وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جواب للبشارة لأنها تضمنت القول . ولذلك جاء فعل " قال " مفصولا غير معطوف لأنه على طريقة المحاورات وكان بقية أبنائه قد دخلوا فخاطبهم بقوله ( ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) فبين لهم مجمل كلامه الذي أجابهم به حين قالوا ( تالله تفتأ تذكر يوسف ) الخ .
وقولهم ( استغفر لنا ذنوبنا ) توبة واعتراف بالذنب فسألوا أباهم أن يطلب لهم المغفرة من الله . وإنما وعدهم بالاستغفار في المستقبل إذ قال ( سوف أستغفر لكم ربي ) للدلالة على أنه يلازم الاستغفار لهم في أزمنة المستقبل . ويعلم منه أنه استغفر لهم في الحال بدلالة الفحوى ولكنه أراد أن ينبههم إلى عظم الذنب وعظمة الله تعالى وأنه سيكرر الاستغفار لهم في أزمنة مستقبلة . وقيل : أخر الاستغفار لهم إلى ساعة هي مظنة الإجابة . وعن ابن عباس مرفوعا أنه أخر إلى ليلة الجمعة رواه الطبري . وقال ابن كثير : في رفعة نظر .
وجملة ( إنه هو الغفور الرحيم ) في موضع التعليل لجملة ( أستغفر لكم ربي ) . وأكد بضمير الفصل لتقوية الخبر .
( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شآء الله آمنين [ 99 ] ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم [ 100 ] ) طوى ذكر سفرهم من بلادهم إلى دخولهم على يوسف " عليه السلام " إذ ليس فيه من العبر شيء .
وأبواه أحدهما يعقوب " عليه السلام " وأما الآخر فالصحيح أن أم يوسف " عليه السلام " وهي " راحيل " توفيت قبل ذلك حين ولدت بنيامين ولذلك قال جمهور المفسرين : أطلق الأبوان على الأب وزوج الأب وهي " ليئة " خالة يوسف " عليه السلام " وهي التي تولت تربيته على طريقة التغليب والتنزيل . وإعادة اسم يوسف " عليه السلام " لأجل بعد المعاد .
وقوله ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) جملة دعائية بقرينة قوله ( إن شاء الله ) لكونهم قد دخلوا مصر حينئذ . فالأمر في ( ادخلوا ) للدعاء كالذي في قوله تعالى ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ) .
والمقصود : تقييد الدخول ب ( آمنين ) وهو مناط الدعاء .
والأمن : حالة اطمئنان النفس وراحة البال وانتفاء الخوف من كل ما يخاف منه وهو يجمع جميع الأحوال الصالحة للإنسان من الصحة والرزق ونحو ذلك ولذلك قالوا في دعوة إبراهيم " عليه السلام " ( رب اجعل هذا البلد آمنا ) إنه جمع في هذه الجملة جميع ما يطلب لخير البلد .
وجملة ( إن شاء الله ) تأدب مع الله كالاحتراس في الدعاء الوارد بصيغة الأمر وهو لمجرد التيمن فوقوعه في الوعد والعزم والدعاء بمنزلة وقوع التسمية في أول الكلام وليس هو من الاستثناء الوارد النهي عنه في الحديث : أن لا يقول اغفر لي إن شئت فإنه لا مكره له لأن ذلك في الدعاء المخاطب به الله صراحة . وجملة ( إن شاء الله ) معترضة بين جملة ( ادخلوا ) والحال من ضميرها .
والعرش : سرير للقعود فيكون مرتفعا على سوق وفيه سعة تمكن الجالس من الاتكاء . والسجود : وضع الجبهة على الأرض تعظيما للذات او لصورتها أو لذكرها قال الأعشى : .
فلما أتانا بعيد الكرى ... سجدنا له ورفعنا العمارا وفعله قاصر فيعدى إلى مفعوله باللام كما في الآية .
والخرور : الهوي والسقوط من علو إلى الأرض .
والذين خروا سجدا هم أبواه وإخوته كما يدل له قوله ( هذا تأويل رؤياي ) وهم أحد عشر وهم : رأوبين وسمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وربولون وجاد وأشير ودان ونفتالي وبنيامين والشمس والقمر تعبيرهما أبواه يعقوب " عليه السلام " وراحيل .
A E وكان السجود تحية الملوك وأضرابهم ولم يكن يومئذ ممنوعا في الشرائع وإنما منعه الإسلام لغير الله تحقيقا لمعنى مساواة الناس في العبودية والمخلوقية . ولذلك فلا يعد قبوله السجود من أبيه عقوقا لأنه لا غضاضة عليهما منه إذ هو عادتهم .
والأحسن أن تكون جملة ( وخروا ) حالية لأن التحية كانت قبل أن يرفع أبويه على العرش على أن الواو لا تفيد ترتيبا