وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقدم الاعتبار باختلاف أحوال الثمرات لأن في اختلافها سعة تشبه سعة اختلاف الناس في المنافع والمدارك والعقائد . وفي الحديث " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها " .
وجرد ( مختلفا ) من علامة التأنيث مع أن فاعله جمع وشأن النعت السببي أن يوافق مرفوعه في التذكر وضده والإفراد وضده ولا يوافق في ذلك منعوته لأنه لما كان الفاعل جمعا لما لا يعقل وهو الألوان كان حذف التاء في مثله جائزا في الاستعمال وآثره القرآن إيثارا للإيجاز .
والمراد بالثمرات : ثمرات النخيل والأعناب وغيرها فثمرات النخيل أكثر الثمرات ألوانا فإن ألوانها تختلف باختلاف أطوارها فمنها الأخضر والأصفر والأحمر والأسود .
A E ( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود [ 27 ] ) عطف على جملة ( ألم تر أن الله ) فهي مثلها مستأنفة وعطفها عليها للمناسبة الظاهرة .
و ( جدد ) مبتدأ ( ومن الجبال ) خبره . وتقديم الخبر للاهتمام وللتشويق لذكر المبتدأ حثا على التأمل والنظر .
و ( من ) تبعيضية على معنى : وبعض تراب الجبال جدد ففي الجبل الواحد توجد جدد مختلفة وقد يكون بعض الجدد بعضها في بعض الجبال وبعض آخر في بعض آخر .
وجدد : جمع جدة بضم الجيم وهي الطريقة والخطة في الشيء تكون واضحة فيه . يقال للخطة السوداء التي على ظهر الحمار جدة وللظبي جدتان مسكيتا اللون تفصلان بين لوني ظهره وبطنه والجدد البيض التي في الجبال هي ما كانت صخورا بيضاء مثل المروة أو كانت تقرب من البياض فإن من التراب ما يصبر في لون الأهصب فيقال : تراب أبيض ولا يعنون أنه أبيض كالجير والجص بل يعنون أنه مخالف لغالب ألوان التراب والجدد الحمر هي ذات الحجارة الحمراء في الجبال .
وغرابيب : جمع غربيب والغربيب : اسم الشيء الأسود الحالك سواده ولا تعرف له مادة مشتق هو منها وأحسب أنه مأخوذ من الجامد وهو الغراب لشهرة الغراب بالسواد .
وسود : جمع أسود وهو الذي لونه السواد .
فالغربيب يدل على أشد من معنى أسود فكان مقتضى الظاهر أن يكون ( غرابيب ) متأخرا عن ( سود ) لأن الغالب أنهم يقولون : أسود غربيب كما يقولون : أبيض يقق وأصفر فاقع وأحمر قان ولا يقولون : غربيب أسود وإنما خولف ذلك للرعاية على الفواصل المبنية على الواو والياء الساكنتين ابتداء من قوله ( والله الغني الحميد ) على أن في دعوى أن يكون غريبا تابعا لأسود نظرا والآية تؤيد هذا النظر ودعوى كون ( غرابيب ) صفة لمحذوف يدل عليه ( سود ) تكلف واضح وكذلك دعوى الفراء : أن الكلام على التقديم والتأخير وغرض التوكيد حاصل على كل حال .
( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه ) موقعه كموقع قوله ( ومن الجبال جدد ) ولا يلزم أن يكون مسوغ الابتداء بالنكرة غير مفيد معنى آخر فان تقديم الخبر هنا سوغ الابتداء بالنكرة .
واختلاف ألوان الناس منه اختلاف عام وهو ألوان أصناف البشر وهي الأبيض والأسود والأصفر والأحمر حسب الاصطلاح الجغرافي . وللعرب في كلامهم تقسيم آخر لألوان أصناف البشر وقد تقدم عند قوله ( واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) في سورة الروم .
و ( من ) تعبيضية . والمعنى : أن المختلف ألوانه بعض من الناس ومجموع المختلفات كله هو الناس كلهم وكذلك الدواب والأنعام وهو نظم دقيق دعا إليه الإيجاز .
وجيء في جملة ( ومن الجبال جدد ) و ( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه ) بالاسمية دون الفعلية كما في الجملة السابقة لأن اختلاف ألوان الجبال والحيوان الدال على اختلاف أحوال الإيجاد اختلافا دائما لا يتغير وإنما يحصل مرة واحدة عند الخلق وعند تولد النسل .
( كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور [ 28 ] )