة لا يقلع حتى استأصلهم .
والعذاب : هو الخسف ومطر الحجارة وهو مذكور في سورة الأعراف وسورة هود .
( فذوقوا عذابي ونذر [ 39 ] ) تفريع قول محذوف خوطبوا به مراد به التوبيخ ؛ إما بأن ألقي في روعهم عند حلول العذاب بأن ألقى الله في أسماعهم صوتا .
والخطاب لجميع الذين أصابهم العذاب المستقر وبذلك لم تكن هذه الجملة تكريرا . وحذفت ياء المتكلم من قوله ( ونذر ) تخفيفا .
والقول في استعمال الذوق هنا كالذوق في سابقه .
وفائدة الإعلام بما قيل لهم من قوله ( فذوقوا عذابي ونذر ) في الموضعين أن يتجدد عند استماع كل نبإ من ذلك إدكار لهم واتعاظ وإيقاظ استيفاء لحق التذكير القرآني