وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" دينار اسم رجل وكذا عبد رب . وقوله : أخا عون أو عوف نداء أي يا أخا عون " . فتحريم الخمر متقرر قبل نزول هذه السورة فإن وفد عبد القيس وفدوا قبل فتح مكة في سنة ثمان فكان مما أوصاهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ينتبذوا في الحنتم والنقير والمزفت والدباء لأنها يسرع الاختمار إلى نبيذها .
والمراد بالأنصاب هنا عبادة الأنصاب . والمراد بالأزلام الاستقسام بها لأن عطفها على الميسر يقتضي أنها أزلام غير الميسر .
قال في الكشاف : ذكر الأنصاب والأزلام مع الخمر والميسر مقصود منه تأكيد التحريم للخمر والميسر . وتقدم الكلام على الخمر والميسر في آية سورة البقرة وتقدم الكلام على الأنصاب عند قوله تعالى ( وما ذبح على النصب ) والكلام على الأزلام عند قوله ( وأن تستقسموا بالأزلام ) في أول هذه السورة . وأكد في هذه الآية تحريم ما ذبح على النصب وتحريم الاستقسام بالأزلام وهو التحريم الوارد في أول السورة والمقرر في الإسلام من أول البعثة .
والمراد بهذه الأشياء الأربعة هنا تعاطيها كل بما يتعاطى به من شرب ولعب وذبح واستقسام .
والقصر المستفاد من ( إنما ) قصر موصوف على صفة أي أن هذه الأربعة المذكورات مقصورة على الاتصاف بالرجس لا تتجاوزه إلى غيره وهو ادعائي للمبالغة في عدم الاعتداد بما عدا صفة الرجس من صفات هذه الأربعة . ألا ترى أن الله قال في سورة البقرة في الخمر والميسر ( قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ) فأثبت لهما الإثم وهو صفة تساوي الرجس في نظر الشريعة لأن الإثم يقتضي التباعد عن التلبس بهما مثل الرجس . وأثبت لهما المنفعة وهي صفة تساوي نقيض الرجس في نظر الشريعة لأن المنفعة تستلزم حرص الناس على تعاطيهما فصح أن للخمر والميسر صفتين . وقد قصر في آية المائدة على ما يساوي إحدى تينك الصفتين أعني الرجس فما هو إلا قصر ادعائي يشير إلى ما في سورة البقرة من قوله ( وإثمهما أكبر من نفعهما ) فإنه لما نبهنا إلى ترجيح ما فيهما من الإثم على ما فيهما من المنفعة فقد نبهنا إلى دحض ما فيهما من المنفعة قبالة ما فيهما من الإثم حتى كأنهما تمحضا للاتصاف ب ( فيهما إثم ) فصح في سورة المائدة أن يقال في حقهما ما يفيد انحصارهما في أنهما ( فيهما إثم ) أي انحصارهما في صفة الكون في هذه الظرفية كالانحصار الذي في قوله ( إن حسابهم إلا على ربي ) أي حسابهم مقصور على الاتصاف بكونه على ربي أي انحصر حسابهم في معنى هذا الحرف . وذلك هو ما عبر عنه بعبارة الرجس .
والرجس الخبث المستقذر والمكروه من الأمور الظاهرة ويطلق على المذمات الباطنة كما في قوله ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) وقوله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) . والمراد به هنا الخبيث في النفوس واعتبار الشريعة . وهو اسم جنس فالإخبار به كالإخبار بالمصدر فأفاد المبالغة في الاتصاف به حتى كأن هذا الموصوف عين الرجس . ولذلك أفرد ( رجس ) مع كونه خبرا عن متعدد لأنه كالخبر بالمصدر .
A E ومعنى كونها من عمل الشيطان أن تعاطيها بما تتعاطى لأجله من تسويله للناس تعاطيها فكأنه هو الذي عملها وتعاطاها . وفي ذلك تنفير لمتعاطيها بأنه يعمل عمل الشيطان فهو شيطان . وذلك مما تأباه النفوس .
والفاء في ( فاجتنبوه ) للتفريع وقد ظهر حسن موقع هذا التفريع بعد التقدم بما يوجب النفرة منها . والضمير المنصوب في قوله ( فاجتنبوه ) عائد إلى الرجس الجامع للأربعة . و ( لعلكم تفلحون ) رجاء لهم أن يفلحوا عند اجتناب هذه المنهيات إذا لم يكونوا قد استمروا على غيرها من المنهيات . وتقدم القول في نظيره عند قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) . وقد بينت ما اخترته في محمل ( لعل ) وهو المطرد في جميع مواقعها وأما المحامل التي تأولوا بها ( لعل ) في آية سورة البقرة فبعضها لا يتأتى في هذه الآية فتأمله