وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( تعاطى ) مطاوع عاطاه وهو مشتق من : عطا يعطو إذا تناول . وصيغة تفاعل تقتضي تعداد الفاعل شبه تخوف القوم من قتلتها لما أنذرهم به رسولهم من الوعيد وترددهم في الإقدام على قتلها بالمعاطاة فكل واحد حين يحجم عن مباشرة ذلك ويشير بغيره كأنه يعطي ما بيده إلى يد غيره حتى أخذه قدار .
وعطف ( فعقر ) بالفاء للدلالة على سرعة إتيانه ما دعوه لأجله .
والعقل : أصله ضرب البعير بالسيف على عراقيبه ليسقط إلى الأرض جاثيا فيتمكن الناحر من نحره قال أبو طالب : .
ضروب بنصل السيف سوق سمائها ... إذا عدموا زادا فإنك عاقر ( فكيف كان عذابي ونذر [ 30 ] ) القول فيه كالقول في نظيره الواقع في قصة قوم نوح فليس هو تكريرا ولكنه خاص بهذه القصة .
( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر [ 31 ] ) جواب قوله ( فكيف كان عذابي ونذر ) فهو مثل موقع قوله ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) في قصة عاد كما تقدم .
والصيحة : الصاعقة وهي المعبر عنها بالطاغية في سورة الحاقة وفي سورة الأعراف بالرجفة وهي صاعقة عظيمة خارقة للعادة أهلكتهم ولذلك وصفت ب ( واحدة ) للدلالة على أنها خارقة للعادة إذ أتت على قبيلة كاملة وهم أصحاب الحجر .
و ( كانوا ) بمعنى : صاروا وتجيء ( كان ) بمعنى ( صار ) حين يراد بها كون متحدد لم يكن من قبل .
والهشيم : ما يبس وجف من الكلأ ومن الشجر وهو مشتق من الهشم وهو الكسر لأن اليابس من ذلك يصير سريع الانكسار . والمراد هنا شي خاص منه وهو ما جف من أغصان العضاة والشوك وعظيم الكلأ كانوا يتخذون منه حظائر لحفظ أغنامهم من الريح والعادية ولذلك أضيف الهشيم إلى المحتضر . وهو بكسر الظاء المعجمة : الذي يعمل الحظيرة ويبنيها وذلك أضيف الهشيم ويلقيه على الأرض ليرصفه بعد ذلك سياجا لحظيرته فالمشبه به هو الهشيم المجموع في الأرض قبل أن يسيج ولذلك قال " كهشيم المحتظر " ولم يقل : كهشيم الحظيرة لأن المقصود بالتشبيه حالته قبل أن يرصف ويصفف وقبل أن تتخذ منه الحظيرة .
والمحتظر : مفتعل من الحظيرة أي متكلف عمل الحظيرة .
والقول في تعدية ( أرسلنا ) إلى ضمير ( ثمود ) كالقول في ( أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) .
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [ 32 ] ) تكرير ثان بعد نظيرته السافلين في قصة قوم نوح وقصة عاد تذييلا لهذه القصة كما ذيلت بنظيريه القصتان السالفتان اقتضى التكرير مقام الامتنان والحث على التدبر بالقرآن لأن التدبر فيه يأتي بتجنب الضلال ويرشد إلى مسالك الاهتداء . فهذا أهم من تكرير ( فكيف كان عذاب ربي ونذر ) فلذلك أوثر .
( كذبت قوم لوط بالنذر [ 33 ] إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر [ 34 ] نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر [ 35 ] ) القول في مفرداته كالقول في نظائره وقصة قوم لوط تقدمت في سورة الأعراف وغيرها .
وعرف قوم لوط بالإضافة إليه إذ لم يكن لتلك الأمة اسم يعرفون به عند العرب .
ولم يحك هنا ما تلقى به قوم لوط كما حكي في القصص الثلاث قبل هذه وقد حكي ذلك في سورة الأعراف وفي سورة هود وفي سورة الحجر لأن سورة القمر بنيت على تهديد المشركين عن إعراضهم عن الاتعاظ بآيات الله التي شاهدوها وآثار آياته على الأمم الماضية التي علموا أخبارها وشهدوا آثارها فلم يكن ثمة مقتض لتفصيل أقوال تلك الأمم إلا ما كان منها مشابها لأقوال المشركين في تفضيله ولم تكن أقوال قوم لوط بتلك المثابة فلذلك أقتصر فيها على حكاية ما هو مشترك بينهم وبين المشركين وهو تكذيب رسولهم وإعراضهم عن نذره . والنذر تقدم .
وجملة ( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) استئناف بياني ناشئ عن الإخبار عن قوم لوط بأنهم كذبوا بالنذر .
وكذلك جملة ( نجيناهم بسحر ) . وجملة ( كذلك نجزي من شكر ) .
والحاصب : الريح التي تحصب أي ترمي بالحصباء ترفعها من الأرض لقوتها وتقدم في قوله تعالى ( فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) في سورة العنكبوت .
والاستثناء حقيقي لأن آل لوط من جملة قومه