وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وسابعها : قولهم ( هذا يوم عسر ) وهو قول من أثر ما في نفوسهم من خوف . و ( عسر ) : صفة مشبهة من العسر وهو الشدة والصعوبة . ووصف اليوم ب ( عسر ) وصف مجازي عقلي باعتبار كونه زمانا لأمور عسر شديدة من شدة الحساب وانتظار العذاب .
وأبهم ( شيء نكر ) للتهويل وذلك هو أهوال الحساب وإهانة الدفع ومشاهدة ما أعد لهم من العذاب .
وانتصب ( خشعا أبصارهم ) على الحال من الضمير المقدر في ( يدع الداع ) وإما من ضمير ( يخرجون ) مقدما على صاحبه .
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ( خشعا ) بصيغة جمع خاشع . وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ( خاشعا ) بصيغة اسم الفاعل . قال الزجاج : " لك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والتذكير نحو خاشعا أبصارهم . ولك التوحيد والتأنيث نحو قراءة ابن مسعود ( خاشعة أبصارهم ) ولك الجمع نحو ( خشعا أبصارهم ) " اه .
و ( أبصارهم ) فاعل ( خشعا ) ولا ضير في كون الوصف الرافع للفاعل على صيغة الجمع لأن المحضور هو لحاق علامة الجمع والتثنية للفعل إذا كان فاعله الظاهر جمعا أو مثنى وليس الوصف كذلك كما نبه عليه الرضي على إنه إذا كان الوصف جمعا مكسرا وكان جاريا على موصوف هو جمع فرفع الاسم الظاهر الوصف المجموع أولى من رفعه بالوصف المجموع المفرد على ما اختاره المبرد وابن مالك كقول امرئ القيس : .
" وقوفا بها صبحي على مطيهم وشاهد هذا القراء .
وقوله ( يقول الكافرون ) إظهار في مقام الإضمار لوصفهم بهذا الوصف الذميم وفيه تفسير الضمائر السابقة .
والأجداث : جمع جدث وهو القبر وقد جعل الله خروج الناس إلى الحشر من مواضع دفنهم في الأرض كما قال ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) فيعاد خلق كل ذات من التراب الذي فيه بقية من أجزاء الجسم وهي ذرات يعلمها الله تعالى .
والجراد : اسم جمع واحدة جرادة وهي حشرة ذات أجنحة أربعة مطوية على جنبيها وأرجل أربعة أصفر اللون .
والمنتشر : المنبث على وجه الأرض . والمراد هنا الدبي وهو فراخ الجراد قبل أن تظهر له الأجنحة لأنه يخرج من ثقب في الأرض هي مبيضات أصوله فإذا تم خلقه خرج من الأرض يزحف بعضه فوق بعض قال تعالى ( يو يكون الناس كالفراش المبثوث ) وهذا التشبيه تمثيلي لأنه تشبيه هيئة خروج الناس من القبور متراكمين بهيئة خروج الجراد متعاظلا يسير غير ساكن .
A E ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر [ 8 ] ) استئناف بياني ناشئ عن قوله ( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ) فإن من أشهرها تكذيب قوم نوح رسولهم وسبق الإنباء به في القرآن في السور النازلة قبل هذه السورة . والخبر مستعمل في التذكير وليفرع عليه ما بعده . فالمقصود النعي عليهم عدم ازدجارهم بما جاءهم من الأنباء بتعداد بعض المهم من تلك الأنباء .
وفائدة ذكر الظرف ( قبلهم ) تقرير تسلية للنبي A أي أن هذه شنشنة أهل الضلال كقوله تعالى ( وأن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ) ألا ترى أنه ذكر في تلك الآية قوله ( من قبلك ) نظير ما هنا مع ما في ذلك من التعريض بأن هؤلاء معرضون .
واعلم أنه يقال : كذب إذا قال قولا يدل على التكذيب ويقال كذب أيضا إذا اعتقد أن غيره كاذب قال تعالى ( فإنهم لا يكذبونك ) في قراءة الجمهور بتشديد الذال والمعنيان محتملان هنا فإن كان فعل ( كذبت ) هنا مستعملا في معنى القول بالتكذيب فإن قوم نوح شافهوا نوحا بأنه كاذب وإن كان مستعملا في اعتقادهم كذبه فقد دل على اعتقادهم إعراضهم عن إنذاره وإهمالهم الانضواء إليه عندما أنذرهم بالطوفان .
وعرف ( قوم نوح ) بالإضافة إلى اسمه إذ لم تكن للأمة في زمن نوح اسم يعرفون به .
وأسند التكذيب إلى جميع القوم لأن الذين صدقوه عدد قليل فإنه ما آمن به إلا قليل كما تقدم في سورة هود