عضو رابطة مدرسي الحوزة العلمیه في قم المقدسة "آیة الله رضا استادي": يجب أن يولي الجميع أهمية للتقريب

عضو رابطة مدرسي الحوزة العلمیه في قم المقدسة "آیة الله رضا استادي": يجب أن يولي الجميع أهمية للتقريب

صرح عضو رابطة مدرسي الحوزة العلمیه في قم المقدسة "آیة الله رضا استادي" بأننا نعتقد أن السبيل يكون في أن يولي الجميع أهمية للتقريب وأن يكون مفيداً في أنظار الجميع وأن يقبل التطبيق وأن يمضي قدماً إلى الأمام يوماً بعد يوم.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "آیة الله رضا استادي"شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

و فی ما يلي نص المقال

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تم البحث والتحقيق كثيراً حول قضية التقريب وتتم متابعة هذا الموضوع منذ سنوات ويتم إعداد المحاور لذلك وفي مقابل التقريب هناك التبعيد، فأنا لا أعتقد اليوم أنّ هناك مسلماً له إدراكٌ صحيحٌ وسليم يرضى الإبعاد للمسلمين. التبعيد يعني أن يكون لنا خطةٌ بحيث ينفصل بموجبها الشيعة عن السنة والسنة أنفسهم إذا هم أربع فرق على سبيل المثال يبتعدون وينفصلون عن بعضهم. أعتقد أنه كل من يفكّر بهذه المسألة سيقبل بهذه النتيجة وهي أنها كلما نكون إلى جانب بعضنا ونتقارب مع بعضنا أكثر ونقوم باتخاذ الإجراءات معاً، سيكون هذا لصالح الجميع.

لكن في السنوات الماضية منذ خمسين سنة، منذ ستين سنة، منذ مئة سنة مضت، إذا كان يُنجز هذا الأمر، فإنه كان يُنجز فقط في جزءٍ من الأمصار. لكن الآن لقد أصبحت الدنيا قريةً، أي إذا كان التقريب يصل إلى نتيجة فإنه بهذه الحالة سيكون أكثر تأثيراً. وإذا كان هناك مقابل هذا التقريب لا قدّر الله خططٌ ويريدون أن يبعدوهم عن بعضهم البعض، فإذا كانوا قد أصبحوا في ذلك الزمان فرقتين سيصبحون الآن ستة فرق ولو كانوا ستة لأصبحوا عشرة فرق. أي أن عدم التقريب ضرره أكبر والتقريب نفعه أكبر، وإنّ زيادة الضرر وزيادة النفع ليست أمراً يستطيع أحدٌ إنكاره. إذا تسألون أي شيعي أينما يعيش هل من الجيد أن تكونوا إلى جانب بعضكم في الظروف الحالية مع الأخوة من أهل السنة وأن تقوموا بالأمور التي تفيدكما أو أن تكونوا منفصلين كلاً بمعزلٍ عن الآخر، أنتم ضدهم وهم ضدكم، بكل تأكيد سيقول أن هذا البرنامج غير صحيح، أي برنامج الانفصال والابتعاد والعمل بمعزلٍ عن الآخر، لكن البرنامج الصحيح أن نكون إلى جانب بعضنا البعض بتقاربٍ أكثر قدر الإمكان.

التقريب لا يعني أن يصبح الشيعي سنيّاً أو أن يصبح السنيّ شيعياً، بل إنّ التقريب يعني أن يقوما بإجراءاتٍ على أساس مشتركاتهما بحيث تصبُّ في صالح كل العالم الإسلامي. أحياناً عندما يُقال هذا الكلام يقول البعض هذا غير ممكن أو ما هو السبيل إليه؟ يقولون صحيحٌ أنه يجب أن نكون إلى جانب بعضنا وأن يحدث التقريب والتقريب أمرٌ جيدٌ جداً وأحياناً يقولون لن يتحقق وكيف السبيل إلى ذلك؟

نحن نعتقد أن السبيل يكون في أن يولي الجميع أهميةً للتقريب وأن يكون مفيداً في أنظار الجميع وأن يقبل التطبيق وأن يمضي قدماً إلى الأمام يوماً بعد يوم. لاحظوا الرسول فالشيعة يقبلون بالرسول وكذلك السنة يقبلون به وكذلك كل الفرق الإسلامية تقبل بالرسول والرسول بنفسه أعلن عن هذه القضية فأهل المطالعة ومن لهم تعاملٌ مع الكتب يعلمون أن حديث الثقلين الذي قاله النبي تقبله الشيعة وتقبله السنة وهو موجودٌ في كتب الشيعة الهامة وفي كتب السنة الهامة أيضاً. موضوع الحديث أنه ليكنْ لديك القرآن وأهل البيت، فإذا أنت شيعي لديك القرآن ولديك أهل البيت وإذا أنت سنيّ لديك القرآن ولديك أهل البيت، هذا هو طريق حل هذه القضية.  وقد تم العمل على هذا الآن، فقد طُبعت كتبٌ لأهل السنة تحتوي على أمور تخص أهل البيت.

الموضع المقابل في هذه القضية أن لا نكترث لحديث الثقلين ونقول: قال الرسول القرآن وأهل البيت ولكن لانقبل بالقرآن ولا بأهل البيت. 

كل من يقول هكذا فهو لايقدّم حلاً بكلام الرسول بل يخلق مشكلةً ويقع في وادٍ يحصل فيه التبعيد يوماً بعد يوم بدل التقريب. لقد كانت مشكلتنا منذ سنواتٍ طويلة أن هذا الجانب يقوم بالبحث والتحقيق على حدة وذلك الجانب أيضاً يقوم بالبحث والتحقيق على حدة وتكون نتيجة أبحاثهما المخالفة لبعضهما، هذا الأمر كان في سنوات وقرون مضت.

الآن لا نعلم في أي ظروف. الوقت الآن ليس ذلك اليوم، اليوم ليس ذلك اليوم ليكون هؤلاء على حدة وأولئك على حدة ويعمل هؤلاء لصالحهم ولضرر الآخرين وأولئك لصالحهم ولضرر الآخرين. إذا يدقق الجميع يروون أن القضية ستُحل إذا تمسك الجانبان السنة والشيعة بالقرآن وأهل البيت. أي أنه فيما يقولونه من قضايا وأمور يكون مرجعهم كتابٌ واحد، القرآن الكريم أو أهل البيت حيث يقبل بهم الجميع على أنهم مفسرون للقرآن، ليس فقط الشيعة من يقبلون هذا بل السنة أيضاً، وإذا لا يريدون أن يقبلوا هذا الطريق، سيتبعون الطريق السابق أي أنه سيستمر تبادل كلام السوء بين الجانبين والجميع يعلم أن هذا ليس لصالحنا بل لصالح العدو، والأعداء اليوم سواءً في وسائل إعلامهم في الأماكن المعروفة أو المشبوهة وصلوا إلى هذه النتيجة أنهم يرغبون بعدم حدوث التقريب أو أن يخفت بريقه أو يتحدثون بأمر التبعيد لبعضهم البعض وحل هذه القضية فقط لدى الحوزات.أي في البداية يجب على الحوزة العلمية في قم والحوزات الشيعية وكل الحوزات العلمية السنيّة أن يقبلوا هذا الكلام أننا نأخذ تعاليمنا من القرآن وأهل البيت وإذا يقبلون تُحل المشكلة.

العدو لا يريد أن يقبلوا بهذا، يريد العدو لهم الانفصال بأن يقولوا أننا نستفيد من القرآن والسنة وأولئك الآخرون على حدة. تداعيات هذا، هو نفس الكلام السابق الذي قلناه فهؤلاء سيكونون ضد هؤلاء وعلى العكس والنتيجة ستكون تضرر الإسلام وتضرر كل المسلمين وقد اتضح في السنوات الأخيرة ما هي الأيادي التي تعبث وتريد أن تُحدِث الانفصال والانقسام بين الشيعة والسنة بحيث يكفّر كل جانب الجانب الآخر، وهذا الأمر ليس لصالح أي أحد.
والسلام عليكم ورحمة الله