وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وانشق مطاوع شقه والشق : فرج وتفرق بين أديم جسم ما بحيث لا تنفصل قطعة مجموع ذلك الجسم عن البقية ويسمى أيضا تصدعا كما يقع في عود أو جدار .
فإطلاق الانشقاق على حدوث هوة في سطح القمر إطلاق حقيقي وإطلاقه على انطماس بعض ضوئه استعارة وإطلاقه على تفرقة نصفين مجاز مرسل .
والاقتراب أصله صيغة مطاوعة أي قبول فعل الفاعل وهو هنا للمبالغة في القرب فإن حمل على حقيقة القرب فهو قرب اعتباري أي قرب حلول الساعة فيما يأتي من الزمان قربا نسبيا بالنسبة لما مضى من الزمان ابتداء من خلق السماء والأرض على نحو قول النبي A " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار بسباته والوسطى فإن تحديد المدة من وقت خلق العالم أو من وقت خلق الإنسان أمر لا قبل للناس به وما يوجد في كتب اليهود مبني على الحسد والتوهمات قال ابن عطية : " وكل ما يروى من التحديد في عمر الدنيا فضعيف واهن " اه .
وفائدة هذا الاعتبار أن يقبل الناس على نبذ الشرك وعلى الاستكثار من الأعمال الصالحات واجتناب الآثام لقرب يوم الجزاء .
والساعة : علم بالغلبة على وقت فناء هذا العالم . ويجوز أن يراد بالساعة ساعة معهودة أنذروا بها في آيات كثيرة وهي ساعة استئصال المشركين بسيوف المسلمين .
وأن حمل القرب على المجاز أي الدلالة على الإمكان فالمعنى : اتضح للناس ما كانوا يجدونه محالا من فناء العالم فإن لحصول المثل والنظائر إقناعا بإمكان أمثالها التي هي أقوى منها .
وعطف ( وانشق القمر ) عطف جملة على جملة .
والخبر مستعمل في لازم معناه وهو الموعظة إن كانت الآية نزلت بعد انشقاق القمر كما تقدم لأن علمهم بذلك حاصل فليسوا بحاجة إلى لإفادتهم حكم هذا الخبر وإنما هم بحاجة إلى التذكير بأن من أمارات حلول الساعة أن يقع خسف في القمر بما تكررت موعظتهم به كقوله تعالى ( فإذا برق البصر وخسف القمر ) الآية إذ ما يأمنهم أن يكون ما وقع من انشقاق القمر أمارة على اقتراب الساعة فما الانشقاق إلا نوع من الخسف فإن أشراط الساعة وعلاماتها غير محدودة الأزمنة في القرب والبعد من مشروطها .
( وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر [ 2 ] ) A E يجوز أن يكون تذييلا للإخبار بانشقاق القمر فيكون المراد ب ( آية ) في قوله ( وإن يروا آية ) القمر . فقد جاء في بعض الآثار : أن المشركين لما رأوا انشقاق القمر قالوا : " هذا سحر محمد بن أبي كبشة " وفي رواية قالوا : قد سحر محمد القمر ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا من ذكر أحوال تكذيبهم ومكابرتهم وعلى كلا الوجهين فإن وقوع آية وهو نكرة في سياق الشرط يفيد العموم .
وجيء بهذا الخبر في صورة الشرط للدلالة على أن هذا ديدنهم ودأبهم .
وضمير ( يروا ) عائد إلى ضمير غير مذكور في الكلام دال عليه المقام وهو المشركون كما جاء في مواضع كثيرة من القرآن مع أن قصة انشقاق القمر وطعنهم فيها مشهور يومئذ معروفة أصحابه فهم مستمرون عليه كلما رأوا آية على صدق الرسول A .
ووصف ( مستمر ) يجوز أن يكون مشتقا من فعل مر الذي هو مجاز في الزوال والسين والتاء للتقوية في الفعل أي لا يبقى القمر منشقا . ويجوز أن يكون مشتقا من المرة بكسر الميم أي القوة والسين والتاء للطلب أي طلب لفعله مرة أي قوة أي تمكننا . والمعنى : هذا سحر معروف متكرر أي معهودا منه مثله .
( وكذبوا واتبعوا أهواءهم ) هذا إخبار عن حالهم فيما مضى بعد أن أخبر عن حالهم في المستقبل بالشرط الذي في قوله ( وإن يروا آية يعرضوا ) . ومقابلة ذلك بهذا فيه شبه احتباك كأنه قيل : وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا : سحر وقد رأوا الآيات وأعرضوا وقالوا : سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وسيكذبون ويتبعون أهواءهم .
وعطف ( واتبعوا أهواءهم ) عطف العلة على المعلول لأن تكذيبهم لا دافع لهم إليه إلا اتباع ما تهواه أنفسهم من بقاء حالهم على ما ألفوه وعهدوه واشتهر دوامه