لجنة الساعين الى الحضارة الاسلامية الحديثة
الورقة الاولى كانت لاحد اعضاء جامعة المذاهب الاسلامية "علي اميني" تحت عنوان "الجامعة نموذج للوحدة الاسلامية" مشيرا الى نموذج التعايش السلمي بين طلبة جامعة المذاهب الاسلامية حيث خلقت هذه الجامعة اجواء من الاخوة والمحبة والتعاون العلمي والاكاديمي دون اي خلاف ونزاع وهذا النموذج هو اول نموذج في العالم الاسلامي ليحقق التقريب العملي بين اتباع المذهبين السني والشيعي .
وفي المداخلات حول هذه الورقة ايد احد الاستاذة من اهل السنة في ايران عثمان يوسفي استاذ جامعة المذاهب في مدينة سنندج الكردية الايرانية ذات الاغلبية السنية مؤكدا ان الحاجة الى تأسيس مثل هذه الجامعة كان مطروحا منذ عدة اعوام وان هذه التجربة تعتبر احد العناصر والركائز التي يمكن الاعتماد عليها لبناء الحضارة الاسلامية ، مشيرا الى ان جامعة المذاهب الاسلامية اثبتت التعايش السلمي بين اتباع المذاهب خاصة بين الشيعة والسنة ومن الضروري نقل هذه التجربة الى سائر الدول الاسلامية .
وقال انه يمكن ان نستفيد من النشاطات العلمية في الحضارة الاسلامية الاولى ونوع التعاون والتعامل العلمي الذي كان يحكم اجواء تلك المراكز العلمية في الماضي موضحا ان احد العومل التي تساعد على بناء الحضارة الاسلامية هو التبادل العلمي بين جامعات العالم الاسلامي والتعامل بين الجامعة والمجتمع اي نقل التجارب الجامعية وفاكارها ومبادئها الى القاعدة .
واما الدكتور حسني بور الاستاذ السابق في جامعة الزهراء الايرانية وتأكيدا على هذه التجربة قال انه يمكن توظيف النشاطات المختلفة الفنية والثقافية والعلمية وعقد الندوات في تحقيق هذا الهدف .
وحول العناصر التي نحتاجها لبناء الحضارة الاسلامية اشار العالم الديني العراقي البارز الشيخ فؤاد كاظم المقدادي الى ثلاث عناصر نحتاجها لبناء هذه الحضارة نستطيع ان نستخلصها من سيرة الرسول الاعظم (ص) وهي عبارة عن :
1 – المبدأ والعقيدة وهي جوهر الحضارة الاسلامية الحديثة.
2 – مكافحة الظلم والطواغيت والروح الاستكبارية .
3 – تفجير الطاقات البشرية في كل المجالات مع تحمل وتجاوز العقبات .
واكد ان الامام الخميني (ره) الراحل نجح في تأسيس الجمهورية الاسلامية والمكاسب العظيمة التي خرجت منها على اساس هذه العناصر الثلاثة ، وتستمر هذه الجمهورية اليوم بمسيرتها بكل قدرة وقوة .
والورقة المهمة كانت للاخ عباس ابو طالبي حول اراء الكاتب والمفكر ابو الحسن الندوي الذي كتب حول عوامل انحطاط المسلمين في الحضارة الاسلامية الاولى تحت عنوان "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" واهم هذه العوامل العامل الداخلي وهوعبارة : علمانية المجتمع اي ابتعاد الدين عن السياسة وضعف الالتزام بالاحكام والقيم الاسلامية .
واما بالنسبة للعامل الخارجي يرى الندوي ان العامل الخارجي دخل من باب الثقافة والاخلاق مستغلا ضعف الالتزام بالقيم الدينية وعدم تماسك المجتمع الاسلامي وتزايد الاختلاف والفرقة بين المسلمين .
ومن العوامل الاخرى التي ادت الى انحطاط الحضارة الاسلامية الاولى هو فساد الحكام وسوء ادارة الخلافة الاسلامية .
وحول هذا الموضوع جرت مداخلة من قل الدكتور فوزي العلوي من تونس الذي يرى ان المنسي في بناء الحضارة الاسلامية الحديثة هو تطبيق العدالة ولا يمكن تصوراي مقاربة حضارية دون قاعدة عدالية وهذا ما انتهت اليه محاولات الندوي وتلميذه المودودي الى نزعة سلفية لان الحضارة الاسلامية دون قاعدة عدالية تنتهي الى نتقيضها .