وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى أن أكثر الناس في جهالة عن وضع هاته الحقائق موضعها ولا يخلون عن مضيع لإحداهما . ويفسر هذا المعنى قول عمر بن الخطاب " Bه " لما أمر المسلمين بالقفول عن عمواس لما بلغه ظهور الطاعون بها وقال له أبو عبيدة : أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر " Bه " : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ألسنا نفر من قدر الله إلى قدر الله... إلى آخر الخبر .
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون [ 69 ] ) موقع جملة ( ولما دخلوا على يوسف ) كموقع جملة ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ) في إيجاز الحذف .
والإيواء : الإرجاع . وتقدم في قوله تعالى ( أولئك مأواهم النار ) في سورة يونس .
وأطلق الإيواء هنا مجازا على الإدناء والتقريب كأنه إرجاع إلى مأوى وإنما أدناه ليتمكن من الإسرار إليه بقوله ( إني أنا أخوك ) .
وجملة ( قال إني أنا أخوك ) بدل اشتمال من جملة ( آوى إليه أخاه ) . وكلمة بكلمة مختصرة بليغة إذ أفاده أنه هو أخوه الذي ظنه أكله الذئب . فأكد الخبر ب " إن " وبالجملة الاسمية وبالقصر الذي أفاده ضمير الفصل أي أنا مقصورة على الكون أخاك لا أجنبي عنك فهو قصر قلب لاعتقاده أن الذي كلمه لا قرابة بينه وبينه .
وفرع على هذا الخبر ( فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) . والابتئاس : مطاوعة الإبئاس أي جعل أحد بائسا أي صاحب بؤس .
والبؤس : هو الخزن والكدر . وتقدم نظير هذا التركيب في قصة نوح " عليه السلام " من سورة هود . والضميران في ( كانوا ) و ( يعلمون ) راجعان إلى إخوتهما بقرينة المقام وأراد بذلك ما كان أخوه " بنيامين " من الحزن لهلاك أخيه الشقيق وفظاظة اخوته وغيرهم منه .
والنهي عن الابتئاس مقتض الكف عنه أي أزل عنك الحزن واعتض عنه بالسرور .
وأفاد فعل الكون في المضي أن المراد ما علموه فيما مضى . وأفاد صوغ ( يعلمون ) بصيغة المضارع أنه أعمال متكررة من الأذى . وفي هذا تهيئة لنفس أخيه لتلقي حادث الصواع باطمئنان حتى لا يخشى أن يكون بمحل الريبة من يوسف " عليه السلام " .
A E ( فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون [ 70 ] قالوا وأقبلوا عليهم ما ذا تفقدون [ 71 ] قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم [ 72 ] قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين [ 73 ] قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين [ 74 ] قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين [ 75 ] ) تقدم الكلام على نظير قوله ( فلما جهزهم بجهازهم ) في الآيات قبل هذه . وإسناد جعل السقاية إلى ضمير يوسف مجاز عقلي وإنما هو آمر بالجعل والذين جعلوا السقاية هم العبيد الموكلون بالكيل .
والسقاية : إناء كبير يسقى به الماء والخمر . والصواع : لغة في الصاع وهو وعاء للكيل يقدر بوزن رطل وربع أو وثلث . وكانوا يشربون الخمر بالمقدار يقدر كل شارب لنفسه ما اعتاد أنه لا يصرعه ويجعلون آنية الخمر مقدرة بمقادير مختلفة فيقول الشارب للساقي : رطلا أو صاعا أو نحو ذلك . فتسمية هذا الإناء سقاية وتسميته صواعا جارية على ذلك . وفي التوراة سمي طاسا ووصف بأنه من فضة .
وتعريف ( السقاية ) تعريف العهد الذهني أي سقاية معروفة لا يخلو عن مثلها مجلس العظيم .
وإضافة الصواع إلى الملك لتشريفه وتهويل سرقته على وجه الحقيقة لأن شؤون الدولة كلها للملك . ويجوز أن يكون أطلق الملك على يوسف " عليه السلام " تعظيما له .
والتأذين : النداء المكرر . وتقدم عند قوله تعالى ( فأذن مؤذن بينهم ) في سورة الأعراف .
والعير : اسم للحمولة من إبل وحمير وما عليها من أحمال وما معها من ركابها فهو اسم لمجموع هذه الثلاثة . وأسندت السرقة إلى جميعهم جريا على المعتاد من مؤاخذة الجماعة بجرم الواحد منهم .
وتأنيث اسم الإشارة وهو ( أيتها ) لتأويل العير بمعنى الجماعة لأن الركاب هم الأهم