استاذ الحوزة والجامعة في ايران : الإرهاب قضیة عالمیة یجب التصدي لها

استاذ الحوزة والجامعة في ايران : الإرهاب قضیة عالمیة یجب التصدي لها

قال الاستاذ في جامعة طهران "حجة الاسلام سيد طه مرقاتي خوئي" : ان من أبرز قضايا الأمة الاسلامية هي قضیة الوحدة الإسلامیة ومکافحة الإرهاب علی مستوی العالم؛ موكدا ان قضیة الإرهاب والتحدي الذي یخلقه هذا العمل، قضیة عالمیة یجب التصدي لها.


 وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "حجة الاسلام مرقاتي خوئي"، شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف.
واضاف : ان العالم الإسلامي یواجه نوعین أو حرکتین إرهابیتین الأولی حرکة القاعدة في أفغانستان والثانیة حرکة داعش في العراق.هناك سببان لظهور هذه الحرکات الرجعیة الأولی الفقر المادي، والثاني الفقر الثقافي وهبوط مستوی التعلم في المجتمعات الإسلامیة. فمن سعی لإنشاء مثل هذه الحرکات کان یعرف من أین تؤکل الکتف ویعلم کیف یتصرف وأین یجد موطئ قدم ووقود هذه الحرکات فاختار المجتمعات التي تعاني من الفقر المادي والثقافي في البلاد الإسلامیة فعکف العدو علی الإستثمار الفکري في هذه الأوساط لیکونوا وقود هذه الحرکات الرجعیة.
وتابع : الاستاذ في جامعة طهران : صحیح أن عناصر القاعدة وداعش کانوا من أفغانستان والعراق، بید أنّهم استطاعوا تجنید عناصر کثیرة من شتی بلدان العالم وخاصة الدول الأوروبیة وجنّدوا من الفئات التي تعاني من التخشّب العقلي والفکري التي لا تعي أو تستوعب الکثیر من القضایا الإسلامیة والدینیة وکانت تلجأ إلی الإرهاب من أجل عقیدة دینیة زائفة.
واستطرد قائلا : إذن هاتان الظاهرتان کانتا بالنسبة لنا نحن المسلمون إنذاراً وتحذیراً خطیراً لکي ننتبه لما یدور من حولنا وأن نعمل شیعة وسنّة علی الإرتقاء بالمستوی التعلیمي والثقافي لأبناء هذا الدین ونبذل کل ما بوسعنا لتطویر وإغناء هذه الثقافة وهذا الدین ونسعی لمکافحة الفقر ورفع المستوی المعیشي لأبناء هذا الدین.
واوضح حجة الاسلام مرقاتي خوئي : یعلم الجمیع أن سبط الرسول الأکرم (ص) عزم کربلاء لمواجهة أئمة الظلم والجور والتصدی للفساد السائد آنذاك إلی أن التقی الجیشان في العاشر من محرم ووقف أصحاب الإمام الحين عليه السلام أمام جیش عبیدالله بن زیاد الذي کان قوامه ثلاثین ألف فارس. إلی أن ارتکب جیش عبیدالله أبشع وأشنع عمل في التاریخ وقتل سبط الرسول الأکرم بأبشع صورة ممکنة. فعندما نتطرّق إلی هذا الحدث التاریخي الجلل سنری عبیدالله الذي کان والیاً علی البصرة وأیضاً عندما نری کیف شعر یزید بالخطر بعدما وجّه أهل الکوفة مکتوباً للإمام یطالبون منه التوجه إلی الکوفة، وهذا الخطر دفعه نحو إبقاء عبیدالله والیاً علی البصرة وإضفاء الکوفة علی ولایته لیکون والیاً علی مدینتي البصرة والکوفة. هذا ما دفع عبیدالله نحو استغلال ضعف المسلمین وجهلهم بالأمر وتشکیل جیشاً قوامه ثلاثین ألف فارس لمواجهة أصحاب سبط الرسول الذین لا یتجاوز عددهم السبعین فرداً ورغم قلّه العُدة والعِدة والعتاد، إلا أن الإمام دافع عن دین جده رسول الله واستشهد یوم العاشر من محرم وفي ذلك الیوم المشهود.
ويضيف مرقاتي خوئي ان هذا الحدث یتضمن في طیاته رسالتین إجتماعیتین: الأولی هي أنّ اهل الکوفة کانوا یعانون من الفقر والفاقة وهذا ما أدرکه عبیدالله واشتری هؤلاء القوم بثمن بخس وإغراءهم بالمال لقلّة وعیهم وإدراکهم الأمور؛ والمسألة الأخری هي أنّ الضحالة الثقافیة لدی هؤلاء والعصبیة التي أعمت أفئدتهم، ودفعتهم نحو هذه الجریمة.
واكد الباحث الاسلامي على ضرورة الترويج لهذه القضیة في العالم الإسلامي لکي یعي المسلمون أخطار الجهل وانعدام الوعي ومواجهة هاتین الظاهرتین الخطیرتین وهما الجهل والعصبیة. فإن لم نکن الیوم بصدد مکافحة الفقر الثقافي والعلمي، والإرتقاء بمستوی العلم والمعرفة لدی المسلمین، فلاشك أنّ التاریخ سیتکرر وسوف تظهر حرکة القاعدة وداعش.
وفي ختام المقال يقترح الاستاذ في جامعة طهران "حجة الاسلام مرقاتي خوئي"، ومن خلال هذا المؤتمر، تأسیس یونسکو إسلامي. فبما أنّ الیونسکو منظمة تأسست للإرتقاء بمستوی العلم والمعرفة، فإننا سوف نستطیع أن نسلك نفس النهج ونؤسس یونسکو إسلامي لرفع مستوی العلم والمعرفة في أوساط المسلمین من کافة الشرائح من أطفال، ومراهقین، وشباب لرفع مستوی المعرفة.