وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والسبيل يؤنث كما في هذه الآية ويذكر أيضا كما تقدم عند قوله تعالى ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ) في سورة الأعراف .
والجملة استئناف ابتدائي معترضة بين الجمل المتعاطفة .
والإشارة إلى الشريعة بتنزيل المعقول منزلة المحسوس لبلوغه من الوضوح للعقول حدا لا يخفى فيه إلا عمن لا يعد مدركا .
وما في جملة ( هذه سبيلي ) من الإبهام قد فسرته جملة ( أدعو إلى الله على بصيرة ) .
والبصيرة : فعلية بمعنى فاعلة وهي الحجة الواضحة والمعنى : أدعو إلى الله ببصيرة متمكنا منها . ووصف الحجة ببصيرة مجاز عقلي . والبصير : صاحب الحجة لأنه بها صار بصيرا بالحقيقة . ومثله وصف الآية بمبصرة في قوله ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة ) . وبعكسه يوسف الخفاء بالعمى كقوله ( وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم ) .
وضمير ( أنا ) تأكيد للضمير المستتر في ( أدعو ) . أتي به لتحسين العطف بقوله ( ومن اتبعني ) . وهو تحسين واجب في اللغة .
وفي الآية دلالة على أن أصحاب النبي A والمؤمنين الذين آمنوا به مأمورون بأن يدعوا إلى الإيمان بما يستطيعون . وقد قاموا بذلك بوسائل بث القرآن وأركان الإسلام والجهاد في سبيل الله . وقد كانت الدعوة إلى الإسلام في صدر زمان البعثة المحمدية واجبا على الأعيان لقول النبي A " بلغوا عني ولو آية " أي بقدر الاستطاعة . ثم لما ظهر الإسلام وبلغت دعوته الأسماع صارت الدعوة إليه واجبا على الكفاية كما دل عليه قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) الآية في سورة آل عمران .
وعطفت جملة ( وسبحان الله ) على جملة ( أدعو إلى الله ) أي أدعو إلى الله وأنزهه .
وسبحان : مصدر التسبيح جاء بدلا عن الفعل للمبالغة . والتقدير : وأسبح الله سبحانا أي أدعو الناس إلى توحيده وطاعته وأنزهه عن النقائص التي يشرك بها المشركون من ادعاء الشركاء والولد والصاحبة .
وجملة ( وما أنا من المشركين ) بمنزلة التذييل لما قبلها لأنها تعم ما تضمنته .
( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون [ 109 ] حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين [ 110 ] ) عطف على جملة ( وما أكثر الناس ) الخ . هاتان الآيتان متصل معناهما بما تضمنه قوله تعالى ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) إلى قوله ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) وقوله ( قل هذه سبيلي ) الآية فإن تلك الآي تضمنت الحجة على صدق الرسول A فيما جاءهم به وضمنت أن الذين أشركوا غير مصدقينه عنادا وإعراضا عن آيات الصدق . فالمعنى أن إرسال الرسل " عليهم السلام " سنة إلهية قديمة فلماذا يجعل المشركون نبوءتك أمرا مستحيلا فلا يصدقون بها مع ما قارنها من آيات الصدق فيقولون ( أبعث الله بشرا رسولا ) . وهل كان الرسل " عليهم السلام " السابقون إلا رجالا من أهل القرى أوحى الله إليهم فبماذا امتازوا عليك . فسلم المشركون ببعثتهم وتحدثوا بقصصهم وأنكروا نبوءتك .
وراء هذا معنى آخر من التذكير باستواء أحوال الرسل " عليهم السلام " وما لقوه من أقوامهم فهو وعيد باستواء العاقبة للفريقين .
و ( من قبلك ) يتعلق ب ( أرسلنا ) ف ( من ) لابتداء الأزمنة فصار ما صدق القبل الأزمنة السابقة . أي من أول أزمنة الإرسال . ولولا وجود " من " لكان ( قبلك ) في معنى الصفة للمرسلين المدلول عليهم بفعل الإرسال .
A E والرجال : اسم جنس جامد لا مفهوم له . وأطلق هنا مرادا به أناسا كقوله A " ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " . أي إنسان أو شخص . فليس المراد الاحتراز عن المرأة . واختير هنا دون غيره لمطابقته الواقع فإن الله لم يرسل رسلا من النساء لحكمة قبول قيادتهم في نفوس الأقوام إذ المرأة مستضعفة عند الرجال دون العكس ألا ترى إلى قول قيس بن عاصم حين تنبأت سجاح : .
أضحت نبيئتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا