وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأصل النفي ب ( لا ) النافية للجنس أنه نفي وجود اسمه . والمراد هنا نفي الإذن في أن يبدل أحد كلمات الله .
A E والتبديل : التغيير بالزيادة والنقص . أي بإخفاء بعضه بترك تلاوة ما لا يرضون بسماعه من إبطال شركهم وضلالهم . وهذا يؤذن بأنهم طعنوا في بعض ما اشتملت عليهم القصة في القرآن كما أشار إليه قوله ( سيقولون ثلاثة ) وقوله ( ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين ) .
وقد تقدم نظير هذا عند قوله تعالى ( ولا مبدل لكلمات الله ) في سورة الأنعام .
فالأمر في قوله ( واتل ) كناية عن الاستمرار . و ( ما أوحى ) مفيد للعموم أي كل ما أوحي إليك ومفهوم الموصول أن ما لم يوح إليه لا يتلوه . وهو ما اقترحوا أن يقوله في الثناء عليهم وإعطائهم شطرا من التصويب .
والتلاوة : القراءة . وقد تقدم عند قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ) في سورة البقرة وقوله ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) في الأنفال .
والملتحد : اسم مكان ميمي يجيء على زنة اسم المفعول من فعله . والملتحد : مكان الالتحاد والالتحاد : الميل إلى جانب . وجاء بصيغة الافتعال لأن أصله تكلف الميل . ويفهم من صيغة التكلف أنه مفر من مكروه يتكلف الخائف أن يأوي إليه . فلذلك كان الملتحد بمعنى الملجأ . والمعنى : لن تجد شيئا ينجيك من عقابه . والمقصود من هذا تأييسهم مما طمعوا فيه .
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) هذا من ذيول الجواب عن مسألتهم عن أهل الكهف . فهو مشارك لقوله ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ) الآية . وتقدم في سورة الأنعام عند قوله تعالى ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) أن سادة المشركين كانوا زعموا أنه لولا أن من المؤمنين ناسا أهل خصاصة في الدنيا وأرقاء لا يدانوهم ولا يستأهلون الجلوس معهم لأتوا إلى مجالسة النبي A واستمعوا القرآن فاقترحوا عليه أن يطردهم من حوله إذا غشيه سادة قريش فرد الله عيهم بما في سورة الأنعام وما في هذه السورة .
وما هنا آكد إذ أمره بملازمتهم بقوله ( واصبر نفسك ) أي احبسها معهم حبس ملازمة . والصبر : الشد بالمكان بحيث لا يفارقه . ومنه سميت المصبورة وهي الدابة تشد لتجعل غرضا للرمي . ولتضمين فعل ( اصبر ) معنى الملازمة علق به ظرف " مع " .
و ( الغداة ) قرأه الجمهور " بألف بعد الدال " : اسم الوقت الذي بين الفجر وطلوع الشمس . والعشي : المساء والمقصود أنهم يدعون الله دعاء متخللا سائر اليوم والليلة . والدعاء : المناجاة والطلب . والمراد به ما يشمل الصلوات .
والتعبير عنهم بالموصول للإيماء إلى تعليل الأمر بملازمتهم أي لأنهم أحرياء بذلك لأجل إقبالهم على الله فهم الأجدر بالمقارنة والمصاحبة . وقرأ ابن عامر ( بالغدزة ) " بسكون الدال وواو بعد الدال مفتوحة " وهو مرادف الغداة .
وجملة ( يريدون وجهه ) في موضع الحال . ووجه الله : مجاز في إقباله على العبد .
ثم أكد الأمر بمواصلتهم بالنهي عن أقل إعراض عنهم .
وظاهر ( لا تعد عيناك عنهم ) نهي العينين عن أن تعدوا عن الذين يدعون ربهم . أي أن تجاوزاهم أي تبعدا عنهم . والمقصود : الإعراض ولذلك ضمن فعل العدو معنى الإعراض فعدي إلى المفعول ب ( عن ) وكان حقه أن يتعدى إليه بنفسه يقال : عداه إذا جاوزه . ومعنى نهي العينين نهي صاحبهما فيؤول إلى معنى : ولا تعدي عينيك عنهم . وهو إيجاز بديع .
وجملة ( تريد زينة الحياة الدنيا ) حال من كاف الخطاب لأن المضاف جزء من المضاف إليه أي لا تكن إرادة الزينة سبب الإعراض عنهم لأنهم لا زينة لهم من بزة وسمت .
وهذا الكلام تعريض بحماقة سادة المشركين الذين جعلوا همهم وعنايتهم بالأمور الظاهرة وأهملوا الاعتبار بالحقائق والمكارم النفسية فاستكبروا عن مجالسة أهل الفضل والعقول الرجحة والقلوب النيرة وجعلوا همهم الصور الظاهرة .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هويه وكان أمره فرطا [ 28 ] )