وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لما أمر رسول الله A من أسلم بمكة بالهجرة خافوا الفقر والضيعة . فكان يقول الرجل منهم : كيف أقدم بلدة ليس لي فيها معيشة فنزلت . والدابة : كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أو لم تعقل . " لا تحمل رزقها " لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله " الله يرزقها وإياكم " أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ولا يرزقكم أيضا أيها الأقوياء إلا هو وإن كنتم مطليقين لحمل أرزاقكم وكسبها لأنه لو لك يقدركم ولم يقدر لكم أسباب الكسب لكنتم أعجز من الدواب التي لا تحمل وعن الحسن " لا تحمل رزقها " لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله . وعن ابن عيينة : ليس شئ يخبأ إلا الإنسان والنملة والفأرة . وعن بعضهم : رأيت البلبل يحتكر في حضنيه . ويقال : للعقعق مخابئ إلا أنه ينساها " وهو السميع " لقولكم : نخشى الفقر والضيعة " العليم " بما في شمائركم .
" ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون " الضمير في " سألتهم " لأهل مكة " فأنى يؤفكون " فكيف يصرفون عن توحيد الله وأن لا يشركوا به مع إقرارهم بأنه خالق السموات والأرض .
" الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم " قدر الرزق وقتره بمعنى إذا ضيقه . فإن قلت : الذي رجع إليه الضمير في قوله " ويقدر له " هو من يشاء فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد . قلت : يحتمل الوجهين جميعا : أن يريد ويقدر لمن يشاء فوضع الضمير موضع منيشاء لأن " من يشاء " مبهم غير معين فكان الضمير مبهما مثله وأن يريد تعاقب الأمرين على واحد على حسب المصلحة " إن الله بكل شئ عليم " يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم .
" ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون " استحمد رسول الله A علىأنه ممن أقر بنحو ما أقروا به ؛ ثم نفعه ذلك في توحيد الله ونفي النداد والشركاء عنه ولم يكن إقرارا عاطلا كإقرار المشركين ؛ وعلى أنهم أقروا بما هو حجة عليهم حيث نسبوا النعمة إلى الله وقد جعلوا العبادة للصنم ثم قال : " بل أكثرهم لايعقلون " ما يقولون وما فيه من الدلالة على بطلان الشرك وصحة التوحيد . أو لا يعقلون ما تريدج بقولك الحمد لله ولا يفطنون لم حمدت الله عند مقالتهم ؟ " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الأخر لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " " هذه " فيها ازدراء للدنيا وتصغير لأمرها وكيف لا يصغرها وهي لا تزن عنده جناح بعوضة . يريد : ما هي - لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم عنها - إلا كما يلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون " وإن الدار الأخرة لهي الحيوان " أي ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها فكأنها في ذاتها حياة . والحيوان : مصدر حي وقياسه حييان فقبلت الياء الثانية واوا كما قالوا : حيوة في اسم رجل وبه سمى ما فيه حياة : حيوانا كما قالوا : اشتر من الموتان ولا تشتر من الحيوان . وفي بناء الحيوان زيادة معنى ليس في بناء الحياة وهي ما في بناء فعلان من معنى الحركة والإضطراب كالنزوان والنغصان واللهبان وما أشبه ذلك . والحياة : حركة كما أن الموت سكون فمجيئه على بناء دال على معنى الحركة مبالغة في معنى الحياة ولذلك اختيرت على الحياة في هذا الموضع المقتضى للمبلغة " لو كانوا يعلمون " فلم يؤثروا الحياة الدنيا عليها .
" فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون "