وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون [ 51 ] ) الأظهر أنه عطف على قوله ( قل هل يستوي الأعمى والبصير ) لأن ذلك مقدمة لذكر من مثلت حالهم بحال البصير وهم المؤمنون .
وضمير ( به ) عائد إلى ( ما يوحى إلي ) وهو القرآن وما يوحى به إلى الرسول A غير مراد به الإعجاز .
و ( الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) هم المؤمنون الممثلون بحال البصير . وعرفوا بالموصول لما تدل عليه الصلة من المدح ومن التعليل بتوجيه إنذاره إليهم دون غيرهم لأن الإنذار للذين يخافون أن يحشروا إنذار نافع خلافا لحال الذين ينكرون الحشر فلا يخافونه فضلا عن الاحتياج إلى شفعاء .
و ( أن يحشروا ) مفعول ( يخافون ) أي يخافون الحشر إلى ربهم فهم يقدمون الأعمال الصالحة وينتهون عما نهاهم خيفة أن يلقوا الله وهو غير راض عنهم . وخوف الحشر يقتضي الإيمان بوقوعه . ففي الكلام تعريض بأن المشركين لا ينجع فيهم الإنذار لأنهم لا يؤمنون بالحشر فكيف يخافونه . ولذلك قال فيهم ( إن الذين كفروا سواء عليهم آنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) .
وجملة ( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ) حال من ضمير ( أن يحشروا ) أي يحشروا في هذه الحالة فهذه الحال داخلة في حيز الخوف . فمضمون الحال معتقد لهم أي ليسوا ممن يزعمون أن لهم شفعاء عند الله لا ترد شفاعتهم فهم بخلاف المشركين الذين زعموا أصنامهم شفعاء لهم عند الله .
وقوله ( من دونه ) حال من ( ولي ) و ( شفيع ) والعامل في الحال فعل ( يخافون ) أي ليس لهم ولي دون الله ولا شفيع دون الله ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا . وهو تعريض بالمشركين الذين اتخذوا شفعاء وأولياء غير الله .
وفي الآية دليل على ثبوت الشفاعة بإذن الله كما قال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) . ولصاحب الكشاف هنا تكلفات في معنى ( يخافون أن يحشروا ) وفي جعل الحال من ضمير ( يحشروا ) حالا لازمة ولعله يرمي بذلك إلى أصل مذهبه في إنكار الشفاعة .
وقوله ( لعلهم يتقون ) رجاء مسوق مساق التعليل للأمر بإنذار المؤمنين لأنهم يرجى تقواهم بخلاف من لا يؤمنون بالبعث .
( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين [ 52 ] ) عطف على قوله ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) لأنه في معنى أنذرهم ولازمهم وإن كره ذلك متكبرو المشركين . فقد أجريت عليهم هنا صلة أخرى هي أنسب بهذا الحكم من الصلة التي قبلها كما أن تلك أنسب بالحكم الذي اقترنت معه منها بهذا فلذلك لم يسلك طريق الإضمار فيقال : ولا تطردهم فإن النبي A جاء داعيا إلى الله فأولى الناس بملازمته الذين هجيراهم دعاء الله تعالى بإخلاص فكيف يطردهم فإنهم أولى بذلك المجلس كما قال تعالى ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) .
A E