​المخرج اللبنانی علی کلاش لـ"تنا" : الاعلام العربی والاسلامی ضعیف فی مواجهة المشروع التكفيري

​المخرج اللبنانی علی کلاش لـ"تنا" : الاعلام العربی والاسلامی ضعیف فی مواجهة المشروع التكفيري
​المخرج اللبنانی علی کلاش لـ"تنا" : الاعلام العربی والاسلامی ضعیف فی مواجهة المشروع التكفيري

يرى الفنان والمخرج والمسرحي اللبناني علي كلاش خلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" ان الاعلام العربي والاسلامي بكافة صنوفه ضعيف ولا يرقى لمستوى مواجهة ومعالجة الفكر المتطرف والتكفيري الذي اضحى يهدد الهوية والحضارة الاسلامية .

وعند سؤالنا عن معنى التطرف الديني قال ان التطرف موجود في جميع الاديان وفيما يخص الاسلام فان سببه بعض الاحاديث المجعولة والمرفوضة من قبل جميع المذاهب .

ويرى علي كلاش ان التيار المتطرف في العصر الحاضر ليس بمذهب وانما خط فكري سياسي ترعرع في احضان الصهاينة كما خططوا هم لذلك حيث اعلنوا بعد عام 1900 للميلاد " باننا سنخترع اسلاما يؤاتينا ومسيحية تؤاتينا" ، مشيرا الى ضرورة اتخاذ موقف موحد من قبل كافة المذاهب الاسلامية الخمسة للتأكيد على ان الاسلام دين المحبة والتسامح والسلام .

وهنا اشار المخرج اللبناني الى الدور المهم للاعلام في الكشف عن حقيقة المشروع التكفيري على انه يستغل الدين وبعض الايات القرانية لتبرير مواقفه ونهجة التكفيري بينما كثير من الايات القرانية تدعو الى الاسلام والمحبة  .

ويرى علي كلاش ان اقامة المؤتمرات والمهرجانات الاعلامية لا تكفي لمعالجة ازمة الفكر التكفيري داعيا المؤسسات الاعلامية الاسلامية والمقاومة وضع خطة استراتيجية موحدة لمواجهة الفكر التكفيري الهدام وتقسيم المهام على وسائل الاعلام لمواجهة هذا المشروع ، لتأخذ كل وسيلة اعلامية جانب من المواجهة : فكري واعلامي او انتاج افلام وثائقية او تمثيليات لكشف حقيقة الفكر الداعشي التكفيري .

وحول اقامة مهرجانات اعلامية والنتائج التي تخرج منها قال ان على مثل هذه المهرجانات ان تخرج بقرارات عملية تتابع من قبل جهات متفق عليها وليس فقط قرارات على الورق .

واقترح المخرج اللبناني بان تركز وسائل الاعلام في كل عام على موضوع واحد و مهم كالفكر الداعشي في الوقت الراهن وتقديم انتاجاتهم الفكرية والفنية في هذا المجال عند انعقاد هذا المهرجان الاعلامي للعام المقبل وان تكون هناك جهة تتابع التزامات وسائل الاعلام للقرارات المتفق عليها في كل مهرجان .

واكد ان هذه الطريقة ستكشف لنا افكار واراء واساليب تعامل كل وسيلة اعلامية مع هذا الحدث اواي تحدي فكري وثقافي ، ويفسح المجال لمشاركة كل التوجهات الفكرية والمذهبية ويحقق نوع من التعاون والتقارب بين المذاهب الاسلامية والقوميات المختلفة وكذلك التوجهات السياسية المتباينة لبيان الفكرة الناجعة لمعالجة تلك الازمة الفكرة او الثقافية او الاعلامية .

ووصف كلاش الاعلام العربي وحتى الهادف والاسلامي باعلام "الصدمة" اي انه يتصرف ويتخذ المواقف حسب الحدث اي ان تصرفه بشكل ردود افعال وليس معالجة التحديات قبل ان يواجهها اي يجب ان يفكر كيف يخرج من الحفرة قبل ان يقع بها .

وفي هذا السياق اقترح لتغيير العقلية الاعلامية وتغيير 70% من مسؤولي الاعلام العربي لانهم ليسوا محترفين في هذا المجال ولا يملكون هدف معين .

وحول بدايات ونشوء الفكر المتطرف والتكفيري يعتقد ان هذا التيار بدء بالخوارج ومحاولة الامويين تحريف الدين بشكل تدريجي وبطيئ لكي لا يواجهوا مقاومة من قبل المسلمين لاعداد التيار التكفيري مستقبلا .

واما التطرف الذي اصاب الاسلام في عصرنا الحاضر حسب رأي المخرج اللبناني يرجع الى عدة اسباب اهما الفقر والاهتمام المركزي للحكومات بالعواصم وترك سائر المحافظات والمدن على حالها حيث يعيش الانسان في تلك المدن فقير من كل النواحي حتى المعرفي والثقافي حيث يجد الاعداء في هذه المناطق الارضية المناسبة لبث سمومهم وتغذية الاحقاد والكراهيات المذهبية .

واشار ان الفكر المتطرف وبسبب جهل العوام ومخططات الاعداء وصل الامر به الى تكفير جميع المذاهب الاسلامية الى جانب تكفيره لكل الاديان ومعاداته لكل القيم الانسانية ، مشيرا الى الحروب الدينية بين الكتل المسيحية في القرون الوسطى والتي راح ضحيتها الملايين .

ومن العوامل التي اشار اليها في هذا المجال هو ترك الساحة الشعبية من قبل رجال الدين وتقوقعهم في المساجد والمراكز الدينية وعدم اطلاعهم على مستجدات العصر والمطالب الحديثة للجيل الجديد وعدم عصرنة الفتاوي واستغلال بعض الاحاديث والايات القرانية مثل ايات القتال من قبل الفكر السلفي والمتحجر ، كل هذه العوامل تساعد على خلق الفكر المتطرف التكفيري ، مؤكدا ان المسؤولية الكبرى لمواجهة هذا الخطر يقع على عاتق المؤسسات الدينية .

واكد كلاش انه على العالم الديني ان يشرح ويفسر للناس المفهوم الحقيقي للاحاديث والايات القرانية التي يستغلها المتشددون والتكفيرييون لتبرير منهجهم وافكارهم ، مشيرا الى دور ومكانة الداعية والمرجع الديني عند الشعوب العربية والاسلامية ومدى تأثير مواقفهم وفتاواهم على القاعدة مثل ما قام به المرجع السيستاني عندما افتى بالوجوب الكفائي لمحاربة داعش وتبعية الشعب من كل الصنوف لهذه الفتوى والتي لولاها لسقط العراق بيد التنظيم الارهابي .

وحول دور العلماء اشار علي كلاش الى نقطة مهمة وهي ان مشكلة نشر الفكر التكفيري في الوقت الراهن ليس سببه الرئيسي في جهل العوام وانما السبب الرئيسي يرجع الى المؤسسات الدينية والعلماء والمفكرين الاسلاميين اللذين لا يؤدون دورهم التوعوي المطلوب في اخراج المعنى الحقيقي للاسلام من خلال نصوصه مثل القران والسنة النبوية على ان تكون تفاسيرهم وشروحهم متقاربة لا شبهة فيه ليتم بذلك تهميش التفاسير المغلوطة والمنحرفة .

كما دعا المخرج والمسرحي اللبناني الى وجوب التعاون والتقارب بين الحوزات العلمية الشيعية والازهر بشكل جاد وفاعل خارج نطاق المجاملات السياسية لتفادي الفرقة واستغلال بعض المتشددين اللذين يحاولون اثارة حتى العصبويات العرقية بين صفوف المسلمين .

وفي الختام ولمواجهة الاعلام الفتنوي يرى علي كلاش ضرورة اغلاق القنوات الفضائية الفتنوية الشيعية منها والسنية بقرار حاسم وعملي .