وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( قالوا ) جواب لنداء المنادي إياهم ( إنكم لسارقون ) ففصلت الجملة لأنها في طريقة المحاورة كما تكرر غير مرة .
وضمير ( قالوا ) عائد إلى العير .
وجملة ( وأقبلوا عليهم ) حال من ضمير ( قالوا ) . ومرجع ضمير ( أقبلوا ) عائد إلى فتيان يوسف " عليه السلام " . وضمير ( عليهم ) راجع إلى ما رجع إليه ضمير ( قالوا ) أي وقد أقبل عليهم فتيان يوسف " عليه السلام " .
وجعلوا جعلا لمن يأتي بالصواع . والذي قال ( وأنا به زعيم ) واحد من المقبلين وهو كبيرهم . والزعيم : الكفيل .
وهذه الآية قد جعلها الفقهاء أصلا لمشروعية الجعل والكفالة . وفيه نظر لأن يوسف " عليه السلام " لم يكن يومئذ ذا شرع حتى يستأنس للأخذ ب " أن شرع من قبلنا شرع لنا " إذا حكاه كلام الله أو رسوله . ولو قدر أن يوسف " عليه السلام " كان يومئذ نبيا فلا يثبت أنه رسول بشرع إذ لم يثبت أنه بعث إلى قوم فرعون ولم يكن ليوسف " عليه السلام " أتباع في مصر قبل ورود أبيه واخوته وأهلهم . فهذا مأخذ ضعيف .
والتاء في ( تالله ) حرف قسم على المختار ويختص بالدخول على اسم الله تعالى وعلى لفظ رب ويختص أيضا بالمقسم عليه العجيب . وسيجيء عند قوله تعالى ( وتالله لأكيدن أصنامكم ) في سورة الأنبياء .
وقولهم ( لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ) . أكدوا ذلك بالقسم لأنهم كانوا وفدوا على مصر مرة سابقة واتهموا بالجوسسة فتبينت براءتهم بما صدقوا يوسف " عليه السلام " فيما وصفوه من حال أبيهم وأخيهم . فالمراد ب ( الأرض ) المعهودة وهي مصر .
وأما براءتهم من السرقة فبما أخبروا به عند قدومهم من وجدان بضاعتهم في رحالهم ولعلها وقعت في رحالهم غلطا .
على أنهم نفوا عن أنفسهم الاتصاف بالسرقة بأبلغ مما نفوا به الإفساد عنهم وذلك بنفي الكون سارقين دون أن يقولوا : وما جئنا لنسرق لأن السرقة وصف يتعير به وأما الإفساد الذي نفوه أي التجسس فهو مما يقصده العدو على عدوه فلا يكون عارا ولكنه اعتداء في نظر العدو .
وقول الفتيان ( ما جزاؤه إن كنتم كاذبين ) تحكيم لأنهم لا يسعهم إلا أن يعينوا جزاء يؤخذون به فهذا تحكيم المرء في ذنبه .
ومعنى ( ما جزاؤه ) : ما عقابه . وضمير ( جزاؤه ) عائد إلى الصواع بتقدير مضاف دل عليه المقام أي ما جزاء سارقه أو سرقته .
A E ومعنى ( إن كنتم كاذبين ) إن تبين كذبكم بوجود الصواع في رحالكم .
وقوله ( جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه ) ( جزاؤه ) الأول مبتدأ و " من " يجوز أن تكون شرطية وهي مبتدأ ثان وأن جملة ( وجد في رحله ) جملة الشرط وجملة ( فهو جزاؤه ) جواب الشرط والفاء رابطة للجواب والجملة المركبة من الشرط وجوابه خبر عن المبتدإ الأول . ويجوز أن تكون ( من ) موصولة مبتدأ ثانيا وجملة ( وجد في رحله ) صلة الموصول . والمعنى أن من وجد في رحله الصواع هو جزاء السرقة أي ذاته هي جزاء السرقة فالمعنى أن ذاته تكون عوضا عن هذه الجريمة أي أن يصير رفيقا لصاحب الصواع ليتم معنى الجزاء بذات أخرى . وهذا معلوم من السياق إذ ليس المراد إتلاف ذات السارق لأن السرقة لا تبلغ عقوبتها حد القتل .
فتكون جملة ( فهو جزاؤه ) توكيدا لفظيا لجملة ( جزاؤه من وجد في رحله ) لتقرير الحكم وعدم الانقلاب منه وتكون الفاء للتفريع تفريع التأكيد على الموكد . وقد حكم إخوة يوسف " عليه السلام " على أنفسهم بذلك وتراضوا عليه فلزمهم ما التزموه .
ويظهر أن ذلك كان حكما مشهورا بين الأمم أن يسترق السارق . وهو قريب من استرقاق المغلوب في القتال . ولعله كان حكما معروفا في مصر لما سيأتي قريبا عند قوله تعالى ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) .
وجملة ( كذلك نجزي الظالمين ) بقية كلام إخوة يوسف " عليه السلام " أي كذلك حكم قومنا في جزاء السارق الظالم بسرقته أو أرادوا أنه حكم الإخوة على من يقدر منهم أن يظهر الصواع في رحله أي فهو حقيق لأن نجزيه بذلك .
والإشارة ب ( كذلك ) إلى الجزاء المأخوذ من ( نجزي ) أي نجزي الظالمين جزاء كذلك الجزاء وهو من وجد في رحله