الدكتور شهرياري في مؤتمر دراسة خدمات آية الله التسخيري وحياته العلمية التقريبية:

اسم آية الله التسخيري سيخلد في مجال وحدة الأمة الإسلامية كعلامة مسجلة

اسم آية الله التسخيري سيخلد في مجال وحدة الأمة الإسلامية كعلامة مسجلة

أفادت وكالة التقريب أن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حجة الإسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياري، أكد في مؤتمر دراسة خدمات آية الله التسخيري وحياته العلمية التقريبية والذي عقد في الهند أن اسم آية الله التسخيري سيخلد في مجال وحدة الأمة الإسلامية كعلامة مسجلة.

وفيما يلي نص كلمة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
 
السلام والصلوات على أرواح العلماء والصلحاء وأفاضل الإسلام بصورة خاصة المنادي المتقي المتخلق لوحدة أمة الإسلام، حامل لواء الصحوة في العالم الإسلامي والمصلح المفكر والحكيم، سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد علي التسخيري (رضوان الله تعالى عليه)، والسلام والاحترام لأصحاب الكلمات والمتابعين والمشاركين في المؤتمر الدولي لتكريم هذا المجاهد المثابر.
 
في البداية أرى أن من الضروري أن أتقدم بالشكر لجميع المسؤولين عن إقامة هذا المؤتمر الالكتروني المهم، وبصورة خاصة ممثل سماحة الولي الفقيه في الهند، حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدوي بور.
 
من الصعب جداً الحديث عن الأبعاد الواسعة والشخصية لهذا العالم المتنور والحكيم، إذ أن اتساع علمه وصبغته العلمية والأخلاقية تحتاج إلى ساعات من الشرح، ولكن خلال المدة القصيرة المتاحة، سأتكلم باختصار عن الفقيد السعيد.
 
نهل سماحة آية الله التسخيري العلم في محضر علماء كبار مثل آيات الله العظام: الخوئي، الحكيم، بادكوبه أي، المظفر، التبريزي، اللنكراني، الآملي، الكلبايكاني وبصورة خاصة الشهيد المظلوم والمفكر الإسلامي الكبير، سماحة آية الله العظمي السيد محمد باقر الصدر. ويمكن اعتبار سماحة آية الله التسخيري خلاصة لشخصية هؤلاء العظماء وأفكارهم النيرة. وكان حقاً ذائباً في شخصية الشهيد الصدر العظيمة وكانت أفكاره وتوجهاته امتداداً لأفكار وتوجهات ذلك الشهيد.
 
وقد درس الجامعة في فرع الأدب العربي، الفقه والأصول ليصل إلى أعلى القمم العلمية.
 
وقد حوله التعرف على سماحة الإمام الخميني (قدس سره الشريف) إلى شخصية ثورية ومناضلة ولطالما كان وفياً لأهداف الثورة الإسلامية الإيرانية ولم يتوقف عن النضال ضد الاستكبار حتى آخر لحظات حياته. ولطالما حمل همَّ القضية الفلسطينية والقدس الشريف وإنقاذ الشعب الفلسطيني.
 
أكثر من نصف قرن من الجهاد في الساحة الدولية والعلاقات الواسعة مع فحول العلماء والسعي المستمر والحثيث من دون كلل أو ملل بهدف مأسسة خطاب الوحدة في الأمة الإسلامية والتقريب بين المذاهب وكذلك الحضور الواعي والهادف في المؤسسات الدولية، مما جعله يُعرف على مستوى العالم بأنه مُصلح راغب بالخير وتصفح أعماله ومؤلفاته لهو خير دليل على ذلك.
 
تأليف أكثر من 50 كتاب و350 بحثاً في المواضيع المختلفة مثل: تفسير القرآن الكريم، الاقتصاد الإسلامي، المسائل الفقهية، الفكرية، العقائدية والتاريخية والتي تم ترجمة الكثير منها إلى لغات أخرى، أمر يدل على شخصيته المؤثرة والبارزة علمياً على مستوى المجتمع الحوزوي والجامعي. مجموعة كتب "الاحاديث المشتركة بين الشيعة والسنة" في أبواب فقهية وعقائدية مختلفة، تم العمل عليها ونشرها تحت اشرافه، وتعد هذه المجموعة العظيمة مثالاً بارزاً لأعماله الخالدة.
 
تعد هذه الأعمال كنزاً لا غنى عنه في مجال خطاب التقريب بين المذاهب وإن قراءة هذه الكتب ونشر أفكاره نتيجته تحكيم الوحدة ونشرها في المجتمعات الحوزوية والجامعية وحتى بين عامة الناس.
 
مجلات الكثيرة رسالة التقريب، فكر التقريب، شعور الاتحاد، ثقافة التقريب، نشرة الهدى، التوحيد، رسالة الثقلين وغيرها بالإنجليزية، العربية، الأردية، الفرنسية، الروسية، التركية وغيرها، أمر تم تحت اشرافه، وكانت هذه الأعمال وما زالت مصدراً مناسباً للباحثين في الحوزة والجامعة.
 
بالإضافة إلى الفقه والتفسير والسياسة، كان آية الله التسخيري شخصية بارزة في الأدب العربي، ويعد كتابه "المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد" عملاً خالداً وبديعاً كتبه هذا العالم الكبير بأسلوب جميل جداً وسلس في مجال التفسير.
 
ومن الجوانب الأخرى لشخصيته دوره في تأسيس وإدارة وقيادة مؤسسات متنوعة حوزوية، ثقافية، جامعية ودولية مثل: جامعة المذاهب الإسلامية، جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية، جامعة أصول الدين، جامعة الإمام الصادق (ع)، جامعة المصطفى العالمية (ص)، مؤسسة الثقافة والعلاقات الإسلامية، المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وعقد من تولي الأمانة العامة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعقد من الرئاسة الموفقة والمثمرة للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والحضور في مجلس خبراء القيادة. وكان مستشاراً حاذقاً، دقيقاً وأميناً لسماحة قائد الثورة في شؤون العالم الإسلامي.
 
وكذلك كان عضواً ثابتاً في منظمة المؤتمر الإسلامي، مجمع الفقه الإسلامي في جدة، اللجنة الفقهية لبنك التنمية الإسلامية العالمي، مؤسسة اكو الثقافية، عضو اللجنة الفقهية لسوق الأسهم، من الأعضاء المؤسسين للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، مؤسسة "آل البيت" للفكر الإسلامي، المشاركة النشيطة والفاعلة السنوية في مؤتمر الفكر الإسلامي في الجزائر والبلدان الأخرى، معرفة علماء الخط الأور في الأزهر بمصر والتواصل معهم وكذلك علماء بلدان شمال أفريقيا وجنوبها، شبه القارة الهندية، شرق آسيا، آسيا الوسطى، أوروبا، أوقيانوسيا،  بلدان الخليج الفارسي بصورة خاصة السعودية، الكويت، سلطنة عمان وغيرها، وهذه كانت من خدماته للعالم الإسلامي بعد الثورة.
رجل الميادين الصعبة والاختبارات الشديدة، اسطورة المقاومة في المجالات العلمية والثقافية، تحمل الآلام في سجون حزب البعث العراقي وتحمل الانتقادات ولكن ذلك لم يؤثر يوماً على وجهه البشوش ولم يفقده الحوافز. على الرغم من ضعف بدنه واصابته بمختلف الأمراض، إلا أنه لم يتخلَ أبداً عن السعي والتدبير من اجل عزة الإسلام ووحدة المسلمين.
اسم آية الله التسخيري سيخلد في مجال وحدة الأمة الإسلامية كعلامة مسجلة. جميع مفكري العالم يعرفونه بأنه مفكر منطقي، معتدل وتقريبي وشخصية فوق الانتماءات تنتسب إلى جميع العالم الإسلامي وله أفكار عظيمة وأفكار تنويرية تعد منارة للعلماء العارفين بمسؤوليتهم في العصر الحاضر.
في الختام، أجدد السلام لروح هذا العالم المثابر، وأطلب من جميع محبي آية الله التسخيري أن يتأملوا في أفكاره العظيمة ويدرسوا أعماله، وأن يستمروا بطريقه وهو طريق الوحدة، التقريب والاخاء، وأن يسعوا بجميع الطرق من أجل نجاة الأمة الإسلامية من المصائب والبلايا التي تواجهها منذ مدة.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته