وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( وما تسألهم عليه من أجر ) معطوفة على جملة ( وما أكثر الناس ) إلى آخرها باعتبار ما أفادته من التأييس من إيمان أكثرهم أي لا يسوءك عدم إيمانهم فلست تبتغي أن يكون إيمانهم جزاء على التبليغ بل إيمانهم لفائدتهم كقوله ( قل لا تمنوا علي إسلامكم ) .
وضمير الجمع في قوله ( وما تسألهم ) عائد إلى الناس أي الذين أرسل إليهم النبي A .
وجملة ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) بمنزلة التعليل لجملة ( وما تسألهم عليه من أجر ) . والقصر إضافي أي ما هو إلا ذكر للعالمين لا لتحصيل أجر مبلغه .
وضمير ( عليه ) عائد إلى القرآن المعلوم من قوله ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) .
( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون [ 105 ] وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [ 106 ] ) عطف على جملة ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) أي ليس إعراضهم عن آية حصول العلم للأمي بما في الكتب السالفة فحسب بل هم معرضون عن آيات كثيرة في السماوات والأرض .
و ( كأين ) اسم يدل على كثرة العدد المبهم يبينه تمييز مجرور ب ( من ) . وقد تقدم عند قوله تعالى ( وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير ) في سورة آل عمران .
والآية : العلامة . والمراد هنا الدالة على وحدانية الله تعالى بقرينة ذكر الإشراك بعدها .
ومعنى ( يمرون عليها ) يرونها والمرور مجاز مكنى به عن التحقق والمشاهدة إذ لا يصح حمل المرور على المعنى الحقيقي بالنسبة لآيات السماوات فالمرور هنا كالذي في قوله تعالى ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) .
وضمير ( يمرون ) عائد إلى الناس من قوله تعالى ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) .
وجملة ( وما يؤمن أكثرهم بالله ) في موضع الحال من ضمير ( يمرون ) أي وما يؤمن أكثر الناس إلا وهم مشركون . والمراد ب ( أكثر الناس ) أهل الشرك من العرب . وهذا إبطال لما يزعمونه من الاعتراف بأن الله خالقهم كما في قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) وبأن إيمانهم بالله كالعدم لأنهم لا يؤمنون بوجود الله إلا في تشريكهم معه غيره في الإلهية .
والاستثناء من عموم الأحوال فجملة ( وهم مشركون ) حال من ( أكثرهم ) . والمقصود من هذا تشنيع حالهم . والأظهر أن يكون هذا من قبيل تأكيد الشيء بما يشبه ضده على وجه التهكم . وإسناد هذا الحكم إلى ( أكثرهم ) باعتبار أكثر أحوالهم وأقوالهم لأنهم قد تصدر عنهم أقوال خلية عن ذكر الشريك . وليس المراد أن بعضا منهم يؤمن بالله غير مشرك معه إلها آخر .
( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون [ 107 ] ) اعتراض بالتفريع على ما دلت عليه الجملتان قبله من تفظيع حالهم وجرأتهم على خالقهم والاستمرار على ذلك دون إقلاع . فكأنهم في إعراضهم عن توقع حصول غضب الله بهم آمنون أن تأتيهم غاشية من عذابه في الدنيا أو تأتيهم الساعة بغتة فتحول بينهم وبين التوبة ويصيرون إلى العذاب الخالد .
والاستفهام مستعمل في التوبيخ .
والغشي والغشيان : الإحاطة من كل جانب ( وإذا غشيهم موج كالظلل ) . وتقدم في قوله تعالى ( يغشي الليل النهار ) في سورة الأعراف .
والغاشية : الحادثة التي تحيط بالناس . والعرب يؤنثون هذه الحوادث مثل الطامة والصاخة والداهية والمصيبة والكارثة والحادثة والواقعة والحاقة .
والبغتة : الفجأة . وتقدمت عند قوله تعالى ( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة ) في آخر سورة الأنعام .
( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين [ 108 ] ) A E استئناف ابتدائي للانتقال من الاعتبار بدلالة نزول هذه القصة للنبي A الأمي على صدق نبوءته وصدقه فيما جاء به من التوحيد إلى الاعتبار بجميع ما جاء به من هذه الشريعة عن الله تعالى وهو المعبر عنه بالسبيل على وجه الاستعارة لإبلاغها إلى المطلوب وهو الفوز الخالد كإبلاغ الطريق إلى المكان المقصود للسائر . وهي استعارة متكررة في القرآن وفي كلام العرب