وحدة الأمة للدفاع عن المسجد الأقصى
مي صبحي الخنساء[1]
الملخّص:
واجب الدفاع عن المسجد الأقصى وتحريره، واجب تغافل عنه المسلمون في هذا الزمن الذي انتشرت به العمالة والرضوخ للشيطان الأكبر وللصهيونية، واقصد معظم دول الخليج التي ارتمت تحت اقدام الصهيونية . ولا بد من التذكير ان واجب الدفاع عن الأقصى الشريف هي مشكلة الدول الإسلامية جمعاء، وليست مشكلة دولة محددة بذاتها، أي انها ليست مشكلة دولة فلسطين، علما ان بعض الدول العربية بالتنسيق مع دول أوروبية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية وباشراف وإدارة صهيونية يحاولون الإجهاز على فلسطين وعلى قضيتها المقدسة، وبالتالي القضاء على المسجد الأقصى نظرا لاهميته ولرمزيته .
إن الدفاع عن المسجد الأقصى هو واجب كل من ينتمي للأمة الاسلامية جمعاء، أي الموحدون لأن تاريخ المسجد الأقصى هو تاريخ الأنبياء، وهو إرث الأنبياء قاطبة بدون استثناء هذا المسجد الذي يمثل سلسلة تاريخ الوحيد، الذي كان الإسلام أخر حلقات.
إن هذا المسجد هو جزء من عقيدة الأمة، لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، والذي له من المكانة والعظمة في قلوب أهل الإسلام قاطبة. المسجد الأقصى هو أولى القبلتين في الإسلام، فقد توجه المسلمون ما يقرب الستة عشر شهرا إلى المسجد الأقصى قبل أن تحول القبلة إن للمسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين بجميع طوائفهم ومذاهبهم أهمية خاصة ومكانة عظيمة،ً يكُنوّن له الودّ الشديد, والحب العميق، وبالتالي فان واجب المسلمين الدفاع عن المسجد الأقصى الشريف، وتقديم النفس رخيصة فداءا لبقائه، والذود عن حرماته ومقدساته والذهاب الى كل المراجع الدولية في سبيل حمايته والدفاع عنه بهدف رد المعتدين عنه , والعمل على مقاومة المحاولات الصهيونية المستميتة لتهويده و تهويد المنطقة المحيطة به، حيث يعملون على تغيير معالمه، ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية من منطقة القدس الشريف بأكملها .
وفي ظل تجاهل بعض الدول العربية للمسجد الأقصى الشريف وتدهور الحس الديني لأهمية هذا المكان المقدس، شاء المولى ان يمن على المسلمين برجال في الجمهورية الإسلامية الايرانية تعمل في ظل ظروف صعبة وحصار دولي على حماية القدس الشريف وتدعو الى التحرك من اجل ضمان حماية دولية للاماكن المقدسة في فلسطين، من كنيسة البشارة في الناصرة الى كنيسة القيامة، ومن مسجد سيدنا إبراهيم عليه السلام في الخليل الى المسجد الأقصى الشريف.
حيث ان استهداف إسرائيل للمسجد الاقصى والانتهاكات والاعتداءات لا تعد ولا تحصى، وهي لن تتوقف الا بالقوة حيث انها لا تلتزم بالقوانين الدولية لان دول القرار تعامل إسرائيل كاستثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية.
ان بقاء اسرائيل فوق القانون الدولي وبقاء اسرائيل محمية بالفيتو الاميركي على تنفيذها للقرارات الدولية لا سيما المتصلة منها باتفاقية جنيف الرابعة، كل ذلك يجعل اسرائيل تمضي قدما” في تعريض ألاماكن المقدسة للخطر، خصوصا” وان النوايا الاسرائيلية تجاه المسجد الأقصى معروفة ومعلنة.
ان لله عز وجل شاء ان تبدأ رحلة الاسراء والمعراج المحمدية من مكة المكرمة ومن المسجد الحرام وان تنتهى عند المسجد الاقصى، ولم يكن هذا اعتبطا بل كان ذلك بتدبير من رب العالمين حيث قوله تعالى: سُبْحَانَ الذَّي أسَرَى بعِبَدِهِ ليَلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلِىَ الْمَسْجِدِ الْأقَصَى الذَّي باَرَكْناَ حَوْلهَ لِنرُيهَ مِنْ آياَتِناَ إنِهَّ هُوَ السَّمِيعُ الْبصَيرُ(الإسراء1) وان الربط بين مبتدأ الإسراء ومنتهاه، وبعبارة أخرى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهذا الربط له إيحاؤه وتأثيره في وعي الإنسان المسلم وضميره ووجدانه، بحيث لا تنفصل قدسية أحد المسجدين عن قدسية الآخر، ومن فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر، وان استهتار القادة العرب في بعض دول الخليج يعزز خوفنا هذه الايام على المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى .
[1]- رئيسة منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب.
ارسال نظر