وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا نهي جامع عن ملابسة شيء مما يأمره به المشركون . والمقصود من النهي تأسيس قاعدة لأعمال الرسول والمسلمين تجاه رغائب المشركين وتأييس المشركين من نوال شيء مما رغبوه من النبي A .
A E وما صدق ( من ) كل من اتصف بالصلة . وقيل نزلت في أمية بن خلف الجمحي دعا النبي A إلى طرد فقراء المسلمين عن مجلسه حين يجلس إليه هو وأضرابه من سادة قريش .
والمراد بإغفال القلب جعله غافلا عن التفكر في الوحدانية حتى راج فيه الإشراك فإن ذلك ناشئ عن خلقه عقول ضيقة التبصر مسوقة بالهوى والإلف .
وأصل الإغفال : إيجاد الغفلة وهي الذهول عن تذكر الشيء وأريد بها هنا غفلة خاصة وهي الغفلة المستمرة المستفادة من جعل الإغفال من الله تعالى كناية عن كونه في خلقه تلك القلوب . وما بالطبع لا يتخلف .
وقد اعتضد هذا المعنى بجملة ( واتبع هواه ) فإن اتباع الهوى يكون عن بصيرة لا عن ذهول فالغفلة خلقة في قلوبهم واتباع الهوى كسب من قدرتهم .
والفرط " بضمتين " : الظلم والاعتداء . وهو مشتق من الفروط وهو السبق لأن الظلم سبق في الشر .
والأمر : الشأن والحال .
وزيادة فعل الكون للدلالة على تمكن الخبر من الاسم أي حالة تمكن الإفراط والاعتداء على الحق .
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا [ 29 ] ) بعد أن أمر الله نبيه A بما فيه نقض ما يقتلونه من مقترحاتهم وتعريض بتأييسهم من ذلك أمره أن يصارحهم بأنه لا يعدل عن الحق الذي جاءه من الله وأنه مبلغه بدون هوادة وأنه لا يرغب في إيمانهم ببعضه دون بعض . ولا يتنازل إلى مشاطرتهم في رغباتهم بشطر الحق الذي جاء به وأن إيمانهم وكفرهم موكول إلى أنفسهم لا يحسبون أنهم بوعد الإيمان يستنزلون النبي A عن بعض ما أوحى إليه .
و ( الحق ) خبر مبتدأ محذوف معلوم من المقام أي هذا الحق . والتعبير ب ( ربكم ) للتذكير بوجوب توحيده .
والأمر في قوله ( فيؤمن ) وقوله ( فليكفر ) للتسوية المكنى بها عن الوعد والوعيد .
وقدم الإيمان على الكفر لأن إيمانهم مرغوب فيه .
وفاعل المشيئة في الموضعين ضمير عائد إلى " من " الموصولة في الموضعين .
وفعل ( يؤمن ويكفر ) مستعملان للمستقبل أي من شاء أن يوقع أحد الأمرين ولو بوجه الاستمرار على أحدهما المتلبس به الآن فإن العزم على الاستمرار عليه تجديد لإيقاعه .
وجملة ( إنا أعتدنا للظالمين نارا ) مستأنفة استئنافا بيانيا لأن ما دل عليه الكلام من إيكال الإيمان والكفر إلى أنفسهم وما يفيده من الوعيد كلاهما يثير في النفوس أن يقول قائل : فماذا يلاقي من شاء فاستمر على الكفر فيجاب بأن الكفر وخيم العاقبة عليهم .
والمراد بالظالمين : المشركون قال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
وتنوين ( نارا ) للتهويل والتعظيم .
والسرادق " بضم السين " قيل : هو الفسطاط أي الخيمة . وقيل : السرادق : الحجزة " بضم الحاء وسكون الزاي " أي الحاجز الذي يكون محيطا بالخيمة يمنع الوصول إليها فقد يكون من جنس الفسطاط أديما أو ثوبا وقد يكون غير ذلك كالخندق . وهو كلمة معربة من الفارسية . أصلها " سراطاق " قالوا : ليس في كلام العرب اسم مفرد ثالثه ألف وبعده حرفان . والسرادق : هنا تخييل لاستعارة مكنية بتشبيه النار بالدار وأثبت لها سرادق مبالغة في إحاطة دار العذاب بهم وشأن السرادق يكون في بيوت أهل الترف فإثباته لدار العذاب استعارة تهكمية .
والاستغاثة : طلب الغوث وهو الإنقاذ من شدة وبتخفيف الألم . وشمل ( يستغيثوا ) الاستغاثة من حر النار يطلبون شيئا يبرد عليهم بأن يصبوا على وجوههم ماء مثلا كما في آية الأعراف ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء ) . والاستغاثة من شدة العطش الناشئ عن الحر فيسألون الشراب . وقد أومأ إلى شمول الأمرين ذكر وصفين لهذا الماء بقوله ( يشوي الوجوه بئس الشراب ) .
والإغاثة : مستعارة للزيادة مما استغيث من أجله على سبيل التهكم وهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده