وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي نوابغ الكلم : صنوان من منح سائله ومن ومن منع نائله وضن . وفيها : طعم الألاء أحلى من المن وهي أمر من الألاء مع المن . والأذى : أن يتطاول عليه بسبب ما أزال إليه : ومعنى 3ثم إظهار التفاوت بين الإنفاق وترك المن والأذى وأن تركهما خير من نفس الإنفاق كما جعل الاستقامة على الإيمان خيرا من الدخول فيه بقوله : " ثم استقاموا " فصلت : 30 . فإن قلت : أي فرق بين قوله : " لهم أجرهم " وقوله فيما بعد : " فلهم أجرهم " ؟ قلت : الموصول لم يضمن ههنا معنى الشرط . وضمنه ثمة . والفرق بينهما من جهة المعنى أن الفاء فيها دلالة على أن الإنفاق به استحق الأجر وطرحها عار عن تلك الدلالة .
" قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين " " قول معروف " رد جميل " ومغفرة " وعفو عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على رده ردا جميلا عذره " خير من صدقة يتبعها أذى " وصح الإخبار عن المبتدأ النكرة لاختصاصه بالصفة " والله غني " لا حاجة به إلى منفق يمن ويؤذي " حليم " عن معاجلته بالعقوبة وهذا سخط منه ووعيد له . ثم بالغ في ذلك بما أتبعه " كالذي ينفق ماله " أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كإبطال المنافق الذي ينفق ماله " رئاء الناس " لا يريد بإنفاقه رضاء الله ولا ثواب الآخرة " فمثله كمثل صفوان " مثله ونفقته التي لا ينتفع بها البتة بصفوان بحجر أملس عليه تراب . وقرأ سعيد بن المسيب : صفوان بوزن كروان " فأصابه وابل " مطر عظيم القطر " فتركه صلدا " أجرد نقيا من التراب الذي كان عليه . ومنه : صلد جبين الأصلع إذا برق " لا يقدرون على شيء مما كسبوا " كقوله : " فجعلناه هباء منثورا " الفرقان : 23 ، ويجوز أن تكون الكاف في محل النصب على الحال : أي لا تبطلوا صدقاتكم مماثلين الذين ينفق . فإن قلت : كيف قال : " لا يقدرون " بعد قوله : " كالذي ينفق " ؟ قلت : أراد بالذي ينفق الجنس أو الفريق الذي ينفق ولأن من و الذي يتعاقبان فكأنه قيل : كمن ينفق .
" ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير " " وتثبيتا من أنفسهم " وليثبتوا منها ببذل المال الذي هو شقيق الروح . وبذله أشق شيء على النفس على سائر العبادات الشاقة وعلى الإيمان ؛ لأن النفس إذا ريضت بالتحامل عليها وتكليفها ما يصعب عليها ذلت خاضعة لصاحبها وقل طمعها في اتباعه لشهواتها وبالعكس فكان إنفاق المال تثبيتا لها على الإيمان واليقين . ويجوز أن يراد : وتصديقا للإسلام . وتحقيقا للجزاء من أصل أنفسهم ؛ لأنه إذا أنفق المسلم ماله في سبيل الله علم أن تصديقه وإيمانه بالثواب من أصل نفسه ومن إخلاص قلبه . ومن على التفسير الأول للتبعيض مثلها في قولهم : هز من عطفه وحرك من نشاطه . وعلى الثاني لابتداء الغاية كقوله تعالى : " حسدا من عند أنفسهم " البقرة : 109 ، ويحتمل أن يكون المعنى : وتثبيتا من أنفسهم عند المؤمنين أنها صادقة الإيمان مخلصة فيه . وتعضده قراءة مجاهد : وتبيينا من أنفسهم . فإن قلت : فما معنى التبعيض ؟ قلت : معناه أن من بذل ماله لوجه الله فقد ثبت بعض نفسه ومن بذل ماله وروحه معا فهو الذي ثبتها كلها " وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم " الصف : 11 ، والمعنى : ومثل نفقة هؤلاء في زكائها عند الله " كمثل جنة " وهي البستان " بربوة " بمكان مرتفع . وخصها لأن الشجر فيها أزكى وأحسن ثمرا " أصابها وابل " مطر عظيم القطر " فأتت أكلها " ثمرتها " ضعفين " مثلي ما كانت تثمر بسبب الوابل " فإن لم يصبها وابل فطل " فمطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها . أو مثل حالهم عند الله بالجنة على الربوة ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطل وكما أن كل واحد من المطرين يضعف أكل الجنة فكذلك نفقتهم كثيرة كانت أو قليلة - بعد أن يطلب بها وجه الله ويبذل فيها الوسع - زاكية عند الله زائدة في زلفاهم وحسن حالهم عنده . وقرئ : كمثل حبة و بربوة - بالحركات الثلاث - و أكلها بضمتين