وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والكعبة علم على البيت الذي بناه إبراهيم عليه السلام بمكة بأمر الله تعالى ليكون آية للتوحيد . وقد تقدم ذلك في تفسير قوله تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) في سورة آل عمران . قالوا : إنه علم مشتق من الكعب وهو النتوء والبروز وذلك محتمل . ويحتمل أنهم سموا كل بارز كعبة تشبيها بالبيت الحرام إذ كان أول بيت عندهم وكانوا من قبله أهل خيام فصار البيت مثلا يمثل به كل بارز .
وأما إطلاق الكعبة على " القليس " الذي بناه الحبشة في صنعاء وسماه بعض العرب الكعبة اليمانية وعلى قبة نجران التي أقامها نصارى نجران لعبادتهم التي عناها الأعشى في قوله : .
فكعبة نجران حتم عليك ... حتى تناخي بأبوابها فذلك على وجه المحاكاة والتشبيه كما سمى بنو حنيفة مسيلمة رحمان .
A E وقوله ( البيت الحرام ) بيلن الكعبة . قصد من هذا البيان التنويه والتعظيم إذ شأن البيان أن يكون موضحا للمبين بأن يكون أشهر من المبين . ولما كان اسم الكعبة مساويا للبيت الحرام في الدلالة على هذا البيت فقد عبر به عن الكعبة في قوله تعالى : ( ولا أمين البيت الحرام ) فتعين أن ذكر البيان للتعظيم فإن البيان يجيء لما يجيء له النعت من توضيح ومدح ونحو ذلك . ووجه دلالة هذا العلم على التعظيم هو ما فيه من لمح معنى الوصف بالحرام قبل التغليب . وذكر البيت هنا لأن هذا الموصوف مع هذا الوصف صارا علما بالغلبة على الكعبة .
والحرام في الأصل مصدر حرم إذا منع ومصدره الحرام كالصلاح من صلح فوصف شيء بحرام مبالغة في كونه ممنوعا .
ومعنى وصف البيت بالحرام أنه ممنوع من أيدي الجبابرة فهو محترم عظيم المهابة . وذلك يستتبع تحجير وقوع المظالم والفواحش فيه وقد تقدم أنه يقال رجل حرام عند قوله تعالى : ( غير محلي الصيد وأنتم حرم ) في هذه السورة وأنه يقال : شهر حرام عند قوله تعالى ( ولا الشهر الحرام ) فيها أيضا فيحمل هذا الوصف على ما يناسبه بحسب الموصوف الذي يجري عليه وهو في كل موصوف يدل على أنه مما يتجنب جانبه فيكون تجنبه للتعظيم أو مهابته أو نحو ذلك فيكون وصف مدح ويكون تجنبه للتنزه عنه فيكون وصف ذم كما تقول : الخمر حرام .
وقرأ الجمهور ( قياما ) بألف بعد الياء . وقرأه ابن عامر ( قيما ) بدون ألف بعد الباء .
والقيام في الأصل مصدر قام إذا استقل على رجليه ويستعار للنشاط ويستعار من ذلك للتدبير والإصلاح لأن شأن من يعمل عملا مهما أن ينهض له كما تقدم بيانه عند قوله تعالى ( ويقيمون الصلاة ) في سورة البقرة . ومن هذا الاستعمال قيل للناظر في أمور شيء وتدبيره : هو قيم عليه أو قائم عليه فالقيام هنا بمعنى الصلاح والنفع . وأما قراءة ابن عامر ( قيما ) فهو مصدر ( قام ) على وزن فعل بكسر ففتح مثل شبع . وقد تقدم أنه أحد تأويلين في قوله تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما ) في سورة النساء . وإنما أعلت واوه فصارت ياء لشدة مناسبة الياء للكسرة . وهذا القلب نادر في المصادر التي على وزن فعل من الواوي العين . وإثباته للكعبة من الإخبار بالمصدر للمبالغة وهو إسناد مجازي لأن الكعبة لما جعلها الله سببا في أحكام شرعية سابقة كان بها صلاح أهل مكة وغيرهم من العرب وقامت بها مصالحهم جعلت الكعبة هي القائمة لهم لأنها سبب القيام لهم .
والناس هنا ناس معهودون فالتعريف للعهد . والمراد بهم العرب لأنهم الذين انتفعوا بالكعبة وشعائرها دون غيرهم من الأمم كالفرس والروم . وأما ما يحصل لهؤلاء من منافع التجارة ونحوها من المعاملة فذلك تبع لوجود السكان لا لكون البيت حراما إلا إذا أريد التسبب البعيد وهو أنه لولا حرمة الكعبة وحرمة الأشهر في الحج لساد الخوف في تلك الربوع فلم تستطع الأمم التجارة هنالك .
A E