وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" اتل ما أوحى إليك من الكاتب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " الصلاة تكون لطفا في ترك المعاصي فكأنها ناهية عنها . فإن قلت : كم من مصل أترتكب ولا تنهاه صلاته ؟ قلت الصلاة التي هي الصلاة عند الله المستحق بها الثواب : أن يدخل فيها مقدما للتوبة النصوح متقيأ ؛ لقوله تعالى : " غنما يتقبل الله من المتقين " المائدة : 27 ويصليها خاشعا بالقلب والجوارح فقد روي عن حاتم : كأن رجلي على الصراط والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت من فوقي وأصلي بين الخوف والرجاء ؛ ثم يحوطها بعد أن يصليها فلا يحبطها فهي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر . وعن ابن عباس رضى الله عنهما : من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا . وعن الحسن C : من لم تنهه صلاتع عن الفحشاء والمنكر فليست صلاته بصلاة وهي وبال عليه . وقيل : من كان مراعيا للصلاة جره ذلك إلى أن تنتهي عن الشيئات يوما ما فقد روي أنه قيل لرسول الله A إن فلانا يصلي بالنهار ويسرق بالليل فقال : إن صلاته لتردعه وروي أن فتى من الأنصار كان يصلي معه الصلوات ولا يدع شيئا من الفواحش إلا ركبه فوصف له فقال : إن صلاته ستناه فلم يلبث أن تاب . وعلى كل جال إن المراعي للصلاة لا بد أن يكون أبعد من الفحشاء والمنكر ممن لا يراعيها . وأيضا فكم من مصلين تنهاهم الصلاة عن الفحشاء والمنكر واللفظ لا يقتضي أن لا يخرج واحد من المصلين عن قضيتها كما تقول : إن زيدا ينهى عن المنكر فليس غرضك أنه ينهى عن جميع المناقير وإنما تريد أن هذه الخصلة موجودة فيه وحاصلة منه من غير اقتضاء للعموم " ولذكر الله أكبر " يريد : وللصلاة أكبر من غيرها من الطابعات وسماها بذكر الله كما قال : " فاسمعوا إلى ذكر الله " الجمعة : 9 وإنما قال : ولذكر الله : ليستقل بالتعليل كأنه قال : وللصلاة أكبر لأنها ذكر الله عند الفحشاء والمنكر وذكر نهيه عنهما ووعيده عليهما أكبر فكان أولى بأن ينهى من اللطف الذي في الصلاة . وعن أبي عباس رضى الله عنهما ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته " والله يعلم ما تصنعون " من الخير والطاعة فيثيبهم أحسن الثواب .
" ولا تجادلوا أهل الكتاب آلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولا ئامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلاهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون " " بالتي هي أحسن " بالخصلة التي هي أحسن : وهي مقابلة الخشونة باللين والغضب بالكظم . والسورة بالأناة كما قال : " ادفع بالتي هي أحسن " المؤمنين : 96 ، " إلا الذين ظلموا " فأفرطوا في الاعتداء والعناد ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق . فاستعملوا معهم الغلظة وقيل : إلا الذين آذوا رسول الله A : وقيل إلا للذين أثبتوا الولد والشريك وقالوا : يد الله مغلولة . وقيل معناه ولا تجادلوا الداخلين في الذمة المؤدين للجزية إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا فنبذوا الذمة ومنعوا الجزية فإن أولئك مجادلتهم بالسيف . وعن قتادة : الآية منسوخة بقوله تعالى : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " التوبة : 29 ولا مجادلة أشد من السيف : وقوله : " وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا " من جنس المجادلة بالتي هي أحسن . وعن النبي A : ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقونهم ولا تكذبوهم وقولا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان باطلا لم تصدقوهم وإن حقا لم تكذبوهم .
" وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين ءاتينهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بئايتنا إلا الكافرون " ومثل ذلك الإنزال " أنزلنا إليك الكتاب " أي أنزلناه مصدقا لسائر الكتب السماوية تحقيقا لقوله : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم . وقيل : كما أنزلنا الكتب إلى من كان قبلك أنزلنا إليك الكتاب " فالذي ءاتينهم الكتاب " هم عبد الله بن سلام ومن آمن معه " ومن هؤلاء " من أهل مكة وقيل : أراد بالذين أوتوا الكتاب الذين تقدموا عهد منهم " وما يجحد بئايتنا " مع ظهورها وزوال الشبهة عنها إلا المتوغلون في الكفر المصممون عليه . وقيل : هم كعب بن الأشرف وأصحابه