وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأظهر أنه جعل إرسال قميصه علامة على صدق إخوته فيما يبلغونه إلى أبيهم من أمر يوسف " عليه السلام " بجلبه فإن قمصان الملوك والكبراء تنسج إليهم خصيصا ولا توجد أمثالها عند الناس وكان الملوك يخلعونها على خاصتهم فجعل يوسف " عليه السلام " إرسال قميصه علامة لأبيه على صدق إخوته أنهم جاءوا من عند يوسف " عليه السلام " بخبر صدق .
ومن البعيد ما قيل : إن القميص كان قميص إبراهيم " عليه السلام " مع أن قميص يوسف قد جاء به إخوته إلى أبيهم حين جاءوا عليه بدم كذب .
وأما إلقاء القميص على وجه أبيه فلقصد المفاجأة بالبشرى لأنه كان لا يبصر من بعيد فلا يتبين رفعة القميص إلا من قرب .
وأما كونه يصير بصيرا فحصل ليوسف " عليه السلام " بالوحي فبشرهم به من ذلك الحين . ولعل يوسف " عليه السلام " نبئ ساعتئذ .
وأدمج الأمر بالإتيان بأبيه في ضمن تبشيره بوجوده إدماجا بليغا إذ قال ( يأت بصيرا ) ثم قال ( واتوني بأهلكم أجمعين ) لقصد صلة أرحام عشيرته . قال المفسرون : وكانت عشيرة يعقوب " عليه السلام " ستا وسبعين نفسا بين رجال ونساء .
( ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون [ 94 ] قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم [ 95 ] فلما أن جاء البشير ألقياه على وجهه فارتد بصيرا ) التقدير : فخرجوا وارتحلوا في عير .
ومعنى ( فصلت ) ابتعدت عن المكان كما تقدم في قوله تعالى ( فلما فصل طالوت بالجنود ) في سورة البقرة .
والعير تقدم آنفا وهي العير التي أقبلوا فيها من فلسطين .
ووجدان يعقوب ريح يوسف " عليه السلام " إلهام خارق للعادة جعله الله بشارة له إذ ذكره بشمة الريح الذي ضمخ به يوسف " عليه السلام " حين خروجه مع إخوته وهذا من صنف الوحي بدون كلام ملك مرسل وهو داخل في قوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) .
والريح : الرائحة وهي ما يعبق من طيب تدركه حاسة الشم .
وأكد هذا الخبر ب ( أن ) واللام لأنه مظنة الإنكار ولذلك أعقبه ب ( لولا أن تفندون ) .
وجواب ( لولا ) محذوف دل عليه التأكيد أي لولا أن تفندوني لتحققتم ذلك .
والتفنيد : النسبة للفند بفتحتين وهو اختلال العقل من الخوف .
وحذفت ياء المتكلم تخفيفا بعد نون الوقاية وبقيت الكسرة .
والذين قالوا ( تالله إنك لفي ضلالك القديم ) هم الحاضرون من أهله ولم يسبق ذكرهم لظهور المراد منهم وليسوا أبناءه لأنهم كانوا سائرين في طريقهم إليه .
والضلال : البعد عن الطريق الموصلة . والظرفية مجاز في قوة الاتصاف والتلبس وانه المظروف بالظرف . والمعنى : أنك مستمر في التلبس بتطلب شيء من غير طريقة . أرادوا طمعه في لقاء يوسف " عليه السلام " ووصفوا ذلك بالقديم لطول مدته وكانت مدة غيبه يوسف عن أبيه " عليهما السلام " اثنين وعشرين سنة . وكان خطابهم إياه بهذا مشتملا على شيء من الخشونة إذ لم يكن أدب عشيرته منافيا لذلك في عرفهم .
و ( أن ) في قوله ( فلما جاء البشير ) مزيدة للتأكيد . ووقوع " أن " بعد " لما " التوقيتية كثير من الكلام كما في مغني اللبيب .
وفائدة التأكيد في هذه الآية تحقيق هذه الكرامة الحاصلة ليعقوب " عليه السلام " لأنها خارق عادة ولذلك لم يؤت ب ( أن ) في نظائر هذه الآية مما لم يكن فيه داع للتأكيد .
والبشير : فعيل بمعنى مفعل أي المبشر مثل السميع في قول عمرو بن معد يكرب : .
" أمن ريحانة الداعي السميع والتبشير : المبادرة بإبلاغ الخبر المسر بقصد إدخال السور . وتقدم عند قوله تعالى ( يبشرهم ربهم برحمة منه ) في سورة براءة . وهذا البشير هو يهوذا بن يعقوب " عليه السلام " تقدم بين يدي العير ليكون أول من يخبر أباه بخبر يوسف " عليه السلام " A E وارتد : رجع وهو افتعال مطاوع رده أي رد الله إليه قوة بصره كرامة له وليوسف " عليهما السلام " وخارقة للعادة . وقد أشرت إلى ذلك عند قوله تعالى ( وابيضت عيناه من الحزن ) .
( قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون [ 96 ] قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين [ 97 ] قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم [ 98 ] )