وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون " كان استعجال العذاب استهزاء منهم وتكذيبا والنضر بن الحرث هو الذي قال : اللهم أمطر علينا حجارة من السماء كما قال أصحاب الأيكة : فأسقط علينا كسفا من السماء " ولولا أجل " قد سماه الله وبينه في الوح لعذابهم وأوجبت الحكمة تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى " لجاءهم العذاب " عاجلا . والمراد بالأجل : لما روي أن الله تعالى وعد رسول الله A أن يعذب قومه ولا يستأصلهم وأن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة . وقيل : يوم بدر . وقيل : فنائهم بآجالهم " لمحيطة " أي ستحيط بهم " يوم يغشيهم العذاب " أو هي محيطة بهم في الدنيا : لأن المعاصي التي توجبها محيطة بهم . أو لأنها مآلهم ومرجعهم لا محالة فكأنها الساعة محيطة بهم . و " يوم يغشاهم " على هذا منصوب بمضمر أي : يوم يغشاهم العذاب كان كيت وكيت . " من فوقهم ومن تحت أرجلهم " كقوله تعالى : " لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل " الزمر : 16 ، " ويقول " قرئ بالنون والياء " بما كنتم تعلمون " أي جزاءه .
" يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإياي فاعبدون " معنى الآية : أن المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمش له أمر دينه كما يحب فليهاجر عنه إلى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلبا وأصح دينا وأكثر عبادة وأحسن خشوعا . ولعمري إن البقاع تتفاوت في ذلك التفاوت الكثير ولقد جربنا وجرب أولونا فلم نجد فيما درنا وداروا : أعون على قهر النفس وعصيان الشهوة وأجمع للقلب المتلفت وأضم للهم المنتشر وأحث على القناعة وأطرد للشيطان وأبعد من كثير من الفتن وأضبط للأمر الديني في الجملة - من سكنى حرم الله وجوار بيت الله فلله الحمد على ما سهل من ذلك وقرب ورزق من الصبر وأوزع من الشكر . وعن النبي A من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض ؛ استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد وقيل : هي في المستضعفين بمكة الذين نزل فيهم : " ألى تكن أرض الله واسعة فتهاجوا فيها " النساء : 97 وإنما كان ذلك لأن أمر دينهم ما كان يستتب لهم بين ظهراني الكفرة " فإيي فاعبدون " في المتكلم نحو : إياه ضربته في الغائب وإياك عضتك في المخاطب . والتقدير : فإياي فاعبدوا : فاعبدون . فإن قلت : ما معنى الفاء في " فاعبدون " وتقديم المفعول ؟ قلت : الفاء جواب شرط محذوف ؛ لأن المعنى : إن أرضى واسعة فإن لم تخلصوا العبادة لي في أرض فاخلصوها لي في غيرها ثم حذف الشرط وعوض من حذفه تقديم المفعول مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص .
" كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون " لما أمر عباده بالحرص على العبادة وصدق الاهتمام بها حتى يتطلبوا لها أوفق البلاد وإن شسعت أتبعه قوله : " كل نفس ذائقة الموت " أي واجدة مرارته وكربه كما يجد الذائق طعم المذوق . ومعناه : إنكم ميتون فواصلوا إلى الجزاء ومن كانت هذه عاقبته لم يكن له بد من التزود لها والاستعداد بجهده .
" والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرقا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون " " لنبوئنهم " لننزلنهم " من الجنة " علالي . وقرئ لنثوينهم من الثواء وهو النزول للإقامة . يقال : ثوى في المنزل وأثوى هو وأثوى غيره وثوى : غير متعد فإذا تعدى بزيادة همزة النقل لم يتجاوز مفعولا واحدا نحو : ذهب وأذهبته . والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف : إما إجراؤه مجرى لننزلنهم ونبوئنهم . أو حذف الجار وإيصال الفعل : أو تشبيه الظرف المؤقت بالمبهم . وقرأ يحيى بن وثاب : فنعم بزيادة الفاء " الذين صبروا " على مفارقة الأوطان والهجرة لأجل الدين . وعلى أذى المشركين وعلى المحن والمصائب وعلى الطابعات وعن المعاصي وعلى ربهم يتوكلون ولم يتولكوا في جميع ذلك إلا على الله تعالى .
" وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم "