وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوجه حقيقة الجزء من الرأس الذي فيه العينان والأنف والفم . ويطلق الوجه على الذات كلها مجازا مرسلا .
A E والوجه هنا مستعار للذات على اعتبار مضاف أي يريدون رضى الله أي لايريدون إرضاء غيره . ومنه قوله تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) وقوله ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) وتقدم في سورة البقرة . فمعنى ( يريدون وجهه ) أنهم آمنوا ودعوا الله لا يريدون بذلك عرضا من الدنيا . وقد قيل : إن قريشا طعنوا في إيمان الضعفاء ونسبوهم إلى النفاق إلا أن هذا لم يرد به أثر صحيح فالأظهر أن قوله ( يريدون وجهه ) ثناء عليهم بكمال إيمانهم وشهادة لهم بأنهم مجردون عن الغايات الدنيوية كلها وليس المقصود به الرد على المشركين .
وجملة ( ما عليك من حسابهم من شيء ) تعليل للنهي عن طردهم أو إبطال لعلة الهم بطردهم أو لعلة طلب طردهم . فإن إبطال علة فعل المنهي عنه يؤول إلى كونه تعليلا للنهي ولذا فصلت هذه الجملة .
والحساب : عد أفراد الشيء ذي الأفراد ويطلق على إعمال النظر في تمييز بعض الأحوال عن بعض إذا اشتبهت على طريقة الاستعارة بتشبيه تتبع الأحوال بعد الأفراد . ومنه جاء معنى الحسبة بكسر الحاء وهي النظر في تمييز أحوال أهل السوق من استقامة وضدها . ويقال : حاسب فلانا على أعماله إذا استقراها وتتبعها . قال النابغة : .
" يحاسب نفسه بكم اشتراها فالحساب هنا مصدر حاسب . والمراد به تتبع الأعمال والأحوال والنظر فيما تقابل به من جزاء .
وضمير الجمع في قوله ( من حسابهم ) وقوله ( وما من حسابك عليهم ) يجوز أن يكونا عائدين إلى ( الذين يدعون ربهم ) وهو معاد مذكور وهو المناسب لتناسق الضمائر مع قوله ( فتطردهم ) . فالمعنى أنهم أهل الحق في مجلسك لأنهم مؤمنون فلا يطردون عنه وما عليك أن تحسب ما عدا ذلك من الأمور العارضة لهم بزعم المشركين وأن حضور أولئك في مجلسك يصد كبراء المشركين عن الإيمان أي أن ذلك مدحوض تجاه حق المؤمنين في مجلس رسولهم وسماع هديه .
وقيل معنى ( ما عليك من حسابهم ) أن المشركين طعنوا في إخلاص هؤلاء النفر قالوا : يا محمد إن هؤلاء إنما اجتمعوا عندك وقبلوا دينك لأنهم يجدون مأكولا وملبوسا عندك فقال الله تعالى : ما يلزمك إلا اعتبار ظاهرهم وإن كان لهم باطن يخالفه فحسابهم على الله أي إحصاء أحوالهم ومناقشتهم عليها على نحو قول نوح ( إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ) . فمعنى حسابهم على هذا الوجه تمحيص نياتهم وبواطنهم . والقصد من هذا تبكيت المشركين على طريقة إرخاء العنان وليس المراد استضعاف يقين المؤمنين . و ( حسابهم ) على هذا الوجه من إضافة المصدر إلى مفعوله .
ويجوز أن يكون الضميران عائدين إلى غير مذكور في الكلام ولكته معلوم من السياق الذي أشار إليه سبب النزول فيعود الضميران إلى المشركين الذين سألوا طرد ضعفاء المؤمنين من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ضمير ( فتطردهم ) عائدا إل المؤمنين . ويختلف معاد الضميرين اعتمادا على ما يعينه سياق الكلام كقوله تعالى ( وعمروها أكثر مما عمروها ) وقول عباس بن مرداس في وقعة حنين : .
عدنا ولولا نحن أحدق جمعهم ... بالمسلمين وأحرزوا ما جمعوا أي أحرز المشركون ما جمعه المسلمون من الغنائم .
والمعنى : ما عليك من حساب المشركين على الإيمان بك أو على عدم الإيمان شيء فإن ذلك موكول إلي فلا تظلم المؤمنين بحرمانهم حقا لأجل تحصيل إيمان المشركين فيكون من باب قوله تعالى ( إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) .
وعلى هذا ا لوجه يجوز كون إضافة ( حسابهم ) من إضافة المصدر إلى مفعوله أي محاسبتك إياهم . ويجوز كونها من إضافته إلى فاعله أي من حساب المشركين على هؤلاء المؤمنين فقرهم وضعفهم .
و ( عليك ) خبر مقدم . و ( على ) فيه دالة على معنى اللزوم والوجوب لأن الرسول E هم أو كان بحيث يهم بإجابة صناديد قريش لما سألوه فيكون تنبيها على أن تلك المصلحة مدحوضة .
و ( من ) في قوله ( من شيء ) زائدة لتوكيد النفي للتنصيص على الشمول في سياق النفي وهو الحرف الذي بتقديره بني اسم ( لا ) على الفتح للدلالة على إرادة نفي الجنس .
A E