وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجمع الأهواء دون أن يقول واتبعوا الهوى كما قال ( إن يتبعون إلا الظن ) حيث إن الهوى اسم جنس يصدق بالواحد والمتعدد فعدل عن الإفراد إلى الجمع لمزاوجة ضمير الجمع المضاف إليه وللإشارة إلى أن لهم أصنافا متعددة من الهواء : من حب الرئاسة ومن حسد المؤمنين على ما آتاهم الله ومن حب اتباع ملة آبائهم ومن محبة أصنامهم وإلف لعوائدهم وحفاظ على أنفتهم .
( وكل أمر مستقر [ 3 ] ) هذا تذييل للكلام السابق من قوله ( وإن يروا آية يعرضوا ) إلى قوله ( أهواءهم ) فهو اعتراض بين جملة ( وكذبوا ) وجملة ( ولقد جاءهم من الأنباء ) والواو اعتراضية وهو جار مجرى المثل .
و ( كل ) من أسماء العموم . وأمر : اسم يدل على جنس عال ومثله شيء وموجود وكائن ويتخصص بالوصف كقوله تعالى ( إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) وقد يتخصص بالعقل أو العادة كما تخصص شيء في قوله تعالى عن ريح عاد ( تدمر كل شيء ) أي من الأشياء القابلة للتدمير . وهو هنا يعم الأمور ذوات التأثير أي تتحقق آثار مواهيها وتظهر خصائصها ولو اعترضتها عوارض تعطل حصول آثارها حينا كعوارض مانعة من ظهور خصائصها أو مدافعات يراد منها إزالة نتائجها فإن المؤثرات لا تلبث أن تتغلب على تلك الموانع والمدافعات في فرص تمكنها من ظهور الآثار والخصائص .
والكلام تمثيل شبهت حال التردد آثار الماهية بين ظهور وخفاء إلى إبان التمكن من ظهور آثارها بحالة سير السائر إلى المكان المطلوب في مختلف الطرق بين بعد وقرب إلى أن يستقر في المكان المطلوب . وهي تمثيلية مكنية لأن التركيب الذي يدل على الحال المشبهة بها حذف ورمز إليه بذكر شيء من روادف معناه وهو وصف مستقر .
ومن هذا المعنى قوله تعالى ( لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ) وقد أخذه الكميت بن زيد في قوله : .
فالآن صرت إلى أمي ... ة والأمور إلى مصائر فالمراد بالاستقرار الذي في قوله ( مستقر ) الاستقرار في الدنيا .
وفي هذا تعريض بالإيماء إيماء إلى أن أمر دعوة محمد A سيرسخ ويستقر بعد تقلقله .
ومستقر : بكسر القاف اسم فاعل من استقر أي قر والسين والتاء للمبالغة مثل السين والتاء في استجاب .
وقرأ الجمهور برفع الراء من ( مستقر ) . وقرأه أبو جعفر بخفض الراء على جعل ( كل أمر ) عطفا على الساعة . والتقدير : واقترب كل أمر . وجعل ( مستقر ) صفة أمر .
A E والمعنى : أن إعراضهم عن الآيات وافتراءهم عليها بأنها سحر ونحوه وتكذيبهم الصادق وتمالؤهم على ذلك لا يوهن وقعها في النفوس ولا يعوق إنتاجها . فأمر النبي A صائر إلى مصير أمثاله الحق من الانتصار والتمام واقتناع الناس به وتزايد أتباعه وأن اتباعهم أهواءهم واختلاق معاذيرهم صائر إلى مصير أمثاله الباطلة من الانخذال والافتضاح وانتقاص الأتباع .
وقد تضمن هذا التذييل بإجماله تسلية للنبي A وتهديدا للمشركين واستدعاء لنظر المترددين .
( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر [ 4 ] حكمة بالغة فما تغن النذر [ 5 ] ) عطف على جملة ( وكذبوا واتبعوا أهواءهم ) أي جاءهم في القرآن من أنباء الأمم ما فيه مزدجر لهؤلاء أو أريد بالأنباء الحجج الواردة في القرآن أي جاءهم ما هو أشد في الحجة من انشقاق القمر . و ( من الأنباء ) بيان ما فيه مزدجر قدم على المبين و ( من ) بيانية .
والمزدجر : مصدر ميمي وهو مصاغ بصيغة اسم المفعول الذي فعله زائد على ثلاثة أحرف . وازدجره بمعنى زجره ومادة الافتعال فيه للمبالغة . والدال بدل من تاء الافتعال التي تبدل بعد الزاي إلا مثل ازداد أي ما فيه مانع لهم من ارتكاب ما ارتكبوه . والمعنى : ما هو زاجر لهم فجعل الازدجار مظروفا فيه مجازا للمبالغة في ملازمته له على طريقة التجريد كقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي هو أسوة .
و ( حكمة بالغة ) بدل من ( ما ) أي جاءهم حكمة بالغة .
والحكمة : إتقان الفهم وإصابة العقل . والمراد هنا الكلام الذي يتضمن الحكمة ويفيد سامعه حكمة فوصف الكلام بالحكمة مجاز عقلي كثير الاستعمال وتقدم في سورة البقرة ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .
والبالغة : الواصلة أي واصلة إلى المقصود مفيدة لصاحبها