الصَّحْوَةُ الإِسْلامِيَّة مَبادِئُها ... أَوْلَوِياتُها ...
الشيخ طالب حسين الخزرجي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه المبين في سورة محمد آية 2:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياته ورضوانه.
نتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله (ص) وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) وإسبوع الوحدة الإسلامية سائلين الله سبحانه وتعالى أن يمن على المسلمين بالعزة والكرامة والمنعة والقوة والوحدة والإنتصار ويهزم أعدائهم ويخذل مناوئيهم ويذيقهم الذل والهوان والإنكسار.
و نتقدم بالشكر الوافر للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الذي يقوم بجهوده الكبيره والمستمرة على انعقاد هذه اللقاءات المباركة وأخص بالذكر سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري (حفظه الله) ومعاونيه. هذه المؤتمرات التي يجتمع فيها نخبة من علماء الأمة الإسلامية ومفكريها ومثقفيها من شتى البقاع ليتناولوا ما يهم الأمة من تقريب وتعاون وتنسيق لتساهم في لمِّ شمل أمتنا الإسلامية. سائلين الله تعالى أن يتقبل أعمالهم بأحسن القبول ويوفقهم والعاملين جميعاً ويسدد خطاهم لما فيه الصلاح والنجاح إنه نعم المولى ونعم النصير.
قال الله تعالى في سورة آل عمران آية 101وَمَن يَعْتَصِم باللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
مما لا شك فيه أن نزول الإسلام أحدث نقلة حقيقة في حياة الناس نحو الله سبحانه وتعالى بعد ما كانوا غارقين في وحول الجهل والخرافات والظلم والفساد والعدوان وشن الحروب والغارات وسفك الدماء لأسباب تافهة، إضافة لما كان يعانيه المجتمع الجاهلي في دهاليز الظلام المختلفة والمتعددة من عبادة الأصنام والأوثان واحتقار وإهانة المرأة وعدم كرامة الإنسان وشيوع الأفكار المنحرفة وتحكمها في مفاصل الحياة في هذه الأجواء المظلمة والحالكة والمعتمة تفجَّر نور الإسلام وبزغ أشعائه على يد النبي محمد (ص) وببركة بعثته ودعوته وجهده وجهاده إنحسر الشر وعم الخير وساد الأمن والأمان وتحمل من أجل ذلك الكثير ليبني أمة التوحيد ويؤسسها على أساس الإسلام وينهي بذلك معالم الجاهلية البغضاء.
يقول تعالى في سورة آل عمران آية 103: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
هذه الآية تصور الحالة التي كان يعيشها المجتمع الجاهلي انذك وكيف أسس رسول الله (ص) أمة تجمعها عقيدة إلهية إسلامية ينبثق عنها نظام كامل وشامل لكل شؤون الحياة يتعمق فيها الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراءة من الأعداء وعلى هذا الأساس أخذت هذه الأمة تتوسع وتكبر وتبني الإنسان والمجتمع وأصبحت بذلك تياراً إسلاميا قوياً واضحاً متميزاً ورسول الله (ص) يغذيها ويقويها ويمدها بالتعاليم والآيات البينات ويعمق فيها روح الإيمان والإسلام (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - سورة الأنفال، آية 46) وعلى أساس ذلك قام رسول الله (ص) بتأسيس أمةٍ قويةٍ متماسكة بفترة زمنية قياسية مثالية وأوجد (ص) فيها صحوةً عظيمةً إنسانيةً في كافة المجالات الحياتية تفتخر بها البشرية على مر العصور وأصبحت قاعدة متينة وثابتة وقوية تستمد منها الصحوات والنهضات والثورات التي تقوم بها الشعوب المتطلعة نحو الحرية والكرامة فيها وتفجر فيها منابع الخير والعزة والعودة المحمودة إلى ربوع الإسلام.
و الصحوة الإسلامية اليوم تستمد عزمها وتثبت هويتها وإنتمائها الحقيقي فتشق طريقها بين الشعوب وتفتح العقول وتنور الأفكار ولابد من معرفة مقدماتها ومستلزماتها في هذا المجال ومنها:
* تأصيل المفاهيم الإسلامية الأساسية حتى لا يعيش الناس حالة الإضطراب والتأرجح وأن تعيش الوضوح لتكون إنطلاقتها ومسيرتها ونهجها ومواقفها تبعاً لذلك لأن الإنسان حينما يعيش على قاعدة قوية ومتينة من المعرفة والوضوح ينعكس ذلك على حياته وسيرته ومواقفه. لذا يتوجب على مراجع الدين والعلماء الواعين ورجال الفكر والثقافة ورموز الوعي والحركة أن يقوموا بتثبيت المفاهيم الإسلامية الأصيلة لتلتقي الأمة على أساسها وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته كل من موقعه وعلى مراكز الدراسات المتخصصة والمؤسسات الثقافية والفكرية والحركية أن تتعاضد فيما بينها ولا تدخر جهداً في ذلك لرفد حركة الإنسان والأمة بالمفاهيم الأصيلة لتشمل كل المنظومة الفكرية للرسالة الإسلامية بعيداً عن الخصوصيات المناطقية أو القومية أو المذهبية أو الطائفية أو العرقية وبذلك نهيئ ونؤسس لمشروع إسلامي واحد وإستراتيجية موحدة تجمع كل أبناء الأمة وحركاتها وإتجاهاتها في خطوطها العريضة الواسعة مع الحفاظ على الجزئيات لكل جماعةٍ، وهذه من المقدمات الأساسية التي ينبغي أن يسعى إليها ويهتم بها رجال الصحوة الإسلامية ودعاتها ويزرعوا ويؤسسوا في عقول الناس وأفكارهم المبادئ والقواعد الأصيلة للحركة ويشجعوا على إنتاج الأفكار المبدعة ولا يتركوا الناس يعملون بعقول غيرهم ويهملوا عقولهم ودورهم في الحياة وأن لا يتحولوا إلى مستهلكين مستسلمين لأفكار الغير وأطروحات الآخرين ويحركوا فيهم حالة إنتاج الأفكار العملية المبدعة والرائعة والسامية والمدروسة والناضجة ومن النواحي كافة السياسية منها والإقتصادية والتربوية والإجتماعية والحركية وغيرها مما تصقل عقل الإنسان وحركته وصحوته ويعيش دائماً حالة الإبداع والإنتاج الفكري بشكل دائمٍ ومستمر ومثمر.
* الوحدة الإسلامية ومحاربة الفرقة من الأولويات التي يجب أن يضعها الإسلاميون نصب أعينهم والتي تعتبر خزيناً عظيماً مليئاً بالقوة والحيوية والقدرة الكبيرة والعطاء الفذ بعد تشخيص قضايا المسلمين الكبيرة المشتركة التي يتحدانا الأعداء بها دائماً، فنتوحد على أساس هذه القضايا، ولا أقصد بالوحدة الإسلامية أن تتجرد كل جماعة أو مذهب عن خصوصياته ومبادئه فلكل متبنياته ومعتقداته ولكن نجتمع ونلتقي على أساس القواسم المشتركه ونشخصها بشكل دقيق ونتفق ونجتمع عليها فهي ضرورةٌ حتميةٌ تفرضها رسالتنا والواقع الذي نعيشه. وهذا المبدء من سُلَّم الأوليات. يقول تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ويقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ويقول الرسول الأعظم (ص): (مَثَلُ المؤْمِنينَ في توادِّهِم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ الواحِدِ إذا اشْتَكى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعى لَهُ سائِرُ الجِسْمِ بالحُمَّى والسَّهَر) وهذا ما يدعونا إلى التعرف على الأسس التي تجمعنا لنلتقي ونتقوى ونمضي في مشروعنا ونتمسك بالمبادئ الجامعة وما أكثرها ومنها مبدأ الأخوة الدينية والإسلامية والإيمانية ومبدأ التعايش المشترك والمصير الواحد ومعرفة العدو المشترك وطبيعته وحجمه وأساليبه ومبدأ القضايا والمصالح المشتركة العامة.
* التمسك بالقضية الفلسطينية، التي تعتبر من القضايا المركزية والأساسية والمحورية التي تجتمع الأمة على أساسها وهي القضية الأم التي يلتقي عليها المسلمون جميعاً ويجب أن تمثل الموقع الأهم في حركتهم السياسية والمصيرية ويضعوها نصب أعينهم ولا ينشغلوا بمشاكلهم الجزئية والشخصية وأوضاعهم الوطنية لأن ذلك يترك تأثيراً سلبياً على واقعنا الإسلامي عندما تضعف وتهتز ويسجل للعدو الإسرائيلي فيها تقدماً لصالحه. كما أنها تعطي دفعاً وقوةً عندما يكون لنا حضوراً إيجابياً ويسجل لنا نصراً وحركةً نحو الأمام وهذا ما يدعونا إلى دعم كل أشكال المقاومة المسلحة والمقاومة السياسية والإعلامية والمالية وإذا أردنا أن نقوي ونوسع من القضية الفلسطينية لابد من أن نخرجها من إطارها الضيق إلى إطارها الواسع لتشمل العالم الإسلامي أجمع ونسعى بإتجاه تحريرها وإنقاذها من واقعها المؤلم والمزري.
* محاربة الجهل والأُمِيَّةِ والتدني الثقافي، التي تعرضت لها أمتنا الإسلامية من أثر الغزوات الثقافية الغربية والتي جعلت من الجهل والأُمِيَّةِ النسبة الأكبر أن لم تكن هي السائدة في كافة المجالات السياسية والثقافية والفكرية والأخلاقية والإيمانية وبذلك نرفع من مستوى الصحوة ونضمن بذلك ديمومتها وعدم توقفها أو تراجعها أو إنحرافها أو الإلتفاف حولها وهذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة ومتضافرة ومجتمعة وموحدة ومنسقه بشكل دائم ومستمر ومنظم.
* الإعتماد على الجماهير التي تعتبر الذخيرة الكبيرة والقوة المباركة والصرخة المدوية والفعل المؤثر وقد أودع الله فيها الطاقات العظيمة والإمكانيات الضخمة والقيام بتوجيه عقولها ومشاعرها وحركتها وطاقاتها نحو الأهداف النبيلة والسامية وتوجيهها التوجيه الصحيح الذي يتم الإعتماد عليها كلياً بعد الاعتماد على الله تعالى وعدم الإتكال على الدعم الخارجي أو التسكع على أبواب الأنظمة الخارجية وهذا يتطلب رسم خطةٍ إستراتيجية ثابتة تعمل على أساس الفعل المدروس والمنهجي الذي يصب في صالح الصحوة الإسلامية المباركة ولا تعمل على أساس ردود الأفعال فقط.
* محاربة الفساد والإنحراف الذي يعتبر من الآفات الكبيرة والأمراض المدمرة لصحوة الأمة ونهضتها والذي أخذ أبعاد كثيرة متعددة كالفساد الفكري والثقافي والمعرفي والروحي والأخلاقي وغيرها التي تحط من إنسانية الإنسان وكرامته وحيويته وحركته وعنفوانه لأن ذلك يشل حركة الإنسان والمجتمع بل يميتها ويقتلها نهائياً، ولا يخفى أن الإنحراف والفساد يجر إلى إنحرافات كثيرة ومفاسد متعددة وخطيرة وبالتالي سيفسد عطاء الأمة وصحوتها وحركتها وبالتالي يظهر على مواقفها بالضعف والتراجع والتخاذل والذلة والإنهزام.
* محاربة الخرافات والبدع الدخيلة على رسالتنا والغريبة على أمتنا التي تتنافى كليَّاً مع إسلامنا وديننا الحنيف فيجب ضخ الأمة بالوعي الإسلامي الاصيل المستمر والمتجدد والحضاري وتطهير المجتمع من كل مظاهر الخرافات والبدع لأن وجودها مشوه ومعرقلٌ ومثبطٌ ومضعفٌ للصحوة الإسلامية ويمنع الحركة من السير قُدماً نحو الأمام لأنها تنخر في جسد الأمة الإسلامية وتبعدها عن إسلامها الأصيل إضافةً إلى أنها لا تعطي صورةً مشوقةً ومشرقةً للصحوة الإسلامية، بل العكس من ذلك.
* التسلح بسلاح العلم والوعي والبصيرة ومعرفة الواقع ومتطلبات الساحة والمواجهة لأنه ضمانة لطهارة وسلامة وديمومة الحركة والصحوة الإسلامية وتتحول إلى حركةٍ دائميةٍ واعيةٍ ثابتةٍ قوية في مواقفها، بصيرةٌ في حركتها، واعية لأهدافها، مضحيةٌ لرسالتها، عالمةٌ بعملها وعلى بينةٍ من أمرها لا تخاف في الله لومة لائم لا تتأثر بالإعلام المضاد وبالتشويش الدائم، تسير على هدىً من ربها ولا تعطي ولائها للمجهول بل أن ولائها على أساس علمها ووعيها وإرتباطها بخالقها ورسالتها وتعطيه إلى علماءها العاملين المجاهدين المخلصين لله وللجهات النزيهة التي تحمل مبادئها وتحقق طموحها والتي تتمتع بتاريخ جهادي ناصع وحاضر يشهد بالتقوى والإستقامة فعن الإمام زين العابدين (ع): ( أنَّ العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ). إنَّ إدراك المقدمات والضروريات ووعيها وتثبيتها والعمل على أساسها من المهمات الكبرى التي يجب تشخيصها من قبل العلماء العاملين والنخب الواعية من المثقفين والمفكرين والأكادميين من أبناء الأمة الإسلامية لكي ترسم لها الطريق والنهج الواضح وعدم استهلاك الجهود بأمورٍ هامشيةٍ وجانبية لا جدوى فيها والعدو يتربص بنا الدوائر ويحيطنا من كل جانب.
* المبادرة والشجاعة من المقدمات الهامة للصحوة الإسلامية هو كسر حاجز الخوف والرهبة والقوة المصطنعة والهالة الكاذبة التي وضعها الحكم والحاكم المنحرف والسلطان الجائر والإستعداد للمواجهة بكل الإمكانيات والتمتع بالشجاعة والإستحضار الدائم لسلطان الله وقوته وعظمته ليصغر ما دون ذلك أمامه وهذا لا بد من أن يظهر على سلوكه وحركته ومواقفه وإن هذا الإيمان أعظم رصيد وخير زاد في إقامة الحق والعدل ومحاربة الباطل والظلم لنيل السعادة والعزة والكرامة وهذا الأمر عظيم وأن الله قد كرَّم حاملها والداعي إليها وأوعده بعواقب حسنةٍ ونتائج طيبة في الدنيا والآخرة.
إن السياسات المنغلقة والمنحرفة والخاطئة والمشبوهة والمقصودة وهدر الأموال في المشاريع الشخصية التي لا تمس الحاجة وإستخدام الإرهاب والإرعاب بكل أنواعه وهدر الكرامات وحبس الأنفاس وملاحقة الأبرياء وزجهم في السجون وتعذيبهم بشتى أنواع التعذيب وإهانتهم وتصفيتهم جسدياً وإستغلال الثروات والإمكانيات في القمع والسيطرة مما أدى إلى تصعيد حالة التذمر والهيجان والغضب عند المظلومين والثأر المقدس من القتله والمجرمين الذين هدروا الكرامات وكبتوا الحريات واستغلوا المناصب والمواقع وحولوها إلى مصادر قوة للقمع والقدرة والتكبر والغرور والخيلاء والتجبر والطغيان على الضعفاء ولم يبالوا بالتقرب والإرتباط بأعداء الأمة والمحتلين الصهاينة والمستكبرين وعدم إحترام مشاعر الأمة ويقابله بالطرف الآخر من حالات بائسة يعيشها عامة الناس من الفقر الشديد والبطالة المنتشرة والحاجات الشديدة والكثيرة والكبيرة ومساوئ كبيرة لا تطاق وقد وصلت إلى حدود الإنفجار مما حدا ببروز الصحوة وتفجيرها بشكل قوي ومؤثر حتى أطاحت برؤوس عميلة وأنظمة جائرة وحكومات فاسدة حتى باتت الشعوب مالكةً لزمام المبادرة وتوجية الأحداث والوقائع، فعلى الشعوب أن تبقى على يقظتها مستمرة في وعيها لا تتنازل عن أهدافها تعيش حالة الوعي الدائم لما يحاك ضدها وما يتآمر عليها أو يلتف حولها فتسرق بذلك جهود الملايين من أبناء الأمة ويقطف ثمار الشهداء والجرحى والمعوقين والثكالى والأيتام ويتحكم بها أعداء الأمة ثانيةً.
الإلتزام بالنهج الإسلامي الوسطي يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيَكُون الرَّسُول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) من المرتكزات والمقدمات الهامة هو الإلتزام بالنهج الإسلامي الرباني المعتدل والإبتعاد عن الأساليب القمعية والإرهابية بكل أنواعها والحذر من الإضطهاد الفكري والثقافي والديني وإستخدام العنف والقتل والاعتداء على الأموال العامة والخاصة وحرمة (الدم والمال والعرض) وعدم التعدي على حقوق الآخرين بإسم الصحوة، فالصحوة ليست فوضى ولا عدوان ولا عبث ولا خراب ولا دمار بل هي بناءٌ ورسالةٌ مقدسة وقيمٌ سامية وأخلاقٌ فاضلة ومثلٌ عليا يسعى المؤمنون من خلالها تحسين الحياة كلها وإصلاحها نحو الأفضل.
لذلك لابد من معرفة مقدمات الصحوة وأسباب تقويتها وتقويم نهجها ومسيرها والصعوبات والعقبات التي تعترضها وتواجهها وإنَّ من مستلزمات الصحوة هو الإستعداد والتهيء للمواجهة بكل الإمكانيات والأشكال لأننا لا نتوقع من الصهيونية العالمية والإستكبار العالمي وأذنابه أن يقفوا مكتوفي الأيدي بل أنه سيبذلون كل جهودهم ويكونوا معسكراً واحداً ويجمعوا كل طاقاتهم لإزالة هذه الصحوة أو تضعيفها أو تفريقها أو عرقلتها بشتى السبل والطرق ولا يدعوها تمضي إلى الأمام بل سيواجهونها بكل إمكانياتهم. فعلى الأمة الإسلامية أن تضع كل ذلك في حسابها والمعركة مستمرة وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
يقول تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) سورة العنكبوت، آية 69
يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) سورة محمد، آية 7
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارسال نظر