ابراهيم الجعفري : العالم الاسلامي يواجه ازمتين محوريتين سياسية وتنظيرية
اكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان الامة الاسلامية اليوم تواجه خمسة ازمات : سياسية واجتماعية واقتصادية وامنية وتنظيرية تتمحور بازمتين اساسيتين الاولى سياسية والثانية تنظيرية .
وخلال كلمة له في اليوم الاول من اعمال المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للوحدة الاسلامية والمنعقد حاليا في طهران لفات وزير الخارجية العراقي الى ان دولة الرسول الاعظم (ص) بنيت على اسس العدالة والمساواة والمحبة والاخوة وكان هذا سبب انتشار هذا الدين على نطاق واسع من المعمورة وامتدت الى قادم الزمان .
وعن الصفة البارزة للامة الاسلامية اشار الجعفري الى موضوع الوسطية والشهادة موضحا ان الوسطية في الاسلام تدخل كافة مجالات الحياة ولا تختص فقط في المجال السياسي حيث يدعو الاسلام الى الوسطية والتوفيق بين الدنيا والاخرة ولا يأمر بترك الدنيا من اجل الاخرة او ترك الاخرة بسبب الدنيا ، والوسطية في التعامل مع الاخرين خاصة مع المخالفين والوسطية في الفكر اي بين التطرف والانحلال .
الجعفري وفي قسم اخر من كلمته لفت الى ازمة فقدان الارادة لدى اصحاب القرار السياسي العربي والاسلامي على العكس ما كان عليه في عهد الرسول (ص) ، مشيرا الى الطاقات الهائلة التي يملكها العالم الاسلامي النفطية منها والمائية والبشرية والاقتصادية ، مؤكدا ان اهم هذه الطاقات هي الطاقة المعنوية .
وعن المحنة التي يعيشها العراق اشار وزير الخارجية العراقي الى ازمة هجوم الارهاب من اكثر من مئة دولة في العالم الى العراق حيث يعيثون في هذا البلد الفساد ويرتكبون ابشع الجرائم ، مشيرا الى بطولات القوات العراقية والحشد الشعبي والعشائر والبيشمركة حيث تصدوا الى ارهاب داعش بكل بطولة وفداء دون اي اجر .
واكد الجعفري ان المنطقة والعالم الاسلامي يعيش حرب عالمية ثالثة ضد المشروع التكفيري الذي يفتك فقط بالمدنيين والبنى التحتية ولا صلة له لا بالاسلام ولا بالانسانية ولا يراعي الاعراف الاجتماعية والقوانين الدولية .
وفي قسم اخر من كلمته اشار الجعفري الى الازمة الاقتصادية التي يعانيها العراق بسبب هبوط اسعار النفط حيث اثرت على حياة الشعب ومداخل القوات المسلحة .
وطالب وزير الخارجية العراقي المجتمع الدولي لان يقف وقفة واحدة ضد خطر الارهاب رافضا تواجد اي قوات عربية او اجنبية على اراضيه لمحاربة تنظيم داعش الارهابي .
واشار الى الاعلام ودوره في نقل الحقائق منتقدا الاعلام العربي والغربي في تشويه الواقع عن العراق وكيف تغيرت تصورات بعض الاعلاميين عندما زاروا العراق وشاهدوا الحقائق الاجتماعية والميدانية على جبهات الحرب ضد داعش .
واكد الجعفري ان العراق وبتنوعه القومي والعرقي والمذهبي يحقق التعايش السلمي بين طوائفه المختلفة بين الاديان والمذاهب الاسلامية مشيرا الى فشل الاعداء في الداخل والخارج لاثارة الخلافات المذهبية والقومية في هذا البلد .
وخاطب الجعفري المؤسسات الدينية الكبرى وخاصة الازهر لتؤدي دورها في تخفيف الاحتقان الطائفي ورفع صوت الوحدة الاسلامية وان يؤكد على المشتركات الكثيرة بين السنة والشيعة ويترك الخلافات الفقهية للنخب العلمائية البحث فيها وان لا يرضخ للضغوطات .
وفي الختام اكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان الرسول الاعظم رسم لنا معالم الوحدة الاسلامية الحقيقية عندما قال " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " اي انه بدون القران لا يمكن فهم العترة وسنة الرسول وبدون العترة لا يمكن فهم القران .