وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " الهمزة في " أيود أحدكم " للإنكار . وقرئ : له جنات وذرية ضعاف . والإعصار : الريح التي تستدير في الأرض ثم تسطع نحو السماء كالعمود . وهذا مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة لا يبتغي بها وجه الله . فإذا كان يوم القيامة وجدها محبطة فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة من أبهى الجنان وأجمعها للثمار فبلغ الكبر وله أولاد ضعاف والجنة معاشهم ومنتعشهم فهلكت بالصاعقة . وعن عمر Bه أنه سأل عنها الصحابة فقالوا : الله أعلم فغضب وقال : قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس Bه : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال : قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك . قال : ضربت مثلا لعمل . قال : لأي عمل ؟ قال : لرجل غني يعمل الحسنات . ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها . وعن الحسن Bه : هذا مثل قل والله من يعقله من الناس شيخ كبير ضعف جسمه وكثر صبيانه أفقر ما كان إلى جنته وإن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا . فإن قلت : كيف قال " جنة من نخيل وأعناب " ثم قال : " له فيها من كل الثمرات " قلت : النخيل والأعناب لما كانا أكرم الشجر وأكثرها منافع خصهما بالذكر وجعل الجنة منهما - وإن كانت محتوية على سائر الأشجار - تغليبا لهما على غيرهما ثم أردفهما ذكر كل الثمرات . ويجوز أن يريد بالثمرات المنافع التي كانت تحصل له فيها كقوله : " وكان له ثمر " الكهف : 34 ، بعد قوله : " جنتين من أعناب وحففناهما بنخل " الكهف : 32 ، فإن قلت : علام عطف قوله : " وأصابه الكبر " ؟ قلت : الواو للحال لا للعطف . ومعناه أن تكون له جنة وقد أصابه الكبر . وقيل : يقال : وددت أن يكون كذا ووددت لو كان كذا فحمل العطف على المعنى كأنه قيل : أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر .
" يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد " " من طيبات ما كسبتم " من جياد مكسوباكم " ومما أخرجنا لكم " من الحب والثمر والمعادن وغيرها . فإن قلت : فهلا قيل : وما أخرجنا لكم عطفا على " ما كسبتم " حتى يشتمل الطيب على المكسوب والمخرج من الأرض ؟ قلت معناه : ومن طيبات ما أخرجنا لكم إلا أنه حذف لذكر الطيبات " ولا تيمموا الخبيث " ولا تقصدوا المال الرديء " منه تنفقون " تخصونه بالإنفاق وهو في محل الحال . وقرأ عبد الله : ولا تأمموا وقرأ ابن عباس : ولا تيمموا بضم التاء . ويممه وتيممه وتأممه سواء في معنى قصده " ولستم بآخذيه " وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم " إلا أن تغمضوا فيه " إلا بأن تتسامحوا في أخذه وتترخصوا فيه من قولك : أغمض فلان عن بعض حقه إذا غض بصره . ويقال للبائع : أغمض أي لا تستقص كأنك لا تبصر . وقال الطرماح : .
لم يفتنا بالوتر قوم ... وللضيم رجال يرضون بالإغماض .
وقرأ الزهري : تغمضوا . وأغمض وغمض بمعنى . وعنه : تغمضوا بضم الميم وكسرها . من غمض يغمض ويغمض . وقرأ قتادة : تغمضوا على البناء للمفعول بمعنى إلا أن تدخلوا فيه وتجذبوا إليه . وقيل : إلا أن توجدوا مغمضين . وعن الحسن Bه : لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه . وعن ابن عباس Bهما : كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه .
" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " أي يعدكم في الإنفاق " الفقر " ويقول لكم أن عاقبة إنفاقكم أن تفتقروا . وقرئ : الفقر بالضم . والفقر - بفتحتين - والوعد يستعمل في الخير والشر . قال الله تعالى : " النار وعدها الله الذين كفروا " الحج : 72 ، " ويأمركم بالفحشاء " ويغريكم على البخل ومنع الصدقات إغراء الآمر للمأمور . والفاحش عند العرب : البخيل " والله يعدكم " في الإنفاق " مغفرة " لذنوبكم وكفارة لها " وفضلا " وأن يخلف عليكم أفضل مما أنفقتم أو ثوابا عليه في الآخرة .
" يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب "