وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال : كنا مع النبي ستة نفر فقال المشركون للنبي : أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا . قال : وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله A ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله تعالى ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) آه . وسمى الواحدي بقية الستة : وهم صهيب وعمار بن ياسر والمقداد ابن الأسود وخباب بن الأرت . وفي قول ابن مسعود " فوقع في نفس رسول الله ما شاء الله " إجمال بينه ما رواه البيهقي أن رؤساء قريش قالوا لرسول الله : لو طردت هؤلاء الأعبد وأرواح جبابهم " جمع جبة " جلسنا إليك وحاد ثناك . فقال : ما أنا بطارد المؤمنين . فقالوا : فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت فقال : نعم طمعا في إيمانهم . فأنزل الله هذه الآية . ووقع في سنن ابن ماجة عن خباب أن قائل ذلك للنبي A الأقرع بن حابس وعبينة بن حصن وأن ذلك سبب نزول الآية وقال ابن عطية : هو بعيد لأن الآية مكية . وعيينة والأقرع إنما وفدا مع وفد بني تميم بالمدينة سنة الوفود . اه . قلت : ولعل ذلك وقع منهما فأجابهم رسول الله A بهذه الآية التي نزلت في نظير اقتراحهما .
وفي سنده أسباط بن نصر أو نضر ولم يكن بالقوي وفيه السدي ضعيف . وروي مثله في بعض التفاسير عن سلمان الفارسي ولا يعرف سنده . وسمى ابن إسحاق أنهم المستضعفون من المؤمنين وهم : خباب وعمار وأبو فكيهة يسار مولى صفوان بن أمية ابن محرث وصهيب وأشباههم وأن قريشا قالوا : أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا .
وذكر الواحدي في أسباب النزول : أن هذه الآية نزلت في حياة أبي طالب . فعن عكرمة قال : جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي والحارث بن نوفل في أشراف بني عبد مناف إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك محمدا يطرد عنه موالينا وعبيدنا وعتقاءنا كان أعظم في صدورنا وأطمع له عندنا وأرجى لاتباعنا إياه وتصديقنا له . فأتى أبو طالب إلى النبي A فحدثه بالذي كلموه فقال عمر بن الخطاب : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون وإلام يصيرون من قولهم فأنزل الله هذه الآيات . فلما نزلت أقبل عمر يعتذر . والمعنى أن رسول الله A لحرصه على إيمان عظماء قريش ليكونوا قدوة لقومهم ولعلمه بأن أصحابه يحرصون حرصه ولا يوحشهم أن يقاموا من المجلس إذا حضره عظماء قريش لأنهم آمنوا يريدون وجه الله لا للرياء والسمعة ولكن الله نهاه عن ذلك . وسماه طردا تأكيدا لمعنى النهى وذلك لحكمة : وهي كانت أرجح من الطمع في إيمان أولئك لأن الله اطلع على سرائرهم فعلم أنهم لا يؤمنون وأراد الله أن يظهر استغناء دينه ورسوله عن الاعتزاز بأولئك الطغاة القساة وليظهر لهم أن أولئك الضعفاء خير منهم وأن الحرص على قربهم من الرسول A أولى من الحرص على قرب المشركين وأن الدين يرغب الناس فيه وليس هو يرغب في الناس كما قال تعالى ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) .
ومعنى ( يدعون ربهم ) يعلنون إيمانهم به دون الأصنام إعلانا بالقول وهو يستلزم اعتقاد القائل بما يقوله إذ لم يكن يومئذ نفاق وإنما ظهر المنافقون بالمدينة .
والغداة : أول النهار . والعشي من الزوال إلى الصباح . والباء للظرفية . والتعريف فيهما تعريف الجنس . والمعنى أنهم يدعون الله اليوم كله . فالغداة والعشي قصد بهما استيعاب الزمان والأيام كما يقصد بالمشرق والمغرب استيعاب الأمكنة . وكما يقال : الحمد لله بكرة وأصيلا وقيل : أريد بالدعاء الصلاة . وبالغداة والعشي عموم أوقات الصلوات الخمس . فالمعنى ولا تطرد المصلين أي المؤمنين .
وقرأ الجمهور ( بالغداة ) بفتح الغين وبألف بعد الدال . وقرأه ابن عامر بضم الغين وسكون الدال وبواو ساكنة بعد الدال وهي لغة في الغداة .
وجملة ( يريدون وجهه ) حال من الضمير المرفوع في ( يدعون ) أي يدعون مخلصين يريدون وجه الله أي لا يريدون حظا دنيويا