وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى جميع تلك الروايات فانشقاق القمر الذي هو معجزة حصل في الدنيا . وفي البخاري عن ابن مسعود أنه قال " خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان " . وعن الحسن وعطاء أن انشقاق القمر يكون عند القيامة واختاره القشيري وروي عن البلخي . وقال الماوردي : هو قول الجمهور ولا يعرف ذلك للجمهور .
وخبر انشقاق القمر معدود في مباحث المعجزات من كتب السيرة ودلائل النبوة .
وليس لفظ هذه الآية صريحا في وقوعه ولكنه ظاهر الآية يقتضيه كما في الشفاء .
فإن كان نزول هذه الآية واقعا بعد حصول الانشقاق كما اقتضاه حديث ابن مسعود في جامع الترمذي فتصدير السورة ب ( اقتربت الساعة ) للاهتمام بالموعظة كما قدمناه آنفا إذ قد تقرر المقصود من تصديق المعجزة .
فجعلت تلك المعجزة وسيلة للتذكير باقتراب الساعة على طريقة الإدماج بمناسبة أن القمر كائن من الكائنات السماوية ذات النظام المساير لنظام الجو الأرضي فلما حدث تغير في نظامه لم يكن مألوفا ناسب تنبيه الناس للاعتبار بإمكان اضمحلال هذا العالم وكان فعل الماضي مستعملا في حقيقته . وروي أن حذيفة بن اليمان قرأ " وقد انشق القمر " .
وإن كان نزولها قبل حصول الانشقاق كما اقتضاه حديث أنس بن مالك فهو إنذار باقتراب الساعة وانشقاق القمر الذي هو من أشراط الساعة ومع الإيماء إلى أن الانشقاق سيكون معجزة لما يسألوه المشركون . ويرجح هذا المحمل قوله تعالى عقبه ( وأن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) كما سيأتي هنالك .
وإذ قد حمل معظم السلف من المفسرين ومن خلفهم هذه الآية على أن انشقاق القمر حصل قبل نزولها أو بقرب نزولها فبنا أن نبين إمكان حصول هذا الانشقاق مسايرين للاحتمالات الناشئة عن روايات الخبر عن الانشقاق إبطالا لجحد الملحدين وتقريبا لفهم المصدقين .
فيجوز أن يكون قد حدث خسف عظيم في كرة القمر أحدثت في وجهه هوة لاحت للناظرين في صورة شقه إلى نصفين بينهما سواد حتى يخيل أنه منشق إلى قمرين فالتعبير عنه بالانشقاق مطابق للواقع لأن الهوة انشقاق وموافق لمرأى الناس لأنهم رأوه كأنه مشقوق .
ويجوز أن يكون قد حصل في الأفق بين سمت القمر وسمت الشمس مرور جسم سماوي من نحو بعض المذنبات حجب ضوء الشمس عن وجه القمر بمقدار ضل ذلك الجسم على نحو ما يسمى بالخسوف الجزئي وليس في لفظ أحاديث أنس بن مالك عند مسلم والترمذي وابن مسعود وابن عباس عند البخاري ما يناكد ذلك .
A E ومن الممكن أن يكون الانشقاق حدثا مركبا من خسوف نصفي في القمر على عادة الخسوف فحجب نصف القمر والقمر على سمت أحد الجبلين قد حصل في الجو ساعة إذ سحاب مائي أنعكس في بريق مائه صورة القمر مخسوفا بحيث يخالطه الناظر نصفا آخر من القمر دون كسوف طالعا على جهة ذلك الجبل وهذا من غرائب حوادث الجو . وقد عرفت حوادث من هذا القبيل بالنسبة لأشعة الشمس ويجوز أن يحدث مثلها بالنسبة لضوء القمر على أنه نادر جدا وقد ذكرنا ذلك عند قوله تعالى ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم ) في سورة الأعراف .
ويؤيد هذا ما أخرجه الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : " كسف القمر على عهد رسول الله A فقالوا : سحر القمر فنزلت ( اقتربت الساعة ) الآية فسماه ابن عباس كسوفا تقريبا لنوعه .
وهذا الوجه لا ينافي كون الانشقاق معجزة لأن حصوله في وقت سألهم من النبي A آية وإلهام الله إياهم أن يسألوا ذلك في حين تقدير الله كاف في كونه آية صدق . أو لأن الوحي إلى النبي A بأن يتحداهم به قبل حصوله دليل على أنه مرسل من الله إذ لا قبل للرسول A بمعرفة أوقات ظواهر التغيرات للكواكب . وبهذا الوجه يظهر اختصاص ظهور ذلك بمكة دون غيرها من العالم وإما على الوجه الأول فإنما لم يشعر به غير أهل مكة من الأرض لأنهم لم يكونوا متأهبين إليه إذ كان ذلك ليلا وهو وقت غفلة أو نوم ولأن القمر ليس ظهوره في حد واحد لأهل الأرض فإن مواقيت طلوعه تختلف باختلاف البلدان في ساعات الليل والنهار وفي مسامته السماء .
قال ابن كيسان : هو على التقديم والتأخير . وتقديره : انشق القمر واقتربت الساعة أي لأن الأصل في ترتيب الأخبار أن يجري على ترتيبها في الوقوع وأن كان العطف بالواو لا يقتضي ترتيبا في الوقوع