وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) تعليل للنهي عن اليأس فموقع " إن " التعليل . والمعنى : لا تيأسوا من الظفر بيوسف " عليه السلام " معتلين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة . فإن الله إذا شاء تفريج كربة هيأ لها أسبابها ومن كان يؤمن بأن الله واسع القدرة لا يحيل مثل ذلك فحقه أن يأخذ في سببه ويعتمد على الله في تيسيره وأما القوم الكافرون بالله فهم يقتصرون على الأمور الغالبة في العادة وينكرون غيرها .
وقرأ البزي بخلف عنه ( ولا تأيسوا ) وإنه ( لا يأيس ) بتقديم الهمزة على الياء الثانية وتقدم في قوله ( فلما استيأسوا منه ) .
( فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين [ 88 ] ) الفاء عاطفة على كلام مقدر دل عليه المقام أي فارتحلوا إلى مصر بقصد استطلاق بنيامين من عزيز مصر ثم بالتعرض إلى التحسس من يوسف " عليه السلام " فوصلوا مصر فدخلوا على يوسف فلما دخلوا عليه الخ... .
وقد تقدم آنفا وجه دعائهم يوسف " عليه السلام " بوصف العزيز .
وأرادوا بمس الضر إصابته . وقد تقدم إطلاق مس الضر على الإصابة عند قوله تعالى ( وإن يمسسك الله بضر ) في سورة الأنعام .
والبضاعة تقدمت آنفا . والمزجاة : القليلة التي لا يرغب فيها فكأن صاحبها يزجيها أي يدفعها بكلفة ليقبلها المدفوعة إليه . والمراد بها مال قليل للامتيار ولذلك فرع عليه ( فأوف لنا الكيل ) . وطلبوا التصدق منه تعريضا بإطلاق أخيهم لأن ذلك فضل منه إذ صار مملوكا له كما تقدم .
وجملة ( إن الله يجزي المتصدقين ) تعليل لاستدعائهم التصدق عليهم .
( قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون [ 89 ] قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين [ 90 ] قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين [ 91 ] قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين [ 92 ] اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين [ 93 ] ) الاستفهام مستعمل في التوبيخ .
و " هل " مفيدة للتحقيق لأنها بمعنى " قد " في الاستفهام فهو توبيخ على ما يعلمونه محققا مع يوسف " عليه السلام " وأخيه أي أفعالهم الذميمة بقرينة التوبيخ وهي بالنسبة ليوسف " عليه السلام " واضحة وأما بالنسبة إلى بنيامين فهي ما كانوا يعاملونه به مع أخيه يوسف " عليه السلام " من الإهانة التي تنافيها الأخوة ولذلك جعل ذلك الزمن زمن جهالتهم بقوله ( إذ أنتم جاهلون ) .
وفيه تعريض بأنهم قد صلح حالهم من بعد وذلك إما بوحي من الله إن كان صار نبيا أو بالفراسة لأنه لما رآهم حريصين على رغبات أبيهم في طلب فداء " بنيامين " حين أخذ في حكم تهمة السرقة وفي طلب سراحه في هذا الموقف مع الإلحاح في ذلك وكان يعرف منهم معاكسة أبيهم في شأن بنيامين علم أنهم ثابوا إلى صلاح .
A E وإنما كاشفهم بحاله الآن لأن الاطلاع حاله يقتضي استجلاب أبيه وأهله إلى السكنى بأرض ولايته وذلك كان متوقفا على أشياء لعلها لم تتهيأ إلا حينئذ . وقد أشرنا إلى ذلك عند قوله تعالى ( قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) فقد صار يوسف " عليه السلام " جد مكين عند فرعون .
وفي الإصحاح 45 من سفر التكوين أن يوسف " عليه السلام " قال لإخوته حينئذ " وهو " أي الله " قد جعلني أبا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلطا على كل أرض مصر " . فالظاهر أن الملك الذي أطلق يوسف " عليه السلام " من السجن وجعله عزيز مصر قد توفي وخلفه ابن له فحجبه يوسف " عليه السلام " وصار للملك الشاب بمنزلة الأب وصار متصرفا بما يريد فرأى الحال مساعدا لجلب عشيرته إلى أرض مصر