قراءة في رواية " الإرشاد " في وصف أمير المؤمنين عليه السلام

قراءة في رواية " الإرشاد " في وصف أمير المؤمنين عليه السلام
قراءة في رواية " الإرشاد " في وصف أمير المؤمنين عليه السلام

لو شئنا الاكتفاء بإيراد بضعة جمل بحق شخصية أمير المؤمنين وأعرضنا عن ذكر التفاصيل عن هذه الشخصية التاريخية الاستثنائية العظيمة - وهي تفاصيل لا تستوفيها الكتب - لقلنا: إنّ أمير المؤمنين (ع) يدخل في عداد الشخصيات المحبوبة اليوم وبالأمس، ليس بين الشيعة فحسب وإنما بين المسلمين كافة، بل وبين أحرار العالم قاطبة حتى من غير المسلمين، وقلّما تجد شخصية كبرى حتى بين الأنبياء الإلهيين حظيت ـ حتى بين غير أتباعها ومريديها ـ بمثل ما حظيت به شخصية أمير المؤمنين (ع) من الثناء والتمجيد.

وليس لبشر غير رسول الله صلى الله عليه وآله استكناه كل أبعاد شخصيّته على الوجه الصحيح، وخاصة الجوانب المعنوية والإلهية منها، وهي جوانب يتعسّر فهمها حتى على الكثير من أولياء اللّه.

بَيْدَ أنّ الأبعاد الظاهرية لشخصيته كان لها من الجذابية والروعة ما جعلها تنال الإعجاب والحب, حتى لدى من لا يفهمون القضايا والأبعاد المعنوية للشخصيات الإنسانية وأولياء اللّه.

كان أمير المؤمنين يتّصف في مختلف أدوار حياته؛ سواء في مقتبل شبابه؛ أي في أوائل بعثة الرسول الكريم، أم في عنفوان شبابه؛ أي في الفترة التي وقعت فيها الهجرة إلى المدينة - وكان حينها شاباً في العشرين ونيّف من العمر - أم في مرحلة ما بعد رحلة الرسول(ص)؛ حينما واجه تلك الابتلاءات والمحن العسيرة، أم في السنوات الأخيرة من حياته، أي في السنوات الخمس الأخيرة من عمره حين أخذ بزمام الخلافة وتصدّى للمسؤولية، كان طوال هذه الخمسين سنة تقريباً، يتّصف بخصائص بارزة يمكن للجميع ـ وخاصة الشباب ـ استقاء الدروس منها.
 
رواية (الإرشاد) في مدح أمير المؤمنين (ع)
على رواية وردت في كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد نذكرها هنا، يقول الراوي: كنّا عند الإمام الصادق (ع)، فجرى ذكر أمير المؤمنين ومدحه [الإمام الصادق (ع)] بما هو أهله.
فيمتدح الإمام الصادق (ع) ـ طبقاً للرواية ـ أمير المؤمنين هكذا:
" والله ما أكل علي بن أبي طالب (ع) من الدنيا حراماً قط حتى مضى إلى سبيله "  أي أنه كان يتجنّب أكل الحرام، ويتّجنب المال الحرام، ويتجنّب المنال الحرام, والمراد طبعاً هو الحرام الحقيقي وليس الحرام المنجز حكمه بالنسبة له؛ أي أنه كان يبتعد حتى عما كان فيه شبهة, وقد وضعوا أمامنا هذه الأمور كتعاليم ومثالاً عملياً، والأهم من ذلك كمثال فكري.

وأقرّ الإمام الصادق والإمام الباقر والإمام السجّاد بأنهم لا يستطيعون العيش بالشكل الذي عاشه الإمام علي، فما بالك إذا وصل الدور لأناس، من أمثالي.

" وما عرض له أمران كلاهما لله رضاً إلاّ أخذ بأشدّهما عليه في بدنه ", فإذا عرض له نوعان من الطعام كان يختار أدناهما، وإذا عرض له نوعان من الثياب كان يختار أردؤهما، وإذا عرض له عملان كلاهما حلال كان يختار أصعبهما عليه.

وهذا الكلام غير صادر من متحدّث عادي، وإنما المتحدّث هنا ـ كما تشير الرواية - هو الإمام الصادق، أي أنّ كلامه في غاية الدقّة, إذاً من المهم جداً التشدّد على الذات في الحياة الدنيا ومتاعها ونعيمها.

" وما نزلت برسول الله (ص) نازلة قط إلاّ دعاه فقدّمه ثقة به", أي أنّ الرسول متى ما ألمّت به مُلمّة كان يستدعيه وينتدبه لها ويقدّمه فيها؛ وذلك أولاً: لعلمه بأنه قادر على أدائها على أحسن وجه، وثانياً: إنه لم يكن يتمرّد على الأعمال العسيرة والمهام الشاقة، وثالثاً: كان على استعداد للجهاد والبذل في سبيل الله, ففي (ليلة المبيت) مثلاً حين هاجر رسول الله سرّاً من مكة إلى المدينة، كان يجب أن يبات أحد في سريره, وهناك قدّم الرسول علياً, وفي الحروب كان الرسول يقدّمه أيضاً, وفي جميع القضايا الأساسية والمهمّة التي كانت تعرض للرسول (ص) كان يقدّم لها علياً ثقة منه به.

والإنسان المسلم السائر على نهج علي، يجب أن يسير على هذا الخط، وأن يتقدّم إلى الأمام بأسرع ما يمكن.

ثم قال: " وما أطاق أحد عمل رسول الله (ص) من هذه الأمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنّة والنار", أي على الرغم من كل هذه الأعمال الإيمانية الكبرى كان سلوكه سلوك إنسان يعيش بين الخوف والرجاء؛ فهو كان يخشى الله وكأنه متأرجح بين الجنّة والنار " يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ", وخلاصة هذا الكلام هي: أنه على الرغم من كثرة جهاده وبذله وعبادته إلاّ أنه لم يغتر بشيء من ذلك.
أما لماذا يخاف أشخاص كالرسول وكأمير المؤمنين والسجّاد ـ وهم الذين خلق الله الجنّة من أجلهم ـ نار جهنم ويستعيذون بالله منها، فهو بحث آخر.

" ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كدّ بيديه ورشح منه جبينه " أي أنّ الأموال التي أنفقها على عتق أولئك المماليك لم يحصل عليها بالمجّان، وإنما حصل عليها بتعب يديه وعرق جبينه وبالعمل الشاق؛ سواء في عهد الرسول أم في فترة الخمسة وعشرين سنة، أم في عهد خلافته، إذ يستدل من بعض الآثار والدلائل أنه كان يعمل أيضاًً في زمن خلافته؛ فكان يحفر القنوات ويحيي الأراضي ويزرعها ويحصل على المال من هذا الطريق ثم ينفقه في سبيل الله، فكان يشتري العبيد ويعتقهم، وأعتق على هذا المنوال ألف عبد.

" وما كان لباسه إلاّ كرابيس إذا فضل شيء عن يده دعا بالجلم فقصَّه".
أي أنه لم يكن يرتضي لنفسه حتى الزيادة في الأكمام، وإذا زاد القماش عن ذلك دعا بمقصٍ فقصّه؛ لكي يستخدم ذلك القماش في خياطة شيء آخر؛ لأن القماش كان قليلاً في ذلك العصر وكان الناس يواجهون مشكلة في الحصول عليه.

ثم تحدّث بعد ذلك عن عبادته, فقد كان(ع) قمّة الإسلام وأسوة للمسلمين, وجاء في هذه الرواية: " ما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين".

وذكر الإمام الصادق(ع) فصلاً في باب عبادة الإمام السجّاد، وقال من جملة ما قال: " ولقد دخل أبو جعفر(ع) ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد" وعلامة ذلك أن وجهه قد شحب من السهر واختالت عيناه من البكاء وورمت رجلاه؛ فتألم الإمام الباقر لما شاهده من حال أبيه، فقال: " فلم أملك حتى رأيته بتلك الحال (البكاء) فبكيت رحمة له "
وكان الإمام السجاد متفكّراً ـ والتفكّر عبادة ـ فأدرك بالفراسة سبب بكاء ولده الباقر، فأراد أن يقدّم له درساً، فرفع رأسه وقال: " يا بنيّ أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب".

قال الإمام الباقر(ع): " فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده تضجّراً<. فالإمـام السجاد يقدّم هـنا درساً للإمـام الباقر وللإمـام الصادق، ويقدّم درساً لي ولكم، " وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب(ع)".
الإمام السجاد كان يكثر من عبادة الله إلى الحد الذي جعل الإمام الباقر يرقّ لحاله - فالإمام الباقر هو نفسه إمام وله مقامات رفيعة، إلاّ أنه يتألّم لكثرة عبـادة علي بن الحسـين ولا يطيق الصـبر على البكاء فيبكي لا إرادياً, ومـع كل هذا نجد علي بن الحسين مع كل عبادته يقول: "من يقوى على عبادة علي بن أبـي طالـب"؟ أي أنه كـان يرى بوناً شاسعـاً بيـنه وبين علي. 

حاجة البشرية لصفاته وخصاله(ع)
البشرية اليوم بحاجة إلى الخصال التي كان أمير المؤمنين رافع لواءها؛ لأنّها خصال لا تبلي بتقدّم العلم والتكنولوجيا، ولا تندثر بظهور أنماط جديدة من الحياة.

فالعدالة لا تُبلى، والإنصاف لا يُبلى، والدعوة إلى الحق لا تُبلى، ومقارعة الغطرسة والتجبّر لا تُبلى؛ وارتباط القلب بالله لا يبلى، لأن هذه الخصال ثابتة في فطرة الإنسان على امتداد التاريخ, وقد كان أمير المؤمنين رافعاً لواء هذه الخصال.

البشرية اليوم متعطّشة لهذا الكلام ولهذه الحقائق, وإذا كان العالم الإسلامي بل العالم كله يعترف لعلي بالفضل فذلك يُعزى إلى ما كان يتّصف به من زهد وعبادة وشجاعة وحزم في سبيل الله؛ فمتى ما اقتضت الحاجة كان يهوي بسيفه على أعداء الحقيقة وأعداء الدين وأعداء الله بلا خوف أو وَجَل، ولا تأخذه في الله لومة لائم, فإذا ما وجد شخص منحرف ومضر ومخلّ، في طريق السير إلى الله، كان لسيفه القول الفصل, ومتى ما كان هناك مظلوم ومسلوب الحق كان أمير المؤمنين يتحوّل إلى أرق إنسان وأعطف إنسان.
جاء في رواية أنّ أمير المؤمنين كان يكثر من إطعام الأيتام بِيَده إلى حد جعل أحد الأشخاص ـ ولابدّ أنه كان شاباً على سبيل المثال ـ يقول: يا ليتنا كنا أيتاماً حتى يكون أمير المؤمنين رؤوفاً بنا إلى هذا الحد.

وكان مجهولاً لدى الفقراء والمساكين والمحتاجين ولم يعرفوه إلاّ بعدما ضرب، أنه هو ذلك الشخص الرؤوف الذي كان يغشاهم وهم لا يعرفونه.
أما كلامه في نهج البلاغة فهو أفصح كلام إنسان عند العرب, ونهج البلاغة ذروة في الفن والجمال؛ جمال اللفظ وجمال المعنى، ويبهر العقول, ولم يستطع أي شاعر عربي كبير أو كاتب أو أديب عربي أن يقول بأنه غني عن الرجوع إلى نهج البلاغة.

علي (ع) مظهر العدل الإلهي
إنّ لمفردة العدالة ومفهومها موقعاً متميّزاً في حياة أمير المؤمنين (ع) وشخصيته، وبالرغم من اجتماع العديد من الخصال فيه (ع)، إلاّ أنّ من أبرزها ـ وهي التي لازمته على الدوام ـ هي العدالة التي تنطوي على مفاهيم متعددة, وتتشعّب إلى شعب شتّى, اجتمعت كلها في وجود أمير المؤمنين (ع)، فهو مظهر العدل الإلهي.

لقد اقتضى العدل ـ الذي نعتبره من أصول الدين ـ أن يختار الله سبحانه شخصاً كأمير المؤمنين (ع) لإمامة الأمة وقيادتها؛ وهذا ما فعله الباري جلّت قدرته؛ فوجود أمير المؤمنين وشخصيته وتربيته وعظمته وبالتالي تنصيبه للخلافة كلّها مظهر للعدل الإلهي، ولقد تجسّدت العدالة بمعناها الإنساني بأكمل صورها في كيانه (ع).

 العدالة في بُعدها الفردي عنده(ع)
كان (ع) يجسّد العدالة الإنسانية ببعديها الفردي والاجتماعي؛ حيث تجلّت عدالة الإنسان في حدود حياته الفردية، وعدالته في مضمار الحكم والسلطة ـ تلك التي نطلق عليها العدالة الاجتماعية ـ في حياة أمير المؤمنين (ع)، وعلينا أن نعرف ذلك بنية تطبيقه عملياً، لاسيّما بالنسبة لأولئك الذين يتحمّلون المسؤوليات في المجتمع, ويتبوّءون موقعاً في الحكومة، فلقد تمثّلت العدالة الفردية بأعلى درجاتها في شخصية أمير المؤمنين (ع)، وذاك هو ما نعبّر عنه بالتقوى، تلك التقوى التي كان (ع) يجسّدها في عمله السياسي والعسكري وفي توزيعه لبيت المال استفادته من بمواهب الحياة واستثماره لبيت المال، وفي قضائه وجميع شؤونه؛ فالعدالة الفردية والذاتية للمرء تمثّل في واقع الأمر سنداً للعدالة الاجتماعية وصاحبة التأثير في العدالة على صعيد الحياة الاجتماعية.

ليس بمقدور من يفتقد للتقوى في ذاته وفي عمله، وهو رهين أهوائه النفسية وأسير للشيطان، الادّعاء بقدرته على تطبيق العدالة في المجتمع، فذلك محال؛ فمن أراد أن يكون مصدر إشعاع للعدالة في حياة الأمة، فلابد له ـ والحال هذه ـ أن يلتزم التقوى على صعيد نفسه أولاً؛ تلك التقوى التي أشرت لها في مستهلّ الخطبة، والتي تعني المراقبة للحيلولة دون الوقوع في الخطأ.

وهذا لا يعني أنّ الإنسان لن يخطئ، كلا, فلا مفرّ لغير المعصوم من ارتكاب الخطأ، وما هذه المراقبة إلاّ صراط مستقيم, وسبيل للنجاة تنتشل الإنسان من الغرق وتمنحه القوة، والذي لا يمارس الرقابة على نفسه ويعاني من فقدان العدالة والتقوى على صعيد القول والفعل وحياته الشخصية لا قدرة له على أن يكون مصدراً للعدالة الاجتماعية في أوساط المجتمع.

 لقد أعطى أمير المؤمنين (ع) درسه الخالد لكل الذين يمارسون دوراً على الصعيد السياسي لمجتمعاتهم، حيث يقول (ع): «مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ»، إذ بإمكان اللسان النطق بكثير من الأشياء، أما ما يأخذ بَيْدَ الإنسانية لسلوك صراط الله فهو سيرة وأفعال من يقع عليه الاختيار ليكون إماماً للناس، سواء على مستوى المجتمع أو أدنى مستوى من ذلك. ثم يقول (ع): «وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ».

هذا هو منطق أمير المؤمنين (ع) ودرسه؛ فالحكومة ليست ممارسة للسلطة وحسب، بل هي نفوذ في القلوب واستقرار في العقول، فمن كان في هذا الموقع أو وضع نفسه فيه عليه بادئ ذي بدء أن ينهمك دوماً بتهذيب نفسه وإرشادها ومحاسبتها ووعظها.
من المواصفات التي ذكرها أمير المؤمنين (ع) لمن يتمتع بالأهلية لإمارة الناس, أو تولّي مسؤولية قطاع من شؤونهم ـ وهذا ما يبتدئ من زعامة البلد ويسري إلى ما هو أدنى من الدوائر والمؤسسات، كما يصدق على القاضي أو المتصدّي لدائرة من دوائر هذا الجهاز الوسيع ـ وكان (ع) يوصي ولاته وقادتها بها، نجدها في قوله (ع): «فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ الْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ». من هنا يأتي التلازم بين السلطة والأخلاق في الإسلام، فالسلطة إنما هي ظالمة غاصبة إذا ما خلت من الأخلاق.

العدالة في بُعدها الاجتماعي عنده(ع)
أما عدالته (ع) على صعيد المجتمع، أي تطبيقه للعدالة الاجتماعية، فأمير المؤمنين (ع) يمثّل وصفة الإسلام الكاملة؛ إذ كانت حكومته إسلامية 100% وليست 99% أو 99.99%؛ فلم يخرج ما كان يصدر عن أمير المؤمنين (ع) وحدود صلاحياته وسلطته من تحرّك أو قرار عن صبغته الإسلامية؛ أي أنه العدالة المطلقة، وربما حصل في بعض الولايات التابعة لحكومة أمير المؤمنين (ع) أن مورست أعمال تتنافى مع العدالة، بَيْدَ أنه (ع) كمسؤول كان يشعر بتكليفه عندما يواجه مثل هذه الممارسات، فكانت كتبه وتحذيراته وخطبه وحروبه كلّها تصبّ في مجرى تطبيق هذه العدالة.

إعداد : بلال مذبوح