الطائفية والأتنية ونفوذ الغرب في العالم الاسلامي من أهم عقبات وحدة المسلمين
وقال الشيخ هاشمي رفسنجاني لدى استقباله يوم الخميس جمعاً من علماء الدين الشيعة والسنة في لبنان بمناسبة انتصار المقاومة الاسلامية وحزب الله لبنان في الحرب ضد الكيان الصهيوني، قال: ان الشعب اللبناني وبدور حزب الله الطليعي تمكن مرتين من دحر الكيان الصهيوني في حرب رسمية، في المرة الأولى باخراج قوات هذا الكيان من جنوب لبنان، والثانية في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً. وأضاف: انه ليس المسلمون فقط بل سائر الشعوب لم يصدقوا مثل هذا الانتصار الكبير بأن ينهزم فيما يسمى بالجيش الصهيوني الذي لا يقهر أمام ثلة من المسلمين وليس أمام دولة أو جيش نظامي.
واعتبر هاشمي رفسنجاني هذا الحدث بأنه تجربة قيمة في التاريخ المعاصر غيرت أفكار الكثيرين. وأضاف: من الطبيعي ان الأعداء يسعون لتجاهل هذا التحول المهم ومعجزة التاريخ وان تأجيج الخلافات المطروحة في الأشهر الأخيرة دليل على هذا الأمر وهو ان خلق الفرقة في فلسطين ولبنان الواقعين في الجبهة الأمامية للجهاد الاسلامي يعد مطلباً للأعداء.
وأكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام: ان يقظة علماء الدين والقوى الثقافية والمفكرين المسلمين إلى جانب تنوير الرأي العام في الحيلولة دون نجاح أعداء الاسلام في خلق الفرقة، مؤثرة للغاية.
وأكد رفسنجاني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر الدفاع عن حقوق المظلومين والمسلمين في العالم مسؤولية لها وبالطبع فان مسألة حقوق المسلمين الذين يعدون ربع سكان العالم وما يقرب من 60دولة هي مسؤولية جميع المسؤولين ولاسيما علماء الدين وينبغي في هذا المسار، ومن أجل الدفاع عن حقوق المسلمين، توحيد الأمة الاسلامية.
واعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام العقبات الأهم أمام تعاون ووحدة العالم الاسلامي بأنها تتمثل في الخلافات القائمة كالطائفية والأتنية والحدودية والعشائرية، وقال: ان العائق المهم الآخر هو نفوذ الغرب والمستعمرين العميق والمتجذر في دول العالم الاسلامي ومن ضمنها دول المنطقة.
واعتبر الكيان الصهيوني بأنه القاعدة متعددة الأهداف للاستعمار والعائق الكبير أمام وحدة وتعاون العالم الاسلامي وقال: ان احتلال فلسطين كان بامكانه أن يؤدي إلى المزيد من توحيد الدول لازالة العدوان الصهيوني، ولكن فضلاً عن ان هذا الأمر لم يحدث، فقد أدى تواجد هذا الكيان إلى تداعيات للعالم الاسلامي.
وأكد بأن القضايا الراهنة في العالم الاسلامي تتطلب المزيد من الوحدة بين الدول الاسلامية، واعتبر ان أهم هذه القضايا هي احتلال دول وأرض اسلامية كفلسطين والعراق وأفغانستان وقال: بطبيعة الحال، فان الاحتلال لم يأخذ صفة الاحتلال الرسمي في الكثير من دول العالم الاسلامي ودول المنطقة، ولكن نفوذ الأجانب واجراءاتهم هي أسوأ من الاحتلال.
واعتبر هاشمي رفسنجاني قضية العراق بأنها قضية مصيرية للأمة الاسلامية أجمع وقال: انه لو حافظ العراق على استقلاله وحريته ووحدته سيكون بمثابة أكبر تحول لتطور العالم الاسلامي. ولكن لو استمر الاحتلال أو ابتلي بحرب أهلية، فسيؤدي إلى أسوأ كارثة للعالم الاسلامي.
صرح رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام قائلاً: ان مسؤوليتنا جميعاً جسيمة. علينا المساعدة لكي ينتهي احتلال الاحتلال كي يصبح الشعب العراقي موحداً ومستقلاً وحراً.
وقال: ان فلسطين هي المشكلة القديمة للعالم الاسلامي وللأسف اننا نشهد صراعاً داخلياً بين الفلسطينيين وهو الأمر الذي يخدم مصالح الكيان الصهيوني.
وأعلن استعداد ايران لدعم الحركات الاسلامية والاصلاحية الصانعة للانسان وقال: اننا وعلى مدى 30 عاماً ورغم وجود مشاكل كثيرة كالحرب والارهاب والحظر، تمكنا من بناء بلد يمكنه المقاومة وتمكنا عبر بناء البنى التحتية من تلبية معظم حاجاتنا في الداخل وأن نقوم باعداد الكثير من الكوادر البشرية الكفوءة والفاعلة في مختلف الحقول.
وبشأن مزاعم تدخل ايران في شؤون العراق، قال: ان هذه الاتهامات يطلقها الأعداء وبغية الحاق الأذى بنا وانني أعلن صراحة بأننا لا مصالح لنا في التدخل بشؤون العراق وان جل مساعينا هي أن لا يضيع المحتلون حقوق الشعب العراقي وأن يكون لهذا الشعب دولة موحدة ومستقلة وحرة.
المصدر:الوفاق