وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالضمير في ( جاءوا ) للرسل وهو على التوزيع أي جاء مجموعهم بهذه الأصناف من الآيات ولا يلزم أن يجيء كل فرد منهم بجميعها كما يقال بنو فلان قتلوا فلانا .
وجواب ( إن يكذبوك ) محذوف دلت عليه علته وهي قوله ( فقد كذبت رسل من قبلك ) . والتقدير : إن يكذبوك فلا تحزن ولا تحسبهم مفلتين من العقاب على ذلك إذ قد كذب الأقوام الذين جاءتهم رسل من قبل هؤلاء وقد عاقبناهم على تكذيبهم .
فالفاء في قوله ( فقد كذب الذين من قبلهم ) فاء فصيحة أو تفريع على المحذوف .
وجملة ( جاءتهم ) صلة ( الذين ) و ( من قبلهم ) في موضع الحال من اسم الموصول مقدم عليه أو متعلق ب ( جاءتهم ) .
A E و ( ثم ) عاطفة جملة ( أخذت ) على جملة ( جاءتهم ) أي ثم أخذتهم وأظهر ( الذين كفروا ) في موضع ضمير الغيبة للإيماء إلى أن أخذهم لأجل ما تضمنته صلة الموصول من أنهم كفروا .
والأخذ مستعار للاستئصال والإفناء شبه إهلاكهم جزاء على تكذيبهم بإتلاف المغيرين على عدوهم يقتلونهم ويغنمون أموالهم فتبقى ديارهم بلقعا كأنهم أخذوا منها .
و ( كيف ) استفهام مستعمل في التعجيب من حالهم وهو مفرع بالفاء على ( أخذت الذين كفروا ) والمعنى : أخذتهم أخذا عجيبا كيف ترون أعجوبته .
وأصل ( كيف ) أن يستفهم به عن الحال فلما استعمل في التعجيب من حال أخذهم لزم أن يكون حالهم معروفا أي يعرفه النبي A وكل من بلغته أخبارهم فعلى تلك المعرفة المشهورة بني التعجيب .
والنكير : اسم لشدة الإنكار وهو هنا كناية عن شدة العقاب لأن الإنكار يستلزم الجزاء على الفعل المنكر بالعقاب .
وحذفت ياء المتكلم تخفيفا ولرعاية الفواصل في الوقف لأن الفواصل يعتبر فيها الوقف وتقدم في سبأ .
( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ) استئناف فيه إيضاح ما سبقه من اختلاف أحوال الناس في قبول الهدى ورفضه بسبب ما تهيأت خلقة النفوس إليه ليظهر به أن الاختلاف بين أفراد الأصناف والأنواع ناموس جبلي فطر الله عليه مخلوقات هذا العالم الأرضي . والخطاب للنبي A ليدفع عنه اغتمامه من مشاهدة عدم انتفاع المشركين بالقرآن .
وضرب اختلاف الظواهر في أفراد الصنف الواحد مثلا لاختلاف البواطن تقريبا للأفهام فكان هذا الاستئناف من الاستئناف البياني لأن مثل هذا التقريب مما تشرئب إليه الأفهام عند سماع قوله ( إن الله يسمع من يشاء ) .
والرؤية بصرية والاستفهام تقريري وجاء التقرير على النفي على ما هو المستعمل كما بيناه عند قوله تعالى ( ألم يروا أنه لا يكلمهم ) في سورة الأعراف وفي آيات أخرى .
وضمير ( فأخرجنا ) التفات من الغيبة إلى التكلم .
والألوان : جمع لون وهو عرض أي كيفية تعرض لسطوح الأجسام يكيفه النور كيفيات مختلفة على اختلاف ما يحصل منها عند انعكاسها إلى عدسات الأعين من شبه الظلمة وهو لون السواد وشبه الصبح هو لون البياض فهما الأصلان للألوان وتنشق منها ألوان كثيرة وضعت لها أسماء اصطلاحية وتشبيهة . وتقدم عند قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ) في سورة البقرة وتقدم في سورة النحل .
والمقصود من الاعتبار هو اختلاف ألوان الأصناف من النوع الواحد كاختلاف ألوان التفاح مع ألوان السفرجل وألوان العنب مع ألوان التين واختلاف ألوان الأفراد من الصنف الواحد تارات كاختلاف ألوان التمور والزيتون والأعناب والتفاح والرمان .
وذكر إنزال الماء من السماء إدماج في الغرض للاعتبار بقدرة الله مع ما فيه من اتحاد أصل نشأة الأصناف والأنواع كقوله تعالى ( تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) وذلك أرعى للاعتبار .
وجيء بالجملتين الفعليتين في ( أنزل ) و ( أخرجنا ) لأن إنزال الماء وإخراج الثمرات متجدد آنا فآنا .
والالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله ( أنزل ) وقوله ( أخرجنا ) لأن الاسم الظاهر أنسب بمقام الاستدلال على القدرة لأنه الاسم الجامع لمعاني الصفات .
وضمير التكلم أنسب بما فيه امتنان