وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وما كنت نتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمنك إذا لا رتاب المبطلون بل هو ءايت بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بئايتنا إلا الظالمون " وأنت أمي ما عرفك أحد قط بتلاوة كتاب ولاخط " إذا " لو كان شئ من ذلك أي من التلاوة والخط " لارتاب المبطلون " من أهل الكتاب وقالوا : الذين نجده في كتبنا أميلا يكتب ولا يقرأ وليس به . أو لارتاب مشركو مكة وقالوا : لعله تعلمه أو كتبه بيده . فإن قلت : لم سماهم مبطلين ولو لم يكن أميا وقالوا : ليس بالذي نجده في كتبنا لكانوا صادقين محقين ؟ ولكان أهل مكة أيضا على حق في قولهم لعله تعلمه أو كتبه فإنه رجل قارئ كاتب ؟ قلت : سماهم مبطلين لأنهم كفروا به وهو أمي بعيد من الريب فكأنه قال : هؤلاء المبطلون في كفرهم به لو لم يكن أميات لارتابوا أشد الريب فحين ليس بقارئ كاتب فلا وجه لارتيابهم . وشئ آخر : وهو أن سائر الأنبياء عليهم السلام لم يكونوتا أميين ووجب الإيمان بهم وبما جاؤوا به لكونهم مصدقين من جهة الكيم بالمعجزات فهب أنه قارئ كاتب فمالهم لم يؤمنوا به من الوجه الذين آمنوا منه بموسى وعيسى عليهما السلام ؟ على أن المنزلين ليسا بمعجزين وهذا المنزل معجز فإذا هم مبطلون حيث لم يؤمنوا به وهو أمي ومبطلون لو لم يؤمنوا به وهو غير أمي . فإن قلت : ما فائدة قوله : " بيمينك " قلت ذكر اليمين وهي الجارحة التي يزاول بها الخط : زيادة تصوير لما نفى عنه من كونه كاتبا . ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات ؛ رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمنه كان أشد لإثباتك أنه - ولى كتبته فكذلك النفي " بل " القرآن " ءايات بينات في صدور " العلماء به وحفاظه وهما من خصائص القرآن : كون آياته بينات الإعجاز وكونه محفوظا في الصدر يتلوه أكثر الأمة ظاهرا : بخلاف سائر الكتب فإنها لم تكن معجزات وما كانت تقرأ إلا من المصاحف . ومنه ما جاء في صفة هذه الأمة صدورهم أنا جيلهم " وما يجحد " بآيات الله الواضحة إلا المتوغلون في الظلم المكابرون .
" وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه قل إنما الأيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات والأرض والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون " قرئ آية وأيات أرادوا : هلا أنزل عليه آية مثل ناقة صالح ومائدة عيسى عليهما السلام ونحو ذلك " إنما الأيات عند الله " ينزل أيتها شاء ولو شاء أن ينزل ما تقترحونه لفعل " وإنما أنا نذير " كلفت الإنذار وإبانته بما أعطته من الآيات وليس لي أن أتخير على الله آياته فأقول : أنزل علي آية كذا مع علمي أن الغرض من الآية ثبوت الدلالة والآيات كلها في حكم آية واحدة في ذلك ثم قال : " أولم يكفهم " آية مغنية عن سائر الآيات - إن كانوا طالبين للحق غير متعنتين - هذا القرآن الذي تدوم تلاوته عليهم في كل مكان وزمان فلا يزال معهم آية ثابتة لا تزول ولا تضمحل . كما تزول كل آية بعد كونها وتكون في مكان دون مكان إن في ذلك إن في مثل هذه الآية الموجودة في كل مكان وزمان إلى آخر الدهر " لرحمة " لنعمة عظيمة لا تشكر وذكرى وتذكرة " لقوم يؤمنون " وقيل : أولم يكفهم يعني اليهود : أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم بتحقيق ما في أيديهم من نعتك ونعت دينك . وقيل : إن ناسا من المسلمين أتوا رسول الله A بكتف قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود فلما أن نظر إليها ألقاها وقال : كفى بها حماقة قوم أو ضلالة فقوم أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم فنزلت . والوجه ما ذكرناه " طفى بالله بيني وبينكم شهيدا " أني قد بلغتكم ما أرسلت به إليكم وأنذرتكم وأنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب " يعلم ما في السموات والأرض " فهو مطلع على أمري وأمركم وعالم بحقي وباطلكم " والذين ءامنوا بالباطل " منكم وهو ما عبدون من دون الله " وكفروأ " وآياته " أولئك هم الخاسرون " المغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان إلا أن الكلام ورد مورد الإنصاف كقوله : " وإنا وإياكم لعلى هدى أو ضلال مبين " سبأ : 24 وكقول حسان : فشركما لخيركما الفداء وروى أن كعب بن الأشرف وأصحابه قالوا : يا محمد من يشهد لك بأنك رسول الله فنزلت