آیة الله دولابي : الوحدة من أهم مبادئ القرآن وأساس القوّة والعزّة للأمة الإسلامیة

آیة الله دولابي : الوحدة من أهم مبادئ القرآن وأساس القوّة والعزّة للأمة الإسلامیة

اكد عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آیة الله محمد ابوالقاسم دولابي" على، ان "الوحدة من أهم مبادئ القرآن وأساس القوّة والعزّة للأمة الإسلامیة"؛ مبينا انه "لکي تنال الأمّة الإسلامیة هذه القوّة وتستطیع التصدي للغزو العسکري والثقافي، والإقتصادي الذي یشنّه الأعداء، ولابد لها من تعزیز إتحادها وتوحید صفوفها؛ فقد قال الله في محکم کتابه : [واطیعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ریحکم]. کما یقول في موضع آخر: [واعتصموا بحبل الله جمیعا و لاتفرقوا]".


جاء ذلك في كلمة "اية الله دولابي"، خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 37، الذي بدا اعماله برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية اعتبارا من 28 سبتمبر لغاية 3 اكتوبر 2023؛ حيث قدم التهاني والتبريكات بمناسبة میلاد النبي الأکرم وحلول أسبوع الوحدة الإسلامیة.
واضاف : في هذا المضمار ما یجدر الإنتباه إلیه هو أننا بحاجة إلی قواسم مشترکة لنیل الإتحاد وتوحید الصفوف، فإن وجدنا قاسماً مشترکاً بین جمیع الفئات والمجموعات، وجمیع التیارات الفکریة للأمّة الإسلامیة، فلا شك أنّ هذا القاسم المشترك سیکون محور وحدتنا وتماسك فئات هذه الأمة ويتمحور حولها جمیع أبناء الأمّة.
وتابع : أعتقد أنّ هناك العدید من القضایا التي یمکن أن تکون القاسم المشترك بین جمیع الأحزاب والفئات المختلفة في الأمّة الإسلامیة، وهي قضایا لا تقتصر علی فئة دون أخری. القضایا التي لم توجّه خطراً لفئة خاصة أو أمّة دون غیرها أو قبیلة بعینها، وإنما تتعلق بجمیع أبناء هذه الأمة، بل في نطاق أوسع یمکن القول أنّها تتعلق بالقضایا البشریة وتشکل هاجساً وتحدیاً للأمّة جمعاء.
واوضح عضو مجلس خبراء القيادة في ايران : هذه الإشکالیة هي إشکالیة الأخلاق البشریة. فالإنسان الذي بات یواجه التهدید الثقافي الغربي، یرید منقذاً من هذا الغزو. فانهیار مؤسسة الأسرة وتحلل القیم الأخلاقیة التي تنظّم المجتمعات الإسلامیة والبشریة، وانهیار الإحترام المتبادل بین البشریة بأسرها، وانهیار خصائص الحیاة الإجتماعیة والفردیة، وهروب الإنسان من أخیه الإنسان، بحیث یرجح کل واحد أن یعیش بمفرده وفي شقة ضیقة بعیداً عن الناس، کلها جعلت الإنسان المعاصر لا یقدر علی تحمل أخیه. کما أنّ تفشي الفجور والقضایا المتعلقة بالعلاقات اللاشرعیة التي باتت تشکل تهدیداً کبیراً للعالم المعاصر، کلها تحدیات کبیرة یواجهها الإنسان.
وقال اية الله دولابي : باعتقادي، أنّ التحدي الأساس الیوم لدی المسلمین لم یتمثل في التشیع والتسنن، بل التحدي والمشکلة تتمثل في الأسرة. مشکلتنا هي العالم الإفتراضي المنفلت؛ المشکلة تتمثل في القیم الأخلاقیة الذي بات یعاني منها الشیعة والسنّة وجمیع الفرق الإسلامیة، بل حتی أتباع الدیانات السماویة الأخری.
 واستطرد : هذا الهاجس المشترك، وهذا القاسم المشترك، یفرض علینا الإتحاد الإسلامي أکثر من أيّ یوم مضی. ولدی الإسلام ذخر متدفق وزاخر یتضمن تراثاً معطاءً وهو القرآن الکریم. فقد یتمتع العالم الإسلامي بتعالیم النبي الأکرم (ص) التي نقلها أهل البیت (علیهم السلام) والصحابة الأجلّاء وانتقل إلینا کما هو.
وشدد بان "العالم الإسلامي قادر علی إیجاد حلول للقضایا الأخلاقیة في مجال الإتحاد والوصول إلی القواسم المشترکة فيما يخص التعالیم الأخلاقیة والحیاة الإجتماعیة ویجدواً حلولاً لهذه القضایا والتحدیات المشترکة؛ حلول لا تقتصر علی الأمة الإسلامیة وخروجها من هذه الأزمة الإجتماعیة المعاصرة، وإنما تقدم نسخة منقذة لجمیع بني البشر وأنصار الدیانات السماویة والمدارس الفکریة الأخری".
واكمل في هذا السياق : اذا الأمة الإسلامیة قادرة عبر الإعتماد علی القرآن العظیم ووضع هذا الکتاب محورا للقیم والتعالیم الإسلامیة حتي تكون حیاةً متکاملةً لبني البشر جميعا وأن تقدم هذه النسخة إلی جمیع الأدیان وانصار الدیانات والمذاهب والمدارس الفکریة الأخری لکي یتذوّقوا حلاوة هذا المنهل العذب ويغرفوا من معارف الدین الحنیف ويتمتعوا بهذا الفیض المتدفّق والعطاء الزاخر وتُنبى حیاتهم علی أساس التعالیم والحقائق الإسلامیة.